دراسات نقدية

اصدارات حديثة

  

 جواد عبد الكاظم محسن

صبري عبد الرزاق ؛ حياته وشعره

جمع ودراسة : الدكتور أسعد محمد علي النجار

عن دار الصادق في الحلة صدر حديثاً للأستاذ الدكتور أسعد محمد علي النجار  الأكاديمي المعروف في جامعة بابل كتابه الجديد (صبري عبد الرزاق؛ حياته وشعره) الذي جاء ضمن عزم المؤلف على تعريف القراء بنتاج شعراء مدينة الحلة واظهار ما قدمته أقلامهم الرشيقة من أساليب فنية رائعة لا تقل شأناً عن أساليب كبار شعراء العربية ، وكان بالأمس القريب قدم ديوان الشاعر المبدع فرهود المعروف ، وثناه بديوان آخر للشاعر هادي جبارة الحلي قبل أن يصل إلى منجزه الثالث (الكتاب الحالي) لشاعر حلي مبدع ظل وفياً لمدينته حتى مماته وهو الشاعر الشيخ الأستاذ صبري عبد الرزاق السعيد المربي الفاضل والمعلم الناجح والشاعر المبدع صاحب الخلق الرفيع والإبتسامة العريضة .

تحدّث المؤلف في الفصل الأول من الكتاب عن حياة الشاعر صبري عبد الرزاق المولود في محلة المهدية بمدينة الحلة سنة 1920 ، وحين بلغ السادسة من عمره التحق بالكتّاب على طريقة أبناء جيله ، تعلم فيه مبادئ القراءة والكتابة وبعض مسائل الحساب ، ودخل بعد ذلك المدارس الحكومية فكانت بدايته المدرسة الشرقية الإبتدائية ، وأكمل دراسته المتوسطة والإعدادية في ثانوية الحلة عام 1939 ، وكان من الطلبة النابهين والمتفوقين ، ودخل بعدها دورة تربوية تؤهله لممارسة التعليم ، وبعد انتهائها عيّن معلماّ في محافظة ذي قار سنة 1941 ثم نقل إلى محافظة بابل سنة 1943 ، وتاقت نفسه للحصول على المزيد من العلوم والمعارف فدخل كلية الفقه في النجف الأشرف سنة 1968 فاتسعت آفاقه العلمية ونضجت معارفه الأدبية ، ، وانتهت رحلة عمله في إدارة مدرسة صفي الحلي الإبتدائية حيث تقاعد فيها عن العمل سنة 1975 .

وتوقف المؤلف عند والد الشاعر الذي كان له أبلغ الأثر في حياته فقد علمه القران الكريم ورسم الحروف منذ صغره ، وكان يصحبه معه أينما ذهب يسمع المراثي الحسينية في المساجد والحسينيات ، وعرفه بأدباء وشعراء تلك الحقبة الزمنية في المدينة .

وختم الفصل الأول بختام حياة الشاعر حين لبى نداء ربه يوم الخميس 4 / 8 / 1994 ، ومراثي عدد من الشعراء له ، والإحتفال التأبيني الذي أقامته الندوة الأدبية في داره لمناسبة مرور أربعين يوماً على وفاته وما ألقيت في من قصائد شعرية .

وخصص المؤلف الفصل الثاني من الكتاب لدراسة شعر الشيخ صبري عبد الرزاق ، وما فيه من ظواهر فنية وأخرى لغوية تفرد ببعضها ، واشترك مع آخرين في بعضها الآخر ، فجعل دراسته حول اللغة والأسلوب ، وقد وصف لغته بالبساطة والإعتماد على الألفاظ السهلة وتجنب الحوشية منها ، وهي سمات لاتقلل من شأن الشاعر أو تجرح قابلياته وقدراته ، وانتقل المؤلف إلى الوزن والقافية إذ كان الشاعر يختار قوافيه بعناية فائقة تتواءم مع الغرض الذي يكتب فيه قصيدته ، وتنوعت البحور التي كانت قصائده تأتني عليها ، وحاول مرات عديدة الخروج عن المألوف التقليدي للأوزان الشعرية والقوافي المتكررة ، فكتب الموشح وكتب النشيد المدرسي ، وهما نوعان من الشعر يقومان على تنوع موسيقى الشعر وتغير القافية ، ثم تناول الأغراض الشعرية ، وهي ثلاثة رئيسة المدح والرثاء والأخوانيات فضلاً عن شعر الشكوى والحكمة والموعظة ، وأبت أخلاقه الموسومة بطابع العفاف والتدين أن تقربه من الهجاء لما فيه من مساس بأعراض الناس ، كما جنبته الشعر الماجن ، وعرج إلى صفات شعره حيث اتسم بالجرأة والصدق والصورة الشعرية الدقيقة .

وجاء الفصل الثالث متضمناً قصائد الشاعر ، وقد بلغت ثمانية وعشرين قصيدة بضمنها نشيدان وارجوزة واحدة ، ومن شعره في رثاء الحاج حسان مرجان لمناسبة مرور عام على رحيله :

تمضي السنون وطيب ذكرك باق    ياطيب الأحساب والأعراق

لك في القلوب كما عهدت مكانة    ومحبة خلصت من الأعماق

ومشاعر الشرفاء نحوك لم تزل    في صدقها كمشاعر المشتاق

أما المعالي الشامخات فإنها        ضمتك في الأحداق والآماق

ولك العطايا المجزلات طبيعة       وسجية في الجود والإغداق

ولقد علمت المال ليس بنافع         فبذلته في طاعة الخلاّق

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com