|
قصة قصيرة مقابر جماعية
غفار عفراوي 1- مهزلة جلس (سبهان) الذي بدت آثار السنين تلوك من جسده النحيل وتغرق وجهه بالتجاعيد،. شاهد المتهمين بقضية قمع الانتفاضة وهم في أبهى منظر. تذكر مرارة عشرين سنة من التعذيب الوحشي . صاح بصاحب المقهى: - أنا من قمعت جميع الانتفاضات الشعبانية والرمضانية والرجبية.. وسقط مغشيا عليه..ومات 2- محكمة مدافعا عن نفسه في قاعة المحكمة، صاح المتهم بأعلى صوته: - لقد كنت رحيما بالغوغائيين ، فلم أعذبهم بالكهرباء أو قلع الأظافر المشتكي بصوت حزين منكسر: - لكنه يا سيادة القاضي حرمنا نعمة الكرامة لسنين طوال 3- اقتياد بلا أي نوع من الرحمة، قوات الأمن تقتاد الشيوخ والنساء والأطفال. لم يعلم اي منهم ما الجريمة التي اقترف، لكنهم سلموا أمرهم بيد الجلادين فهو زمن الظلم وبلد السفهاء. 4- في الصبح بعد عشرين سنة، قرأ في صحيفة الصباح الحكومية اسم أخيه تحت عنوان ( ضحايا المقابر الجماعية). اغرورقت عيناه بالدموع، حمد الله انه لم يكن في أحواض التيزاب. 5- أم يعقوب في ساعة متأخرة من ليلة تموزية ، انتشروا في أروقة الحي.. هجموا على دار أم يعقوب.. وضعوا السلم ..تسلقوا.. قفزوا كاللصوص.. أرعبوا النساء اللائي هربن من حر الهاجرة. صاح زعيمهم: - أين يعقوب؟ ردت وقد فرغت من صلاتها توا ولم تجف دموع دعائها بعد: - نعم. ماذا تريدون. الم تأخذوا زوجي وأبنائي الأربعة وتركتمونا سبايا النهار الموحش والليل الطويل. صاح بها وكأن الرحمة قلعت من قلبه: - اخرسي يا عجوز. انتم غوغاء. وسنقتادكم جميعا حتى يظهر يعقوب ------------------------------------
ملاحظة: ام يعقوب هو اسم كنية في شبابها وهي لم تنجب سوى محمد وعلي وعباس وحسين!!
|
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2... bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |