دراسات نقدية

 

عقيل علي .. شعر وشاعر ذو شجون

 

خليل مزهر الغالبي / الشطرة (الناصرية)

منتدى أدباء وكتاب ألشطرة

هل –عقيل علي-هو بالضبط الشاعر الذي نبحث عنه- الشاعر المضبوط على اربع وعشرين حبة شعرية الشاعر المأهل لنتفاخر به عالميا لما لنصوصه من صناعة قل مثلها عند الاخرين –أذا كان كذلك فلماذانترك الزمن يميت شعره بعد أن امات جسدة هذا النادر الشعري الذي ادار بظهره عن صالونات الغنائم الشعرية وبحبحت مؤسسات الطاغية رغم فاقته وعوزه المتجانبان مع عبقريته الشعرية والتي يهلهلون ويرغبون لها طبالي الحاكم لما يدر لهم هذا الشاعر من قاعدة وابهة وجمهور----- هل (جنائن أدم) و(طائرا يتوارى)وبعض القصائد المبعثره هنا وهناك أقنعتنا كي نترك الموت أن يأخذ منا هذه المولدة الشعرية الفذه—قال عنه الشاعروالكاتب العربي الكبير –محمد بنيس-(لا يوجد في الساحة الشعريةالعراقية غير الشاعر-عقيل علي)—وعلي الرغم من الانكار الذي ذهب اليه الشاعر –بنيس- فانا اميل للقول بأنه لايوجد في الساحة الشعرية العراقية شاعر بعيار-عقيل علي- كل باب الى القصيده-----------------------------------

شعب من الموتى--------------------------------------

يفتقدون الفتنه بهدير قارب------------------------------

هكذا-------------------------------------------------

اجرك الى سطوحنا دائما-------------------------------

بروق الصحراء أمام الاقراط---------------------------

اعراس السنة امام طائر ازرق ------------------------- حتى يحين الوقت الذي اختفى--------------------------- نصوص (عقيل علي) هي احلامه ورغباته—اناشيدة وكل مايريده والتي اصبحت يأس وخرائب وبالتالي رفضا للحياة بأملائاتها وفرضياتها سطرها الشاعر في عبقرية شعرية نتمنى لو أعطتنى الكثير لذا أقول لم نخسر طاقة شعرية راحت من أيدينا كما خسرنا –(عقيل علي)-وبالرغم من قليله –استطاع ان يعتلي بحق ناصية يشار لها بأعتبارية وتقديرية مميزة حتى خارج الساحة الشعرية العراقية بالرغم من ضرف الشاعر المتعثر الذي احاطه بنوع من الغموروالاختفاء الاعلامي والذي لا ينسجم مع موهبته وامكانياتة---تكوينات (ع-علي) فيها الشي الكثير والذي تتطلبه القصيده الحديثة – القصيدة التي تقف خلفها الموهبة الخلاقة والذهنية والتجربة والمعرفية –لان اهم ما امتازت به القصيدة الناجحه هي صعوبتها الولادية والتي امتزجت عندها اللذه والالم وكما يوصفها الشاعر الكبير (شارل بودلير) وهي لذة انتشائية متأتية من الوليد الجميل وليس من(تسطير حجي) هذا ما عاشه واحسه الشاعر-ع-علي-فنصوصة بقدر تفردها في خلق الصورة الشعرية اتسمت بانزياحية توضح امكانية الشاعر المعرفية اضافة الى موهبة الذهن الشعري وهذه من الضروة ليتمكن الشاعر عندها من توليد لغة واسعة ومتنوعة وثرية استطاع من خلالها الشاعر من ردم الفجوة القائمة دوما بين الحس الشعري وعمليه الكتابة المبدعة للنص- استطاع ع-علي-من ربط جماح الهاجس التوليدي الاواعي بذهنيتة الشعرية الواعية واشتغا ل الذكاء الكتابي اذا عرفنا بان القصيدة الحديثة هي قصيدة ذكية اسنطاع النشاط الذهني والموهبة من قول قولها هنا في المقياس الحاسم للشعر ويعطيها شهادة النجاح في امتحانها الصعب ويرفعها عن الرديء والذي تزدحم فيه الساحة الادبية مابين نشر وحتى دواوين صدرت بقدرة قادر-فنصوص ع-علي-تقترب كثيرا من رؤى وتوجهات الشاعر (ارثر رامبو) وصناعته ونلاحظ بوضوح ومن خلال التوهج الشعري داخل النص عمق واصالة مكونات –عقيل علي- وفلسفتة الشعرية والرؤية – وبقدر من ولوج الشاعر لارخبيلات واراضي مجهوله فقد وضف الكثير من المعالم القريبة والمحسوسة لدية توضيفا شعريا غير مطروق من قبل وفق تعبيرية مدهشة وجديدة اضافة لعلو اللغة الواضح واحتفال المفردة داخل هذه اللغه العالية التكوين وكما يدعو اليها الكاتب والناقد (جان كوهين) وأسماها –باللغة العليا- وهي لغة بعيدة عن التسويف ووساخة الاستعمال البسيط وتعبها- فهي لغة هيأ ت نفسها لاحتفال شعري ترقص فيه المفرده بتعبيرية انوية احيانا بعد ان تحررت من اسر الفكرة واستغلالها الغير لائق احيانا بما يظهر العيب في النص وركاكته--- واذا عرفنا ان الشعر هو من يجمل اللغة ويشطفها وهو من ينشطها ليعيد اليها اعتباريتها القدسية في الحظارة والحضور الاحتفالي لجميع الانشطة الانسانيه –يقول في قصيدة (اسمع) من ديوان –جنائن أدم---------أسمع ياحبيبتي بعثرة المفاتيح في الصحراء أسمع عويل الشرفات-------------------- غثاء القصائد----------------------------

أسمع استنجاد الشفاه----------------------- لقد نقل –ع-علي قساوة ايامه نقلها وهو هادئا وبنصوص تخر منها الخسارات والرغبات الميتة هذا الشاعر الذي اعتكف بعيدا عن صالونات اللذة التي انارتها مؤسسات السلطة لشعراء تكسبين تظهر في نصوصهم رائحة الوليمة بدلا عن رائحة الشعر تلك الرائحة المقدسة الذي امتاز بها هذا الشاعر وقلة من الذين ساروا على خطى الابداع والابداع فقط من الشعراء - ضلت خطاه على رصيف الشعر والخمرة وغرفتة البائسة قائدا لطابوره الشعري الفذ متعثرا بالفاقة والخمرة واحينا بالاخرين— ولما يمتلكه الشاعر –عقيل علي-لمخيلة شعرية متقدمة واخاذة استطاع ان ينجح بانعطافاتة (الرامبوية) معطيا نصوص مدهشة بعيدا عن الغرق والتقليد لينفتح عن شاعرمتفردا في تناولته وادواته-- لقد نجح –ع-علي هنا دون غيره في هذا الموضوع او تميز به على اقل تقدير لما لعالم (رامبو) من فذية واذكائية بارزه---ونلاحظ بروز عنصر الاسترسال والسرد الشعري عند الشاعر واستطاله البيت وسعته والتي هي ميزة (عقيليه) ابتعد عنها الاخرون لخوفهم من السقوط في الانشائية والتوصيفيه والتوضيحيه والتي تعد مرضا ورميا يصعب معالجته ابداعيا ليكون عند-عقيل غلي – حيزا مرموقا في جمالية النص بل ممتعا يجعل من المتلقي مغموسا في مداولته للنص وتذوقه –يقول في قصيدته –البحر في المنفى-ضمن ديوانه-طائر اخر يتوارى- على كل ليل تركنا ثمرة من نفحات النساء

 

كنا ندنو من ا لغد المريد

ننغرس في لب النار

لقد خسرنا غابة الصباح

اطفأنا ضوء صحوها

محاطين بأخوة الاغصان

محاطين بهناء مباد

محاطين بشمس تحتضر

ارى ان هناك تساؤلات تسيل على طول القصيده او ارى شبح يخبم على رؤاها انة يتأوه من جحيم والحاح الرغبات والمنشورة على حبال القحط تتيبس واحدة بعد الاخرى ليبقى له الانين والقصائد الكافرة—في مجموعته الشعرية- جنائن أدم-وتحت عنوان-صباح الاسألة يقول----

الأن---

ترى---

ماذا بقى—

غير أسئلة مجدبة لدهشة عاشق

غير نواح شفيف

ومفاتيح أسطبلات؟

وبودي هنا ان اذكر بان القصيدة الشعرية الحديثة هي قصيدة مختزلة ومكثفة ولاكن هذا لايتعارض مع مخلوقات –عقيل-السردية لدية حينما ابدع فيها واجادها كما اجاد في البيت الومضي الايمائي وهنا اقول كما اصابوا في قولهم ان الاسلوب الشعري لايزكي النص حتى يكون مثلا كل المنتج لقصيدة النثر ناجحا ابداعيا اوقريب منه بل الشاعر الناجح هو من ينجح في اسلوبه الكتابي ولا يكون هذا الاسلوب مبررا لنجاح ماكتبه وهذا ماقيس به واعتبر به شاعرنا هذا---

الذي بودي تثبيتة هنا انه بالرغم من قلة ما انتجه الشاعر يحتم علينا كمتابعي ادب ومهتمين بما ينتج من متميز مبدع ان نعيد قراءة عطاء هذا الشاعر علما ان الاهمال قد غطاه وظلمة من الحقبة المنصرمه والتي لقي منها الادب والفكر العراقي كل الاذى والمصادره وقد استطاع البعض من الشعراء ان يطبعوا انتاجهم الشعري هنا وهناك في الخارج على الاكثر والاسلم ولكن بقى هذا الرمز واقول المعلم لم يعرف بالشكل المطلوب ومن باب المعلومه الفنيه ان لهذا الشاعر احترام شعريا وتقديرا في بلاد المغرب العربي هذه الساحة الشعرية التي ازدهرت وتميزت بتنوعها الكتابي للموجات الشعرية الحديثة وتبحث عن المتفرد منه.

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com