|
دراسات نقدية
في مجموعتها القصصية ( تداعيات من الذاكرة ) تنطلق وزنة حامد بعفوية مع أحداث وشخوص قصصها حتى تخال أنهم يتحدثون عن أنفسهم من خلال سطور المجموعة , ذلك لكثرة اعتماد الكاتبة على تداول لغة محكية تكاد تكون لغة الحياة اليومية التي نسمعها في البيت والشارع وأماكن العمل , وربما يعود ذلك إلى مضامين قصص وزنة المستوحاة من واقع الحياة اليومية . حيث نأت الكاتبة بنفسها عن قيود الكتابة المنهجية لفن القصة القصيرة من حيث البناء الدرامي والحبكة أو من حيث إشباع النص بلغة تعبيرية أكثر تعقيداً من اللغة التي تعتمدها الكاتبة وزنة حامد , وهي تطرح مجموعة مسائل وقضايا واقعية نعيشها يوميا مماً أضفى على قصصها طابعاً عفوياً يجذب القارئ إلى متابعتها حتى النهاية . الجانب الآخر في قصصها إنها تصنف شخوصها وأبطالها إلى طبقتين فإذا بها تفاجئك بأنها تعطي البطولة الحقيقية لشخوص الطبقة الثانية وليس الطبقة الأولى الظاهرة على مسرح الحدث , وبالعادة تقدم الشريحة الثانية كضحية لعثرات الشريحة الأولى . في قصة (الرجل العجوز ) تطرح مشكلة رفض الأهل تزويج الفتاة من حبيبها بدواعي تفاوت الحسب والنسب أو التفاوت الطبقي ما يدفع الحبيبين إلى الهرب والزواج ثم إجبار الأهل للفتاة على طلب الطلاق . لتدفع الابنة ثمن الحرمان من الأبوين .
وفي قصة (ظلم أبي) تصوير بالغ لقسوة الزوج على
الزوجة وحرمانها من ابسط الأشياء هنا تقفز وزنة حامد ثانية لتذكر بمصير الأبناء
بعد أن تنتهي من رسم المصير المأسوي للزوجة التي يقتلها المرض بفعل الإهمال
ومصير الزوج الذي يقتله الندم , ولكن الابنتان تدفعان الثمن واحدة تذوب ألماً
على فقدان الأحبة والثانية تعاني التشرد والضياع . بقي أن نقول أن وزنة حامد شغوفة بإجاد أبطال ثانويين يؤدون ادوار مهمة في قصصها فحتى الحيوانات تلعب دور البطولة مثل قصة (جيمن) حيث تلعب الدجاجة دور البطل وهي قصة ظريفة مليئة بحس الطفولة والإنسانية حيث النوايا الصافية والألفة والمحبة بين الدجاجة والطفلة , وهذا ما يدفعنا إلى السؤال لماذا نحن كبشر لا نتعلم من طفلة ودجاجة معاني الود والمحبة . وربما هذا يؤكد نبوءة البعض بأنها ستكون: (أميرة أدب الكيكان).
|
| |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |