دراسات نقدية

افين شكاكي ... قوافلها غيمة صيف عابرة

 زاغروس اوسمان

لو جاز التصنيف لاسمينا قصائد افين شكاكي بالومضة الشعرية الخاطفة , غيمة صيف تهطل على عجل وتتلاشى دون ان تبلل مساحة المتعة التي نتوقعها من تذوق حمولة قوافلها ... قوافل المطر عنوان يغرينا بمزيد من الارتواء ولكنه جاء ضحلا وهذا لا يعيب تجربة جديدة تحتاج صاحبتها إلى الكثير لتخرج قصائدها من رتابة التقليد والتكرار كي لا تضيع الحمولة بين اكداس متراكمة في سوق الشعر البائرة .. التي لا يحرك دمائها الراكدة سوى عواصف شتاء هائج يشبع القارئ بالصور المثمرة في جديدها والدلالات المثيرة في مغازيها تغمر خلايانا وعظامنا وتجرف ارواحنا , عاصفة تسقي جدب حدائق النظم التي ذبلت حشائشها تحتاج قافلة نوعية لتزهر غصونها المتيبسة .

افين شاعرة بقلم مباشر مفرط الوضوح حققت شروط الكتابة والكتابة حدائق ولكل حديقة عشاقها ومتذوقوها , هناك أزاهير قباني الشفيفة مزهرية بلاستيك لاطعم ولا رائحة صنم مراهق أجوف .

وهناك حشائش وحشية الأعماق يخلقها سليم بركات لتأن في أوجاعها الغرائبية وهناك رمزية ادونيس الذي اختذل خيبة الإنسان في عبارة مهزومة بالغة الصعوبة .

افين شكاكي مع خطوتها الأولى دخلت المدرسة النزارية دون إعلان ونحن نحترم اختيارها ولكنها ربما لم تنتبه انها تنسخ نسخا أسلوبه الذي يظهر جليا في مضمون قصائدها جميعا التي تدور حول الحب في ابسط معانيه عبارات مسطحة لا تخفي دلالة أو معنى تسرد عواطف واضحة الترف ترفع عن القارئ عناء التأمل وكأنه مسبقا قد قرأ تلك القصائد .. ألف شاعر استعانة بالمطر فاستنزفوا دلالاته وتصل افين بعد قوات الأوان لتوقد القصيدة من رماد الآخرين ونار الشعر لا يزكى إلا من أعواد النصوبر والرمان حطبا تحت موقد القصيدة .

القصيدة غيمة لاهبة العبارة تهطل كاوية لا يفهمها احد ويتلذذ بها الجميع في أعماقه الغامضة حيث برق القصيدة ورعدها يطهر الروح من جذوره .

وجهت افين قوافلها نحو دوحة الشعر تسير على الطربق الصحيح وبقي عليها ان تختار في أعمالها القادمة أحمال أكثر ثقلا وأكثر عمقا إلى حديقتها الواعدة لتحمل لمساتها وتعكس مكنونات نفسها بعيدا عن التقليد , والتقليد لا يعني شكل القصيدة بل المضمون يحدد فيما لو كان الشعر تقليدا أم تجديدا .

افين  شكاكي ومضات لا تخلو من صور مبهرة سريعة العبور جميلة كالوميض في ليلة داكنة .

أنا لا كتبك

لكنني أقراءك في شرايني ص 17

أنني مجرد حبة رمل

تغرق في الأنهار التي تسيل من يديك ص 47

صور جميلة لا نستطيع انكار ذلك

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com