|
دراسات نقدية
قصائد .. بريزاد شعبان : تخدر الروح وجعاً ,وثملاً, وآهات ..!! حسين أحمد من الصعوبة بمكان أن تستدل جلياً دواخل قصائد الشاعرة بريزاد شعبان من خلال قراءة سريعة أو رؤية عابرة لربما في الحالة ذاتها أنها تستدعيك إلى أقساط طويلة من الاهتمام والتأمل الفكري للغوص في محيطاتها الإنسانية لتستطيع أن تدرك صفوتها الإنسانية بمنتهى الدقة, لما تخبئ في كبدها من معاني و صور ودلالات مؤثرة لان معظم تعابيرها تجادل الخاطر وتحرك النبض في الروح من غير مسؤولية تذكر . و الأكثر تمرداً في هذه المشاهد قد تبعثرك في أتون جماميتها لحظة تأملاتك فيها عندها ستأخذك فوق راحتي كفيها الملائكية التي تنبجس منها الخلجات الروحية لتفضيك إلى عوالمها الخاصة, كلها تأتي في هنيهة من القدر أو في خيبة من هذا الخراب الذي مارس على كلماتها من طغيان واضح...و لا ريب أنها ستوضئك في حبرها القاتم التي لا تزال تنزف من جراحات الماضي بداع فقدها لأعز الخلان والذين أصبحوا في لحودهم السرمدية والتي لم تندمل فيها جراحاتهم حتى اللحظة هذه.... تأمل هذه الأبيات : يا شمس اشهدي يف مات عطشا (حسيننا) كيف الظمأ قتل الظمأ وإله الأنفال اشتهى صغارا رضعا تلذذ برائحة الموت رقص مع عويل الموت لحس ... لطخ لسع... لطس اجساد صغارنا يا شمس قد ضاع في ملعب القدر (أحمدنا ) ...... أبيات من قصيدة : ( إله الأنفال ) غياب أزلي للأحباء والذين اخذوا منها أحر الخفقات القلبية التي كانت تمتلكها...رغم تجوال بريزاد شعبان تضاريس قاسية من مكان إلى الآخر إلا أن الماضي لم يبق صامتاً بمطاردتها والبحث عنها من غير استياء أو عناء فكري,حتى في أعسر معابرها بلوغا إلى أوردتها التي تجمدت من هول الفجائع تحت فلاشات مؤنفلة تظهرها بين الفينة والأخرى في قصائدها كما لو أن هذا التاريخ التي تكتب عنه في احتضار أفولي أو أن القدر ذاته يلملم أشلائه في لحظة توقف وضياع غرائبي .. تأمل هذه الأبيات :
على أرصفة شوارع وطن
برؤية واضحة لابد أن تنزل غوراً إلى ملكوتها الغير مكتشف للعوام ,عندئذ ستحررك من الأصفاد و تزيح الستائر عن معابرها بأمان وتفتح لك كل الأبواب التي كانت محكمة في ذات يوم , حينها ستشرعك في جوف ذاكرتها وتعرب عن آهاتها وعذاباتها التي حملتها من جراحات المسافرين إلى برازخ السماء من ثم ستمنحك أسرار كاتدرائيتها اليسوعية لولوجك إلى محراب قصائدها المزيلة بتواريخ معظمها نارية .. إيماناً منها بالكلمة الطيبة وبنورانية " زردشت " ستكون أول الآمين صوب برازخها اللهيبية من غير وجع و تيه روحي لأنها ستمزق الغيوم عن بوحها عن كلماتها وتنثرها غبارا بعيداً عن ذاكرتك وهي تنطق عن وحشية المكان وفي حضوره السافر وآثامه الهمجية حينذاك ستلتمس بشفافية من تكون سليلة هذا الوجع الإلهي ............
|
| |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |