قصة قصيرة

كوستيان وصديق السوء

علي النيلي

نشأ صديقان في حارة واحدة كانا يلعبان ويقرئان ويجلسان ويتفقد كل  منهما صديقه .. يخرجان كل صباح للذهاب إلى مدرستهما الابتدائية ..كانا متفوقان على زملائهما الطلبة .

كان بينهما منافسة دوماً في دراستهما ولعبهما وحديثهما وكل شيء .. بعدها أكملا دراستهما الابتدائية ودخلا الدراسة الثانوية معا.. وكاناا يتسابقان في اجتهادهما حتى وصلا الى الصف السادس العلمي .. وقال رعد لصديقه صادق وهذا اسميهما ( رعد وصادق).

 قال رعد " أتمنى يا صديقي العزيز أن نكون في كلية واحدة وأتمنى أن تجمعنا الهندسة لأنها أملي منذ الطفولة ..

 بينما قال صادق " لا يا صديقي هذا مفترق طريق بيني وبينك وسوف ترى صادق طبيباً وأنت لا يمكن أن تنال هذا ..

 سنة دراسية ليست بطويلة مرت يوم بعد يوم جاءت الامتحانات النهائية ( البكلوريا) تذكر (رعد الحنون ) كلمات صادق كلمات (السوء) .. ثابر كثيراً من اجل أن يثبت لصديقه بأنه قادر على تحقيق ما يتمناه العدو والصديق.

دخلا الامتحانات النهائية الامتحان الأول والثاني والأخير... وكل واحد منهما يقول الحمد لله أن إجابتي كانت ممتازة .. بعد فترة  من الزمن أعلنت النتائج وإذا (برعد الحنون يحصل على معدل %95) يؤهله إلى الدخول في كلية الطب بينما حصل صادق( صديق السوء على معدل 85) ذهب (رعد) ليبارك لصديقه ( صادق ) لكنه تفاجئ بردود أفعال (صادق) .

قال " كنت منذ الصغر وأنا لا أتمنى لك أي خير ولا أريد أن تتقدم عليّ بأي شيء .. وسوف يأتي اليوم لانتقم منك يا رعد" ..  أنذهل رعد من حقد صديق الطفولة .. وما يخطط له من مكائد ومصائب.

خرج رعد حزيناً .. يتأمل ويفكر ماذا أصاب "صادق" أحقاً أصابه مرض ( حب الذات )؟.

بعد ذلك فضّل رعد كلية الهندسة على كلية الطب ليدخل فيها ليكون مهندساً ناجحاً بينما قبل صادق في كلية العلوم –قسم الحسابات .. مرت الأيام الجامعية وكان كل منهما منشغلاً في دراسته وكان التواصل بين(رعد و صادق) يضعف شيئاً فشيئاً .. بالرغم من أنهم في جامعة واحدة وحارة واحدة.. آخذ صادق يخطط حتى تحين الفرصة التي يقتبسها للانتقام من (رعد الودود). وفي الدراسية الأخيرة وقبل التخرج قرر رعد إن يقترن بأحدى زميلاته في نفس الكلية .. أخذ العشيق يخططان لعشهما الذهبي وقررا أن يكون زواجهما في تخرجهما .. وشاءت الأقدار أن يلتقي رعد (بصديق السوء) صادق حدثه عن مشاريعه وخصوصاً مشروع الزواج لكن صادق لزم الصمت وذهب للبيت يخطط كيف يحاول أن يحطم قلب رعد ، وفي صباح يوم دراسي ذهب صادق بالقرب من كلية الهندسة ليتعرف على عشيقة رعد (كوسيان وهذا هو اسمها) أخذ يخطط ويلعب دور سلبياً أستطاع أن يتحدث مع كوستيان بصفته صديق الطفولة (لرعد) لكنه قلب الموازين.. اخبرها بأكاذيب .. وأباطيل .. وجعلها تتراجع من الوهلة الأولى .. وقال لها أنني مستعد أن اروي ما قلته لوالدتك .. نجح صادق أن يتلاعب بمشاعر (كوستيان ) وأضاف لها أرجو أن لا تخبري رعد ما أقوله لك .. حتى تأتي الفرصة المناسبة .. شهر واحد على التخرج لكن رعد ينظر بأن كوستيان تبتعد شيئاً فشيئاً عنه ولا يعرف السبب قال لها ماذا أصابك يا كوستيان قالت له أن ابن عم لي يريد أن يتزوجني .. وأنت ماذا تقولين؟ ..قالت أنا لا أقول شيئاً لان رأي من رأي والدي.. وقالت يا رعد اليوم أود أن أودعك الوداع الأخير .. دمعت عين رعد الولد اليتيم الذي فقد والدته في عمر الخامسة لا يوجد لديه شقيق لكي يشكي همه ذهب حزيناً إلى دار عمه الذي كان يحبه حباً جما واخبره رعد بكل ما يمر به.. قال له عمه( يا ولدي اصبر فأن الله مع الصابرين) .. تكسر قلب رعد حزناً وصبر وواصل دراسته وتخرج مهندساً وفي حفل التخرج تفاجئ رعد بأن صديق الطفولة صادق ( صديق السوء) قد تزوج (كوستيان) .. نظر رعد نظرة عميقة توقف عنده كل شيء دمعت عينه رفع رأسه إلى السماء أنذهل كثيراً ارتجف أطرافه سقط صريعاً بالضربة القاضية بفعل صديق السوء.

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2... bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com