|
قصة قصيرة
مشتـــاق الفنـــــان قد لا يعرف الكثيرون أن (الفلس) هو عملة كانت متداولة في العراق بشكل رئيسي في السابق، وذلك لقلة قيمته ولعدم وجود شيء يمكن ان يُباع بفلس واحد لذلك كانت هناك وفي العهود الملكية عملة تسمى (العانة) وهي ما تساوي (4 فلوس)، وجاء عبد الكريم القاسم ليلغي (العانة) ويزيدها فلساً آخر فتصبح عملة من فئة (5 فلوس) كي تكون لها مضاعفات منطقية وهي (10 فلوس) و (25 فلس) و( 50 فلس ويسمى درهم) ثم (100 فلس) هذه كلها كانت عملاً حديدية بين مقرنص ومدوّر كان عمري 6 سنوات ربما حينما اصطحبني والدي معه لدفع فاتورة الكهرباء، وحين وصولنا أعطاني الفاتورة وأمرني أن اذهب أنا لدفعها في قسم للجباية صغير في منطقة راغبة خاتون كان ولنهاية الثمانينيات موجودا في نفس مكانه قرب صيدلة عمّار لمن يتذكر تلك المنطقة... المهم أنني أخذت الفاتورة ومعها مبلع 100 فلس ووقفت تحت شباك الدفع الذي أشار لي والدي عليه والذي كانت يدي لا تطاله لقصر طولي... كانت محاولة من والدي رعاه الله كي يزرع الثقة في نفوسنا ونحن صغار ويعلمنا كيفية التعامل مع الناس والاعتماد على النفس كأسلوب تربوي. فهم الموظف المسؤول قصد والدي وأخرج راسه من الشباك ومد يده لي ليأخذ الفاتورة في الوقت الذي مددت له يدي دون أن أنطق بكلمة واحدة، هممت بالخروج إلا أن الموظف صاح بي: "تعال عمو أخذ الباقي" رجعت وأخذت باقي المبلغ بيدي لأعطيه لوالدي وكان ضمن المبلغ المرجوع (فلسان) وكان لون (الفلس) أحمراً لأنه مصنوع من النحاس... وكمكافأة لي أعطاني والدي الفلسين كي أجمعها في (القاصة) خاصتي ومنذ ذلك الحين بدأت اصر على والدي بأن أذهب أنا لأدفع الفاتورة كل شهر شعوراً مني بالثقة العالية وكوني أصبحت كبيراً وأدفع فاتورة الكهرباء.. وكذلك طمعاً في .... (الفلس أو الفلسين) والتي أصبحت دائما من نصيبي الشهري
تذكرت تلك القصة وأنا أرتب بين
أغراضي القديمة لأجد علبة معدنية تحوي تلك (الفِلسان الحمراء)
التي جمعتها منذ أن كنت في الصف الأول الابتدائي لتبقى شاهداً
على فترة من حياتي كان (الفلس) له قيمته بالشكل الذي يجعل موظف
الكهرباء يرجعه كباقي المبلغ حينما يستلم قيمة فاتورة
الكهرباء.
|
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2... bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |