دراسات نقدية

 

جسرٌ ثقافي بين السَماوة وأديلايد

 

علاء مهدي/ سدني
www.aliraqi.org


" ضفتان ولا جسر" كان عنوان الإصدار الجديد الذي أصدرته الدكتورة إيفا ساليس الباحثة والمحاضرة في جامعة أديلايد – أستراليا والمتفرغة للتأليف والبحوث حالياً، والذي تضمن ترجمة لمختارات من قصائد الشاعر العراقي يحيى السماوي المقيم في أديلايد منذ هجرته وعائلته إلى أستراليا. والسيدة ساليس الحائزة على شهادة الدكتوراه في الأدب عبر رسالتها عن قصة ألف ليلة وليلة ، تتقن اللغة العربية وتعتبرها لغتها الثانية بعد الإنكليزية.
تقول السيدة ساليس عن تعلمها اللغة العربية : أعتبر دراستي للغة العربية واحدة من أغلى التجارب التي قمت بها ، بالرغم من صعوباتها في البداية كانت مدعاة للإحباط على أكثر من صعيد.
والسيدة ساليس من مواليد أستراليا ومن أب ينحدر من أصول ألمانية وأم نيوزلندية. وهي متزوجة من محام ينحدر من اصل لبناني. وربما يعتقد البعض أن زواجها من شخص لبناني الأصل كان السبب في رغبتها في تعلم اللغة العربية إلا أنها تؤكد أن السبب هو قناعتها وإيمانها بأن الشرق الأوسط هو مكانها الحقيقي في هذا العالم ، وإن ولعها الشديد باللغة العربية جاء نتيجة دراستها لها وتفاعلها معها، فزارت اليمن لعدة مرات ولبنان لمرتين وعدد من مناطق الشرق الأوسط.
وللسيدة ساليس مؤلفات عديدة منها:
· " شهرزاد في المرأة ، أنمساخ ألف ليلة وليلة.
· " هيام " رواية.
· " مدينة أسود البحر" رواية.
· " مهجر " رواية.
· العديد من القصائد والبحوث والمراجعات.
حازت السيدة ساليس على عدد من الجوائز التقديرية عن رواياتها أعلاه .
اختارت السيدة ساليس أشعار يحيى السماوي فأحسنت الاختيار حيث تمتاز قصائد السماوي بسلاسة التعبير وحسن اختيار للكلمات ومخارجها وقوافيها وأوزانها كما أن مواضيع قصائد السماوي سواء النثرية منها أو المقفاة تنسجم مع التطلعات الإنسانية للسيدة ساليس حيث يكاد يكون القارئ لدواوينه أن يرسم صورة واضحة لمعاناة العراق والعراقيين خلال فترة الثلاثين عاماً الماضية ، ومن هنا كانت هذه الممارسة التي عبرت فيها إيفا ساليس عن التلاحم والتناغم الثقافي والإنساني بين ثقافتي العراق وأستراليا ولعلها مصادفة أن يكون كلاهما من أصول جنوبية !
وقد صدر للشاعر السماوي أربعة عشر ديواناً شعرياً خلال الفترة من 1970 وحتى
2005 .
حقوق الإنسان
ولا تقتصر نشاطاتها الثقافية على الرواية فقط بل هي شاعرة وأديبة ولها نشاطات إنسانية ووطنية متميزة خاصة من خلال مواقفها المشهورة ضد الحروب ومساندتها لقضايا المهاجرين والمهجرين العراقيين والعرب في أستراليا.
اهتماماتها الإنسانية والوطنية تمثلت في الكثير من النشاطات التي تدعم المهاجرين القادمين إلى أستراليا حيث تعتبر أن كل لاجئ لأستراليا هو صديق أو قريب لها. مشاعرها الإنسانية الشفافة هذه دفعتها للمساهمة في تأسيس منظمة إنسانية باسم – أستراليون ضد التمييز العنصري -، وهي منظمة تتركز جهودها على زيادة الوعي الشعبي حول تجارب اللاجئين وطالبي الملاذ من خلال وسائل الإعلام والفنون والثقافة.
قامت منظمة – أستراليون ضد التمييز العنصري – بمجموعة من النشاطات ذات التأثير البالغ والفعال في المجتمع الأسترالي منها : حملة بعنوان " وجوه في الزحام " ، مباراة مدرسية حول اللاجئين كان نتيجتها نشر كتاب بعنوان " أحلام مظلمة" ضم سبعة وثلاثون قصة كتبها أطفال المعتقلات.
في مقال لها نشرته لها مجلة "كلمات" التي تصدر في أستراليا بعنوان " أين اختفى طيف الشعور ؟" تقول السيدة ساليس:
يبدو أن الأستراليين أضاعوا قلوبهم ، ويعيشون في ظلال البرجين الساقطين وهمسات الحكومة بأننا مهددون (بالإرهاب). يشعر معظم السكان في أستراليا بكراهية حقيقية للمسلمين والشرق أوسطيين. وخارج هذه الغالبية هنالك بعض من يشعر بالتعاطف مع الثقافة الإسلامية ومع الشرق أوسطيين، وبصورة خاصة أولئك البائسون الذين قدموا أستراليا كطالبين للجوء والعون.
تحية تقدير للسيدة إيفا ساليس لإضافتها المتميزة للثقافة الأسترالية الحديثة والمعبرة عن قوة التناغم بين حضارات أستراليا المتعددة ، وتحية حب بابلي من أرض الرافدين لها ولعائلتها الكريمة شاكرين جهودها الإنسانية عبر نشاطاتها الوطنية والإنسانية ومواقفها الشريفة من قضايا العراقيين .
ملاحظة : المصدر الرئيسي لما ورد أعلاه هو مجلة "كلمات" وهي دورية عالمية للكتابة الخلاقة – سدني ، العددين 11 و 18 .
 

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com