|
دراسات نقدية من وحي قصائد عشق النخيل بكربلاء قراءة في " آمنت بالحسين " للجواهري
علي سوداني / لجنة انتفاضة المهجر - سويسرا فداءً لمثواك من مضجع .. تنوّر بالأبلج الأروع .. قـم توضأ قبيل الفجر و بعد الصلاة فاشدد على الجوارح و توكأ على عصاك تهشّ بها بغية المغنم .. و سر معانقاً ضفتي فرات حزينا صار مذ شحّ بمائه على سبط النبي و صحبه ما ذاقوا طعم شربه بل علقم .. ما أسِف الحسين و صحبه الظمأى.. لكنك أنت يا فرات ذهبت بها عريضة تقبّح وجه الصبح للأزل .. ما ضارّ سبط النبي أنّك في غفلة كنت عليه و صحبه الضانّ بشربة من زلالك الأعذب .. فسيسقيه جدّه خاتم الرسل .. هناك على الحوض كؤوس الفخر الإلهي يوزّعها أبا السبطين حيدر الكرار للوصيين سيد .. و أسد الله و يا له من أسد .. و يا فرات دع الشامتين بك أنْ لم يذق حسين طعم مائك الأنهل .. فستسقي أنت يا فرات عشاق الحسين ناكس الرأس خجلا بعد شموخ كان .. معتذرا نادم .. لمدى الدهور يزحفون على ضفتيك ملايينا تسعاً و عشراً صوب مجد الشهيد أشاده بكربلاء و الزكاة دم .. أهازيجهم في عرسك السماوي أنْ فداءاً لمثواك من مضجع .. و الخدود يعفـّرون بترابك الطهر تيمماً لصلاة صبح آخر ابداً متجدّد .. رسول الله جدك قد قال طهورا كل الأرض جعلت له و مسجدِ .. فأيّ طهر ارضك يا خير سبط في الأرض رسم اسمه في السماء مذ رأى جدّك السيد الأكبر في معراجه على ساق العرش مكتوب أنك مصباح هدى و للنجاة سفينة فأنت لنوح وارث .. فدع المتخلفين عن ركبك سيدي .. الى حين .. لاهين عن غدهم .. كافرين بيوم المحشر .. هم الأخسرون .. ولعشاقك كل الغد .. من قال أنّ الصابرين ما أفلحوا .. يكذبهم وحي قرآن أُنزل على جدّك للمرسلين خاتم و هو المصطفى الأمجد .. و أنت تسيّر ركب الخلود .. ما تستجدّ له يـتـبـع .. في السحر يسير ركبك بالأهلين من مدينة جدّك كلهم خشّع .. شوقاً لصلاة تيمم بصحراء كربلاء حيث الغاضرية و التشهّد أثوَبِ.. ما طهرت أرض كما طهرت إذ وطأتها قدماك سيدي .. فأنت الطهر في كتاب الله أوحي لجدّك سيد الرسل .. و هناك في صحرائها جعجع بك الحرّ الرياحي متردّداً كان .. رجاك بعدها الى الله عفوا باركته أنت بإذن جدّك الخاتم .. كان الرسول يحتضنك بقلبه حيث شق الوحي فيه كتاب من الله منزل .. و كنت أنت سيدي يا حسين شاهداً عليه مذ كنت رضيعاً تحبو و صبياً تسعى و ترتع .. و يؤلف فيك القلوب جميعها أنْ أحبّ الله من أحبّ حسينا .. فهو مني و أنا منه .. و لا اسألكم عليه أجرا إلاّ المودّة في القربى .. فمن كان اقرب اليه منك سيدي .. كنت حبيب الرسول جدّك المختار .. فكيف بمن أحبّ الله و رسوله .. لا يحبّك سيدي ؟ فأنت ريحانة جدّك و بعد الممات المحتـّم .. فأنزاح كل ذاك المسك عشقاً من صدر جدك سيّد الرسل الى عشاقك إذ نهضوا مجدّدين العهد في العشرين من صفر .. ففيه رُدّت رؤوس الآل للحفر .. فطوبى لهم من والهين و عاشقين لمجدك خطـّه دمك الزكي أراقه اجتراءاً على الله أنذل عتاة الأرض جند الطغاة الخُيّب .. و هم يعلمون أنْ ليس في مغرب أرض و مشرقها ابن بنت نبي خاتم غيرك سيدي .. فما جعل الله لهم في دنياهم من حظ و لهم في الآخرة خزي سرمدي .. سيحشرون الى سعير يصلونها في جهنـّم الى أبد الآبد .. تعاليت من مُفزِع للحتوف .. و بورك قبرك من مَفزَع ردّت بضاعة من لم يجعل قبرك محجّة بعد بيت الله مولد الأب .. و بعد قبر جدّك النبي الهاشمي بيثرب .. " شممت ثراك فهبّ النسيم .. نسيم الكرامة من بلقع " .. فصرت الرديف لمعنى الكرامة و المقصد .. إذ " تطعم الموت من الأكهلين الى الرضّع " .. ف " تعاليت من مُفزِعٍ للحتوف .. و بُورك قبرك من مَفـْزَع" فسلام عليك يوم ولدت في ذرّ السماء و يوم ولدتك فاطمة الزهراء بنت النبي المصطفى .. و يوم تُبعث ..
|
| |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |