حسين الهلالي ووهج اللون بين
الخط والحرف
القاص/ وجدان عبد العزيز
الحقيقة
التي لامناص منها هو وقوفي
متهيبا على ابواب هذا الانسان
الرائع الصبور بجلد امام
تحديات الحياة وهو يخوض غمار
البحث عن الجماليات رغم قرحة
الايام المؤلمة التي تركت
بصماتها على ذاته المتيقظة
دائما ......
حينما تراه من بعيد تعطيك
ملامحه مسحة الحزن وحينما
تقترب تشرب من تقاطيع وجهه
رائحة الامل المضمخ بالفرح ،
وبعدما تلاطفه بالحديث تتلاحق
من فمه جماليات الشعر المحلى
بالغزل والحب مع روايات
باحداث فلكلورية رائعة ..
تراه ابن المدينة الطافح بحب
شوارعها وازقتها ومرافقها
الثقافية تشهد له بصمات
لاتمحوها يد الزمن بل هي
متصلة بالمدن السومرية
الموغلة في التاريخ . بيد انه
ابن بار لارياف الناصرية
والشطرة يحتضن الغراف ويناغيه
باجمل ابوذيات الجنوب الحزينة
..
لمٌّ بريشته اطراف الالوان ،
ليراقص الطبيعة وكأنها حبيبته
وعشيقته ، يداعبها بخطوط غاية
في الرقة ويداخل هذه الخطوط ،
ليرسم لوحة الحزن والفرح
والامل والانتظار ..
انه حمل دالة الاخلاق
الاجتماعية الرفيعة ودالة
الوطنية المخلصة ودالة الحب
واشرف بجدارة على اضواء جادة
الطريق وقال مالم يستطع احد
قوله انه الانسان الممتليء
بالكياسة والحب والجمال ،
وحينما فكر برسم ملامح (درب
الحطابات) اقتعد الارض وبدأ
الرسم بالكلمات هذه المرة ،
حيث اتخذ مسار اللغة السهلة
لتتناغم مع الاشعار الشعبية
المغناة التي تطرز افق الحياة
في ارياف الغراف والشطرة ...
فترى الكاتب منهمكا في رسم
لوحة الاحداث والامكنة بخطوط
تلتقي تارة وتتقاطع تارة اخرى
مستعيرا بذلك ريشة الفنان
امام لوحة تشكيلية حاول جادا
تطعيمها بالالون المشرقة وهي
الاشعار الشعبية المغناة وعاش
اجواء الشخصية الريفية بكل
ابعادها الاجتماعية
والاقتصادية وما تلاها من
علاقات اسرية شائكة وصعبة جدا
مثلما حدث للفتى ضامر ، حيث
وضعه بين خطين متوترين ،
الفرح والحزن ومبررتهما ضمن
حيز الفهم لتلك الشخصية وعلى
هذا الطراز اخذ يكمل لوحة
(رواية درب الحطابات) بلغة
سهلة مباشرة كما اسلفنا ولولا
هذا الترصيع في الاشعار
الشعبية المغناة المتناغم مع
لغة الرواية السهلة والتقطيع
السينمائي لاصاب المتلقي
الملل ..
والحقيقة ان الاستاذ حسين
الهلالي استثمر انطابعية الفن
التشكيلي وخبرته في كتابة
السيناريو حيث قطع اوصال
الرواية وربطها برابط جميل
جعلنا نتواصل مع هذا الرابط
الى اخر المطاف عازفا على
ثيمة تبجيل الغناء من خلال
الفتى ضامر ..
/رواية درب الحطابات/تأليف
حسين الهلالي/طبع دار بنت
الرافدين 2007