قصة قصيرة

لألأة في الرماد

مامند محمد قادر

 كان الريح يقلّب اوراق ذكرياتي، يكنس الشارع من الاوراق المتساقطة الصفراء من الأشجار الباسقة التي كانت تعج بالعصافير التي تدوي زقزقتها في الفضاء الهاديء وتنسكب في الشوارع القريبة وتلتصق بجدران الأبنية المجاورة التي لوّنتها أشعة الغروب بلون برتقالي غامق . كان يعوي ظمأ في أعماقي وأنا أمر بطيئاً بالأشجار والمحلات الشبه الخالية والشقق المطلة على الشارع مستعيداً صورتها التي لم تتغير قط في ذهني بعد كل هذه السنين . استدرتُ الى الزقاق المؤدي الى المنزل ولا تزال تداعب بصيرتي طيفها . آه لشقاء الانسان! وما أغبى الأيام! .. دقت اصابعي المرتعشة دونما رغبة على الباب وقد انهارت قواي. انفتح بوجهي الباب برفق . ظهر وجه زوجتي الحنونة وابتسامة السعادة في عينيها. أوه .. ما بك عزيزي؟ قالت بخفة والحيرة في وجهها وبدت لي في هذه اللحظة انها اكثر بكثير طعناً في السن من ذي قبل. اجبتُ بصوت خافت وانا ادخل بهو المنزل بخطواتي البطيئة: لا شيء . انه مجرد .. مجرد زكام بسيط . 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2... bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com