دراسات نقدية

 

رسائل فرانز كافكا الأخيرة

 

جودت هوشيار

jawhoshyar@yahoo.com

 

حين توفي فرانز كافكا في عام 1924 لم يكن قد نشر من نتاجاته سوى بضع مجموعات صغيرة من القصص القصيرة أما رواياته وقصصه الطويلة (وكذلك قصصه القصيرة التي لم تنشر خلال حياته) ويومياته ورسائله فقد نشرت تباعا بعد وفاته وقد استغرق نشر مؤلفاته الكاملة حوالىخمسين عام(1924 – 1974) من الجهد المتواصل لعدد كبير من الباحثين والناشرين. فقد نشرت رواية " المحاكمة " في عام 1925 ورواية " القلعة " في 1926 ورواية " أميركا " في 1927. ثم صدر مجلد يضم مجموعة كبيرة من قصصه الطويلة والقصيرة الناجزة، سواء تلك التي نشرت خلال حياة الكاتب وبقيت على شكل مخطوطات ضمن أرشيفه وأعقب ذلك صدور مجلد يضم مسودات قصته الطويلة " وصف معركة " اما بعد الحرب العالمية الثانية فقد تم نشر قصته الطويلة " استعدادات لحفلة زفاف في الريف " مع مجموعة من رسائله ويومياته ومنها رسالته الشهيرة الى والده أما رسائله الى النساء اللواتي لعبن أدوارا" مهمة في حياته فقد صدرت في مجلدات متتابعة ومستقلة كل مجلد يحتوي على رسائله الموجهة الى واحدة منهن.
فقد صدر كتاب " رسائل إلى ميلينا يسينسكايا " في عام 1952 وكتاب " رسائل إلى فيليتس باوار " في عام 1967 وأخيرا" " رسائل إلى اوتلا " في 1974 ويتألف من (248) صفحة. والكتاب الأخير يحتوي على الرسائل العائلية ومعظمها موجهة إلى شقيقته أوتلا وعدة رسائل الى زوجته (دورا) ولا يتضمن الكتاب رسائل كافكا الى شقيقاته الأخريات ويرجح أنها فقدت ولا نجد في الكتاب أي جواب من أجوبة اوتلا على رسائل أخيها (إن كانت ثمة أصلا" أجوبة" ما) أي أنها رسائل من جانب واحد وأشبه بالمونولوج الداخلي من طرف واحد بدلا" من الحوار بين المرسل والمتلقي. وعلى الرغم من أن كافكا قد ولد وعاش طوال حياته في العاصمة الجيكية براغ الا أن مؤلفاته جميعها مدونة باللغة الألمانية والتي كانت اللغة الرسمية في البلاد قبل الحرب العالمية الأولى. كان كافكا يتكلم اللغة الجيكية العامية ولكنه كان في أعماق نفسه يشعر بأن اللغة الألمانية أغنى وأرحب وأنه يستطيع التعبير عن نفسه باللغة الألمانية على نحو أعمق وأدق وعلى الرغم من كونه يهوديا" الا انه لم يكن يتكلم العبرية ويهتم بها ولم يحاول أن يتعلمها فقد كانت اللغة عنده وسيلة تعبير عن النفس في المقام الأول ولم تستهويه قط الأفكار الدينية والقومية الضيقة وكان يتجاهل اى مسعى من هذا القبيل مهما كان مصدره(على النقيض من مزاعم بعض النقاد العرب ومحاولتهم الصاق تهمة الصهيونية بكافكا زورا وبهتانا نتيجةللتأويل الخاطى المتعمد لبعض قصصه مما يدل دلالة قاطعة على انحيازهم الفاضح ومدى سذاجة افكارهم المسبقة وعدم استيعابهم لأدب كافكا وعجزهم عن فهم عالمه الروحى.ولكن هذا موضوع يستحق وقفة اطول وربما سنكرس له مقالا مستقلا). ان الرسائل التى كتبها كافكا فى ايامه الأخيرة طافحة بالألم والحزن والأسى العميق وفيها مشاهد وصور نابضة بالحياة وتترك فى نفس القارىء انطباعا قويا وتهز وجدانه ومشاعره لأنها تمس شغاف قلب كل انسان معذب يدرك مأساة الوجود البشرى العابر وقسوة الحياة ورغم ان نتاجات كافكا بأسرها انما هى مشاهد وصور حية تعبر عن الحياة وتعكس الواقع المعاش من خلال رؤيته الفنية الا انها تبدو وكأنها نتاجات ابداعية متكاملة، ذلك لأن حياة أي إنسان – جزء مقتطع من الحياة ولكنه متكامل في حد ذاته. ثم أن كافكا ومهما كان الموضوع الذي يكتب عنه فأنه في حقيقة الأمر يتحدث الى نفسه وعلاقته بالواقع الأجتماعي الذي كان يعيش فيه والشيء الذي لم يكن يعبر عنه حتى النهاية في رواياته وقصصه نجده في مسودات مؤلفاته وفى ويومياته ورسائله ، فقد كان المحور الوحيد الذي تدور حوله أفكاره وأحاسيسه هو المصير المأساوي للكاتب نفسه بكل مافيه من معاناة وتوتر نفسي وعذاب وألم. وهذا المصير هو الذي يوحد على نحو متكامل كل ما يسرده الكاتب في موضوع واحد كبير هو اغتراب الأنسان في مجتمع تعج بالمتناقضات والمفارقات الحياتية. لم يكن إغتراب كافكا إغترابا طبقيا" حسب المفهوم الماركسي أي إغتراب العامل عن قوى الأنتاج ووسائله وعلاقاته بسبب عدم حصوله الا على جزء هامشي من ثمار عمله وجهده ذلك لأن الأغتراب الكافكوى اغتراب روحى عميق الغور لا يفارقه الا فى بعض اللحظات القصيرة البهيجة وكانت مثل هذه اللحظات نادرة فى حياة كافكا. لم يكن بوسع كافكا أن يكون جزءا" من آلة يتحكم فيها زمرة من النفعين والوصوليين والأنتهازيين الذين هم على استعداد دائما أن يفعلوا أي شيء من أجل الحصول على المال والنفوذ السياسى والأجتماعى والتسلل الى مواقع السلطة بطرق ملتوية واستغلالها لمصالحهم الأنانية. هؤلاء الآخرون هم الحجيم – على حد قول كافكا وقد ذهبت كلمات كافكا الدقيقة هذه، مذهب المثل السائر والقول المأثور-- لم يكن كافكا فيلسوفا" ولا وجود لكلمة " الأغتراب " في مؤلفاته ويومياته ورسائله ولم يستعمله قط في أحاديثه – كما يقول أصدقاؤه المقربون – ولم يحاول أن يدرس هذا المفهوم الفلسفي ولكنه كان انسانا" رائعا" وكاتبا" مبدعا" – وأكاد أقول عظيما" – يدرك إن للأغتراب صورا" وأشكالا" عديدة ولكنها جميعا" معادية للأنسان. ولقد استطاع أن يجسد فنيا" هذا المفهوم على نحو أوضح وأعمق وأشمل من أي فيلسوف وهذا التجسيد ساخر حينا" ومأساوي حينا" آخر ولكنه دقيق دائما" ويكشف كافكا ببصيرته الثاقبة وجرأته الفنية المعهودة النقاب عن وجه البيروقراطية الحاكمة ويركز على تلك الظواهر التي كانت تنخر في جسد المجتمع الجيكي والتي تتكرر أحيانا" كثيرة في أي مجتمع قائم على استغلال الأنسان للأنسان ورسائله الى أخته تضيف ملامح جديدة الى صور المجتمع الجيكي والانساني عموما" التي رسمها عبر نتاجاته الروائية والقصصية.
لم يستطع كافكا قط أن ينسجم مع مجتمع مشوه تسوده العلاقات اللاإنسانية لأن سريرته النقية واعتزازه بالقيم الأخلاقية والكرامة الأنسانية وأمور أخرى كثيرة كانت ترغمه على الأبتعاد عن الوسط الفاسد الذي كان يحيط به وتخلق نوعا" من الأنفصام الروحي بينه وبين الآخرين. كان البيروقراطيون يقولون عنه، أنه إنسان " غير طبيعي " ولكن كافكا علق على هذا الزعم الباطل بسخريته اللاذعة قائلا" :" أن تكون انسانا" (غير طبيعي) ليس أسوأ ما في الحياة لأن الناس يعتبرون الحرب العالمية أمرا" طبيعيا". ولقد ظلت هذه التهمة تلاحق الكاتب حتى بعد وفاته بسنوات طويلة وما يزال البعض يعتبر كافكا وأبطال رواياته وقصصه أناسا" غير طبيعين. ولكن ما هي المعايير الطبيعية للمجتمعات المريضة : أنها ضياع القيم الروحية وعبادة المال والتفنن في طرق الحصول عليه مهما كانت ملتوية ووضيعة. لم يكن بوسع كافكا أن يتخلى عن مبادئه وقيمه الأنسانية النبيلة وأن يتسابق مع الناس " الطبيعيين " الذين لاهم لهم في الحياة الا المال وما يوفره من قوة ونفوذ وسلطان.
كانت(ميلينا يسينسكايا) تفهم كافكا أفضل من اي انسان آخر وكان كافكا بدوره يفتح لها قلبه ويصارحها بكل ما يدور في خلده من أفكار ومشاعر. تقول ميلينا : " هذا الذي يعتبره الناس (غير طبيعي) في شخصية فرانز، إنما هو في الواقع أحسن ما يتميز به من فضائل. أنا أدرك أنه يقاو, ليس الحياة ذاتها بل فقط هذا الأسلوب في الحياة. "
وكما يبدو من رسائل كافكا الى أخته فأن والد كافكا لم يفهم ابنه قط. لقد كان – أي والد كافكا – رجلا" مستبدا" وعدوانيا" لم يكن أحد يسلم من لسانه الجارح وسلوكه الخشن. كان من عائلة فقيرة ولكنه استطاع بأستخدام الأساليب (الطبيعية) لمجتمعه أن يكون ثروة لابأس بها ولكنه كان أحد أسباب تعاسة إبنه فرانز في الحياة. ويحدثنا الكاتب نفسه في هذه الرسائل وبمرارة وسخرية لاذعتين عن سلوك والده مع الناس والقيم الزائفة التي كان يؤمن بها والرياء الذي كان سائدا" في الوسط الأجتماعي لعائلته. كان كافكا يحمل شهادة الدكتوراه في الحقوق ويعمل موظفا" في شركة تأمين على حياة العمال من حوادث العمل والأنتاج وتقتضي واجباته الوظيفية قيامه بتفتيش المعامل والتأكد من تطبيق قواعد السلامة المهنية فيها. كان حريصا" أشد الحرص على أداء مهام وظيفته بكل جد ودقة وأخلاص لذا لم يكن من المستغرب أن يرتقي السلم الوظيفي بسرعة ويحتل وظيفة مهمة في الشركة التي كان يعمل بها على الرغم من كل المعوقات.
كان والداه يريدان منه أن يمارس التجارة في أوقات فراغه غير أنه كان يعشق الأدب القصصي ويجد فيه خير وسيلة للتعبير عن النفس ومقاومة شرور الواقع الاجتماعي. كان يعود من عمله بعد انتهاء الدوام الرسمي مرهقا"، ثم يأخذ قسطا" من الراحة قبل أن يجلس أمام طاولة الكتابة. كان يندمج في عملية الخلق الفني وينسى ماحوله، ويظل يكتب الى ساعة متأخرة من الليل وأحيانا" حتى فجر اليوم التالي ونتيجة لهذا الاجهاد المستمر، أصيب – وهو في الرابعة والثلاثين من عمره – بمرض التدرن الرئوي. ونحن نعرف تفاصيل ذلك من رسالته المؤرخة في 29/8/1917 الموجهة الى أوتلا. كتب كافكا إلى أخته يقول : " قبل ثلاثة أسابيع أصبت بنزيف رئوي. " ومنذ هذا التأريخ بدأت رحلة كافكا المؤلمة مع المرض. وأخذ يتنقل – طلبا" للعلاج – من مصح الى مصح. كان بحاجة ماسة الى التغذية الجيدة والهواء الطلق والراحة لنفسية والهدؤ التي كان من المفروض أن توفرها المصحات الطبية الواقعة خارج العاصمة براغ. ولم يكن في ذلك الزمان علاج لمرض السل غير هذا. ولكي لايفصل من وظيفته – مصدر رزقه الوحيد – كان عليه أن يحصل على اجازات مرضية طويلة ومتكررة بموافقة مدير الشركة التي كان يعمل فيها. وبينما كان كافكا راقدا" في المصح، فأن أخته أوتلا هي التي كانت تسعى للحصول على الأجازات المطلوبة. كما يتضح لنا ذلك من جواب كافكا على احدى رسائلها، كانت اوتلا تتذمر من غطرسة مدير الشركة وتشعر بالمذلة والمهانة وهي تقف امامه بينما هو منهمك في قراءة الطلب الجد يد الذي تقدمت به للحصول على اجازة جديدة لأخيها ولم يكلف المديرنفسه عناء رفع رأسه ليلقى نظرة على أوتلا الواقفة في انتظار قراره. كان كافكا خبيرا" بسايكولوجية البيروقراطيين فكتب الى أخته، يشرح لها الأمر : " أما أن المدير لم يرفع رأسه للنظر اليك، فهذا لا يدل على الاطلاق على الاستياء. كان ينبغي لي أن أهيئك لهذا الموقف فأسلوب المدير هو أسلوب يستخدمه بعض الخطباء حين يرفض الأستمتاع بالأنطباع الذي تتركه كلماته لدى الحضور الى القاعة لأن مثل هذا الخطيب الجيد – ومن يعتبر نفسه كذلك – واثق من نفسه الى درجة أنه لايشعر بالحاجة الى القاء نظرة على القاعة، والى مثل هذه الشحنة الأضافية فهو بدون ذلك، يدرك تماما" مدى قوته. " هذا المشهد الذي يصفه كافكا في احدى رسائله أشبه بمادة خام لأحدى مشاهد رواية " القلعة "
بعد الحرب العالمية الاولى تغير النظام الملكي في جيكوسلوفاكيا ولكن البيروقراطية وطقوسها المعادية للأنسان ظلت كما هي ماعدا تغيير واحد هو أن اللغة الجيكية أصبحت اللغة الرسمية للبلاد. لم يكن من السهل على كافكا الكتابة باللغة الجيكية التي لم يتلقى التعليم المدرسي بها لذا فأن مراسلاته مع ادارة الشركة التي كان يعمل بها، كانت تسلك طريقا" طويلا". كان يكتب رسائله باللغة الالمانية ثم يرسلها الى أخته أوتلا في براغ ليقوم زوجها الجيكي بترجمتها الى اللغة الجيكية وإعادته الى كافكا الراقد في المصح ومن ثم كان كافكا يقوم بأعادة كتابة النص الجيكي بخط يده وبعناية شديدة ولكن لم يكن لدى مدير الشركة البيروقراطي وقت للرد على رسائل موظف يموت ببطأ على فراش المرض. كان كافكا يأمل أن يتلقى جوابا" على رسائله العديدة والتي كان يطلب فيها منحه إجازة طويلة ولكن طال انتظاره دون جدوى فقرر أن يكتب بنفسه ردا" على رسائله بدلا" من مدير الشركة. كان ردا من نسج خيال كافكا. جاء في هذه الرسالة الجوابية الخيالية ما يلي : " أيها الزميل العزيز ! طرأت في ذهني ليلة أمس فكرة جيدة وهي إن عليك أن تقضي في الهواء الطلق أطول وقت ممكن وأناشدك أن تستمتع بأجازتك الطويلة وأن لا تكلف نفسك عناء كتابة اي طلب جديد على الطريقة الجيكية. ارسل لي فقط برقية من كلمة واحدة " نعم " وستحصل على الأجازة السنوية المطلوبة فورا وبذلك لن تحمل اوتلا وزوجها مشقة متابعة طلباتك. أنا بأنتظار برقيتك وأتمنى لك الشفاء العاجل وأشكرك من صميم قلبي... الخ "
لم تكن الاجواء في مصح (ماتيلياري) جيدة. كانت المشاكل اليومية الصغيرة تثير أعصاب الكاتب المريض : (الضجيج، الخدمة السيئة، رائحة المطبح القريب من غرفته) ولكن حتى في ظل هذه الاجواء الكئيبة كان كافكا يبحث عن بهجة الحياة المفقودة وظل كذلك إلى آخر يوم في حياته.
كانت رسائله الى أوتلا مرحة يسرد فيها لأخته آخر أخبار المصح والحوادث الطريفة والحكايات المسلية التي لا يخلو منها حتى مصح للأمراض الصدرية. وفي احدى هذه الرسائل يستدرك كافكا قائلا" : ((أرجو أن لا يتبادر إلى ذهنك إننا نقضي أوقاتنا هنا في ضحك متواصل ذلك لأن أجواء المصح أبعد ما تكون عن المرح.))
كانت وطأة المرض القاتل – الذي لم يكن له علاج في ذلك الزمن، حيث لم تكن المضادات الحيوية قد اكتشفت بعد – تشتد عليه يوما" بعد يوم فيتد فق الدم من رئتيه غزيرا" وبمرور الوقت أصبحت رسائله جادة ومقتضبة أكثر فأكثر. وردت آخر رسالة كتبها كافكا إلى أخته من مصح (كيرليانكي) الكئيب والحزين الذي لم يعد منه إلى بيته أبدا".
عاش كافكا حياة الأغتراب الروحي عن مجتمعه ولكن من الخطأ أن نقول أن كافكا هو البطل الرئيسي لرواياته وقصصه فهو ليس السيد (K) البطل الرئيسي لرواية ((القلعة)) وهو غير جوزيف (K) في رواية ((المحاكمة)) ورسائله الأخيرة الى أخته أوتلا خير دليل على ذلك. كما أن رسائله – قبل ذلك – الى ميلينا تؤكد هذه الحقيقة.
كتب كافكا ذات مرة في يومياته يقول : ((إن كل ما كتبته في حياتي انما هو نتاج الوحدة.)) ولكن كافكا لم يكن وحيدا" دائما بل كانت ثمة في حياته فترات قصيرة سعيدة ومضيئة يختفي فيها ذلك الجدار الذي كان يفصله عن الناس الآخرين (فترة حبه لميلينا على سبيل المثال).
كما انه كان يعتز بأخته أوتلا الحنون التي كانت تشاركه آلامه وأحزانه. وفي كتاب ((رسائل الى اوتلا)) بعض الرسائل الموجهة الى زوجته " دورا " – التي تزوجها على الرغم من معارضة والديه – لذا فأن كافكا ودورا لم يوثقا هذا الزواج ولكنهما كانا يعتبران نفسيهما متزوجين حتى أنها كانت تستخدم لقبه وتوقع تحت هذا اللقب على عادة النساء الأوروبيات اللواتي يتخذن من القاب أزواجهن، ألقابا" لأنفسهن.
التحقت دورا بالمقاومة السرية المناضلة ضد الحكم الهتلري الفاشستي فى جيكوسلوفاكيا ثم هاجرت الى روسيا ومنها الى بريطانيا حيث توفت بعد الحرب العالمية الثانية أما ميلينا وأوتلا فقد لقيتا حتفهما في معسكرات الموت الهتلرية.وكان كافكا قد تنبأ فى وقت مبكر بظهور الفاشية وما ستسببه من ماسى وويلات للبشرية.
رسائل كافكا الأخيرة تقطر دما" وألما"، أنها تدعونا الى مقاومة الشر والأشرار وفي الوقت ذاته رسائل تتنفس حب الحياة النظيفة والنقية بكل جمالها وبهائهاومسراتها واحزانها.
لماذا يموت المبدعون والعظماء قهرا" وكمدا" وحزنا" ويحيا الاشرار العاطلون عن اي خلق وفضيلة في بحبوحة ويسر ؟ ولكن مع ذلك فأن المبدعين في كل مجال من مجالات الحياة هم الرابحون والمنتصرون. لا احد يتذكر اليوم ليس اسم مدير شركة التأمين (الذي كان يأنف من الرد على طلبات الكاتب المريض) ولكن حتى اسم رئيس جمهورية جيكوسلوفاكيا في ذلك الحين ولكن اسم كافكا كواحد من أعظم الكتاب في القرن العشرين سوف يبقى خالدا وليس أدل على ذلك إن نتاجاته ترجمت الى العشرات من لغات العالم الواسعة الأنتشار وما يزال نطاق تأثيره وشهرته يزداد يوما" بعد آخر. إني مدين لكافكا بالكثير وقد حاولت أن أرد بعض جميله بترجمةعدد كبير من قصصه ورواياته القصيرة الى اللغة العربية فى اوائل السبعينات ونشرت فى بغداد فى اوائل السبعينات من القرن الماضى فى وقت لم يكن قد ترجم شىء من نتاجاته الى العربية سوى روايته القصيرة(المسخ).

 

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com