دراسات نقدية

 

قراءة في كتاب رودينكو (الحكايات الكردية)

حكمة الشعب في ذاكرة الاجيال

 

جودت هوشيار

jawhoshyar@yahoo.com

 

تعد المستشرقة مرجريت رودينكو (1930 – 1976) الرائدة الحقيقية في مجال دراسة واحياء التراث الكردي، فقد كرست جل طاقاتها العملية الخلاقة وطوال ربع قرن في سبيل الكشف عن ذخائر التراث الكردي المتمثلة في مجموعة نادرة ونفيسة من المخطوطات الكردية القديمة التي تضم خير مافي هذا التراث من آثار ادبية كلاسيكية ونتاجات فولكلورية رائعة، وبذلت جهودا" مضنية ودؤوبة في تحقيق وترجمة ونشر أهم تلك الآثار والنتاجات وحققت في هذا الميدان انجازات علمية بارزة وأصبحت أعمالها مصادر أساسية لكل من كتب شيئا" عن هذا التراث، بشقيه المدون والشفاهي، خلال السنوات الخمسين الاخيرة. ولم يقتصر نشاط رودينكو العلمي على تحقيق المخطوطات الكردية، بل كان لها حضور دائم في الندوات والمؤتمرات الاستشراقية المحلية والعالمية، اضافة الى مقالاتها عن الادب الكردي، قديمه وحديثه في المجلات المتخصصة، وترجماتها لنماذج من الشعر الكردي الحديث،

 بدأت رودينكو مشوارها الطويل مع التراث الكردي بتحقيق وترجمة رائعة الشاعر الخالد احمد خاني (مم و زين) حيث نالت شهادة الدكتوراه الاولية (P.H.D) عن عملها هذا في عام 1954 كما حصلت عام 1973 على شهادة الدكتوراه العليا (دكتوراه علوم) لقيامها بتحقيق ودراسة وترجمة القصة الشعرية (يوسف وزليخة) للشاعر الكردي الكلاسيكي سليم سليمان الذي لم يكن معروفا" على نطاق واسع قبل ان تقوم المستشرقة الراحلة ببحث وتحليل هذه القصة الشعرية الناضجة فكرا" وفنا".

بيد أن اهم انجاز حققته رودينكو هو دحض الراي الذي كان شائعا" في اوساط المستشرقين حتى منتصف القرن العشرين، والقائل بعدم وجود تراث أدبي وفكري مدون للشعب الكردي وأن التراث الكردي بأسره انما هو تراث شفاهي فولكلوري، ولكن الآثار الادبية الكردية الكلاسيكية التي قامت رودينكو بتحقيقها ونشرها أثبتت بما لايدع مجالا" للشك بان للكرد تراثا" ثقافيا" مدونا" لايقل أهمية وثراءا" عن التراث الكردي الشفاهي، واصبحت حافزا" قويا" لعدد من المستشرقين الاجانب والباحثين الكرد لولوج ميدان تحقيق التراث الكردي، بيد ان انجازاتهم تظل متواضعة بالقياس الى نجاحات رودينكو العلمية لعدة اسباب تأتي في مقدمتها قدراتها العلمية الكبيرة. والاهم من ذلك انها كانت عاشقة حقيقيه للأدب الكردي الكلاسيكي، ولقد ادركت بنظرتها الثاقبة إن الآثار الكلاسيكية المحققة لا تشكل الا جانبا" من التراث الكردي وانها مهما بلغت من روعة وجمال تظل أسيرة جدران معاهد الاستشراق والجامعات ولايطلع عليها سوى نخبة صغيرة من المستشرقين والباحثين، لذا فقد عملت على جمع التراث الشعبي الكردي وقامت لهذا لاغرض بجولات ميدانية عديدة في المناطق الكردية من جمهوريات ماوراء القفقاس وتجمعت لديها طائفة كبيرة من القصص والحكايات الشعبية والامثال والاقوال السائرة الكردية، وبذلت جهودا" كبيرة في ترجمتها الى اللغة الروسية، ترجمة أمينة وجميلة في آن معا"، مع هوامش وتعليقات مفيدة تسهيلا" للقاريء الروسي، لاستيعاب مضامين هذه النتاجات الشرقية على نحو صحيح، وكانت حريصة دائما" على كتابة مقدمات ضافية للكتب التي اصدرتها وبضمنها مجاميع الحكايات الكردية التي نشرتها خلال الفترة من (1959 – 1976). ومن يرجع الى هذه المقدمات يجد ان رودينكو لم تكن تكتفي بالملاحظات العابرة، بل تتناول النصوص المترجمة بالعرض والتحليل وتحاول ابراز خصائصها الفكرية والجمالية. اننا مدينون لرودينكو بحفظ جزء مهم وعزيز من التراث الكردي الشفاهي من الضياع وجعلها في متناول ايدي القراء في كل مكان.

وقد اسدت مؤسسة كولان الاعلامية خدمة كبيرة للتراث الكردي باصدار كتاب قيم باللغة الكردية تحت عنوان (ئةفسانة كوردييةكان) اي (الاساطير الكرد) والذي يضم بين دفتيه (61) حكاية شعبية كردية كانت رودينكو قد قامت بتسجيلها – من افواه الرواة الكرد في المناطق الكردية في كل من ارمينيا و جورجيا واذربيجان – وتشذيبها وترجمتها الى اللغة الروسية، بأسلوبها السلس الجميل، ونشرها ضمن كتاب صدر فى موسكو في حينه و هذا الكتاب الذي نحن بصدده، ترجمة السيد كريم كشاورز من الروسية الى اللغة الفارسية، ثم قام السيد كريم حسامي بترجمته الى اللغة الكردية نقلا" عن اللغة الفارسية، وبذلك اتيحت الفرصة للقاريء الكردي في كردستان العراق ان يطلع على مجموعة كبيرة من الحكايات الكردية الاصيلة التي تعكس خصائص الشعب الكردي وقيمه الأجتماعية ومثله الأخلاقية وتعبر بصدق عن نضاله من اجل الحرية والعدالة والخير والسلام وتطلعه الى غد افضل، وقد بذل السيد كريم حسامي جهدا" مشكورا" في عملية الترجمة، وسد فراغا" في المكتبة الكردية الفولكلورية. وقبل التطرق الى مضامين هذه الحكايات، لابد لنا من الاشارة الى ان اسم الكتاب لايتطابق مع مضمونه, ذلك لان اسم الكتاب الاصلي باللغة الروسية هو (حكايات كردية) وليس (اساطير كردية)! والفرق بين العنوانين كبير. وبطبيعة الحال فان الكتاب لايحتوي على اية اساطير، بل على حكايات كردية كما ان لقب المستشرقة الروسية هو (Rudenco) وليس (Rodinco). واذا تجاوزنا هذه الهواتف فان من حق القاريء ان يتساءل : لماذا لم يترجم هذا الكتاب القيم من اللغة الروسية مباشرة ؟ وفي اقليم كردستان العراق اليوم عدد لابأس به من الكتاب الذين يتقنون اللغة الروسية. ان الترجمة من لغة وسيطة اقل قيمة من النواحي الفنية والجمالية والفكرية من الترجمة المباشرة عن لغة النص الاصلي، ذلك لان الترجمة لم تعد مجرد نقل آلي للكلمات والمعاني، بل قراءة ابداعية للنص واعادة خلقه بلغة اخرى، ونحن نتحدث هنا عن الترجمة الادبية (الشعر، النثر الفني... الخ) وليس عن الترجمة في المجالات الاخرى، ويطول بنا الحديث لو تطرقنا للشروط والمتطلبات اللازمة للترجمة الادبية وفق المناهج الحديثة في نظرية علم الترجمة، ولكن يكفي ان نقول ان مفردات لغة ما، لا تتطابق في معانيها مع مثيلاتها في اية لغة اخرى – ماعدا بعض الحالات البسيطة – وان لكل لغة خصائصها وقوانينها الداخلية التي تتميز بها عن غيرها من اللغات.

ولاتقتصر الترجمة على نقل المعاني، بل تشمل روح النص الاصلي واسلوبه ونادرا" ما تتحقق هذه الشروط لسبب بسيط هو اختلاف القدرات الادبية للمؤلف او كاتب النص الاصلي، عن قدرات المترجم ولأسباب أخرى لا مجال للخوض فيها، ولهذا فان الترجمات الادبية الناجحة قليلة جدا".

وعلى اية حال اذا تغاضينا عن كل هذا فأنه لايمكننا ان نمر مرور الكرام ونتغاضى عن حذف المقدمة الاصلية (الروسية) للكتاب، التي كتبتها رودينكو، وبدلا" من مقدمة رودينكو كتب مترجم الكتاب الى الفارسية السيد كريم كشاورز مقدمة مثيرة للجدل وتنطوي على آراء يصعب القبول بها، ويقول – دون اية اسانيد علمية – ان هذه الحكايات ليست كردية، بل ايرانية الاصل، وهذا رأي يتناقض تماما" مع رأي رودينكو، وربما لهذا السبب بالذات تم حذف المقدمة التي تصدرت كتاب رودينكو هذا.

اما بصدد وجود بعض أوجه التشابه بين هذه الحكايات والحكايات الايرانية، فاننا نقول ان علماء الفولكلور قد لاحظوا منذ زمن بعيد ان ثمة حكايات شعبية كثيرة في بلدان مختلفة متشابهة في مضامينها، وذلك لان الحكاية الشعبية لا تعرف الحدود الجعرافية ولا الحوجز اللغوية، وهي في انتقالها من بلد الى بلد تتغير كثيرا"، بحيث يصبح من المتعذر في معظم الاحيان تحديد الموطن الاصلي لاية حكاية شعبية مهاجرة، ويشبه احد علماء الفولكلور الحكاية بالريح التي تهب من مكان ما و تتجول في الفضاء الواسع الفسيح ويتعذر معرفة مصدرها او اتجاهها، لذل فان الزعم بأن الحكايات التي تتضمنها كتاب رودينكو هي ايرانية الاصل ادعاء باطل، ولو كان الامر كذلك، كان على السيد كريم كشاورز ان يشير – ولو مجرد اشارة – الى اسماء الحكايات الايرانية المشابهة لهذه الحكايات الكردية ونحن نعتقد ان الامر على النقيض من ذلك تماما"، حيث ان الفولكلور الكردي قد تعرض عبر العصور وبخاصة في عصرنا الراهن الى النهب من قبل الاخرين، وقد لاحظ المستشرق الروسي البارز(نيكولاي مار) في احدى مقالاته المشهورة التي نشرها في عام 1912 : " بأن الحكايات والاغاني الكردية منتشرة بين الشعوب المجاورة مثل، الفرس والترك والارمن وغيرها من شعوب المنطقة " اما الزعم بأن عددا" من هذه الحكايات قد سجلت من افواه رواة هاجروا او هاجر اجدادهم من ايران الى روسيا، لذا فأنها ايرانية الاصل، امر يثير الاستغراب حقا ! لان هؤلاء هاجروا من بلدهم كردستان وليس من ايران، ومهما يكن من امر فقد كان من واجب المترجم الكردي الرجوع الى الاصل الروسي – للتأكد من مزاعم المترجم الفارسي. وكتاب رودينكو معروف على نطاق واسع ويمكن الرجوع اليه بسهولة.

ويضم الكتاب ثلاث مجاميع من الحكايات الكردية وهي :

 

حكاية الحيوان :

وهي تستهدف غاية اخلاقية، وبسيطة البناء وقصيرة، يتخللها الحوار احيانا" مما يجعلها قريبة من المسرحية القصيرة، ويستمتع الاطفال بهذا الشكل من اشكال الحكاية على وجه الخصوص، وتقوم باداء أدوارها حيوانات وطيور، تفكر وتنطق وتتصرف كالبشر، وتخضع لنوازع النفس والرغبة في استخلاص العبر والدروس والمثل من المواقف والاحداث او ترسيخ قيمة اخلاقية او لنقد سلوك الناس وتصرفاتهم، وفيها مواقف شبيهة بالمواقف الانسانية، وهي لذلك شائقة. وافعال الحيوانات تفضح الطموحات غير الانسانية وبواعث السلوك البشري وهي طريقة فنية معبرة، وحكاية الحيوان مرحة وساخرة، ومن أمثلة هذه الحكايات في الكتاب حكاية " الذئب والشاة " وحكاية " الثعلب والحمامة والديك ".

 

 الحكاية السحرية :

الحكايات السحرية التي يتضمنها الكتاب تنقلنا الى بلاد بعيدة وعجيبة وتقع فيها احداث تتجاوز المعقول والممكن ونرى ابطالا يتمتعون بقوى خارقة او ادوات سحرية !، عالم مدهش لايخضع للقوانين البشرية، بل يعيش حسب قوانينه الخاصة، نرحل مع البطل الى اقاصي الدنيا ونجوب الجبال والغابات، ينتصر البطل دائما على اعدائه مهما كان عددهم، ويتغلب على الصعاب ويتجاوز المآزق والمحن، حيث لاتعرف الحكاية السحرية مأزقا" لايمكن الخروج منها ولا محن لايمكن التغلب عليها ولاجيشا او حاكما لايمكن الانتصار عليه لايفلت ظالم من العقاب الذي يستحقه، ولا يبقى مظلوم دون ان يأخذ حقه. الشرير يلقى جزائه العادل او يلقى حتفه.

 الحكاية السحرية ترغمنا على التفكير في مغزاها الجاد والتأمل في اهم مشاكل الحياة، الوطن يعيش في عقل وضمير البطل ويسعى للعودة اليه مهما أصاب من النجاح والثراء والمجد في الغربة. ولايوجد على وجه البسيطة ما يمكن ام يعوضه عن ارضه ووطنه.

في الحكاية السحرية : الرواة يلبسون الناس البسطاء ملابس الملوك ويجعلون منهم حكاما عادلين يتسمون بالطيبة والنزاهة ويتمتعون باحترام ومحبة رعاياهم، وكل هذا تجسيد لآمال وطموحات الجماهير.

الحكاية السحرية مزيج رائع من العجائب والاحساس بالواقع في آن معا، أنها حلم الانسان على تجاوز الواقع وسعيه الدائم لبلوغ الحرية وتحقيق السعادة الانسانية. الحكاية السحرية الكردية تجسد كل هذه المعاني، وفي الكتاب (20) حكاية ممتعة من هذا اللون من الوان الحكايات الشعبية ومنها حكاية " احمد خان وعلي ولي " و " حسن الحكيم " و " العقل والحظ " و " رستم الجبار " و " الاخوة السبعة " و " ابن الحداد " و " الباشا والوزير " وغيرها.

الحكاية الاجتماعية :

تستهدف الحكاية الاجتماعية، التسلية والترفيه في ظاهر الامر ولكنها ترمي الى غاية اخرى اعمق من ذلك، فهي تعكس القيم الجتماعية والمثل الاخلاقية السائدة في المجتمع في فترة تاريخية معينة، وعلى النقيض من الحكاية السحرية تخلو الحكاية الاجتماعية في العادة من اي تهويل أو مبالغة او افتعال، ويرتبط ظهور الحكاية الأجتماعية بتطور المجتمع نفسه وتحوله من مجتمع بدوي الى مجتمع اقطاعي، تتمتع فيه الطبقة الغنية بأسباب الجاه والثراء والفراغ كما تتغير علاقات الناس وسلوكهم.

وتشغل الحكاية الشعبية مساحة واسعة في الفولكلور الكردي، وفي هذا الكتاب – الذي نحن بصدده – هنالك (37) حكاية اجتماعية من اصل (61) حكاية يتألف منها الكتاب، اما المحاور التي تدور حولها الحكاية الاجتماعية فهي عديدة، ومنها : انماط النساء، مثل المرأة الذكية كما في حكاية " المرأة العاقلة " و " بنت الباشا " و " الزوج والزوجة ". او المرأة الشريرة، مثل حكاية " المرأة السيئة "، او المرأة المخادعة مثل حكاية " المرأة الماكرة ". ومحور ثان يتناول العلاقات الاجتماعية وما ينجم عنها من مشاكل وحوادث نتيجة لنوازع الشر التي لايخلو منها مجتمع من المجتمعات، مثل الحسد والغيرة والبغضاء والحقد وغير ذلك كثير. ومحور اخر يدور حول العادات والتقاليد الاجتماعية ويهدف الى ترسيخ أنماط السلوك المرغوبة اجتماعيا" ومحاربة الظواهر المرفوضة، وثمة بعض الحكايات الاجتماعية شبيهة بالطرائف والنكات.

هذه هي الانماط الثلاثة من الحكايات الشعبية في الفولكلور الكردي التي يعكسها كتاب رودينكو. ولابد من التنويه هنا بالجهود التي بذلها السيد كريم حسامي في عملية الترجمة، حيث اتاح للقاريء الكردي فرصة الاطلاع على هذه الحكايات الشيقة التي تصلح بعضها كموضوعات لافلام كاتون او تمثيليات للاطفال.

ان الريف الكردستاني هو منبع الحكاية الكردية ولكن وسائل الاعلام السمعية والبصرية تستحوذ اليوم على معظم اوقات الفراغ في الريف والمدينة ولا تترك مجالا لسرد هذه الحكايات التي تختزنها أذهان الرواة، اي ان هذه الحكايات لم تعد تنتقل من جيل الى جيل الا في القليل النادر وهي مهددة بالزوال تدريجيا" بمضي الزمن اذا لم نبادر الى جمعها وتسجيلها لحفظها من الضياع، ولقد سبق لنا في مقالات سابقة أن اقترحنا على وزارة الثقافة في اقليم كردستان تشكيل فريق عمل لانجاز هذه المهمة التي اصبحت اليوم ملحة اكثر من اي وقت مضى، ولاشك في ان الامكانية متوفرة للقيام بخطوة مماثلة للخطوة التي قامت بها رودينكو بمفردها قبل حوالي اربعين عاما لحفظ جزء مهم واساسي من التراث الكردي الشفاهي.

كما نقترح على الوزارة القيام بترجمة ونشر مؤلفات رودينكو الى اللغة الكردية ليتسنى للجيل الحالي والأجيال اللاحقة الأطلاع على التراث الكردي وهذا أضعف الأيمان.

 

   

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com