دراسات نقدية

 

قصائد (نائلة الخطيب)

 

عبداللطيف الحسيني

 في خضمِّ وزحمة المواقع وتنوّعها، لا بدَّ من التعرّف فيما يُكتبُ فيها. فثمة مفاجآت بانتظار المتصفحين: (متابعين.. مشرفين .مدققين. ..) نائلة الخطيب من هؤلاء الأسماء الذين قرأتُ لهم حديثا. فدفعني (موقعي) في استراتيجيات النقد الأدبي لأتحرّى هذه الكتابات العنيفة للشاعرة (نائلة الخطيب) في نصوصها التي وصلتني (لكل تحد..... حجم ... لحظات عدم .. وطن تحت أقدام الجبال) في قصيدتها (وطن تحت....) ثمة صوتٌ عنيفٌ وثائرٌ يتدخّل ويتحايل على نصِّها هذا المفعم بالكلام اليومي الرزين. وهذا ليس بمستغرب لأيّ كاتبٍ كانَ، فكيف إذا كان فلسطينيا ؟. ونائلة من هؤلاء الكتاب الذين لهم همومٌ فكريّة إلى جانب الهمِّ الأكبر : كيف تكتبُ شعرا يخالطه همٌّ وطنيٌّ حادّ . فلا بدّ في هذه الحالة إلا أنْ تصرخَ نائلة لتقولَه لنا،  وتقف ضد العالم الصامت الجبان وتلتجىء إلى التاريخ الحديث فلا ترى في شخص (عبد الناصر) إلا الملاذ الآمن من بين الكلّ . فصرختها الواضحة هذه ( بعدك كل الملوك عبيد!!) دليلُ ألمها الكبير . نصُّها هذا لا يحتاج إلى كثير تدقيق حتى يفهمَه المتابعُ . لا تستدرجُ الشاعرة رمزا وصورة . بل تترك لعواطفها أنْ تقولَ ما تشاء . ومن هنا وضوحُ التعبير . وجماله بنفس الآن. غير أنه كان من الممكن أنْ تُدخِل رمزا فلسطينيا على نصِّها ليكونَ أكثر غنائية وأكثر تعبا للقارىء الذي يريد تفكيكا لأيِّ نص .

(ولا حدود لعزلتي

بل لا حدود لوحدتي

يا أيها القلب السعيد!!

أبحث عن وجع شبيهي

سأم شبيهي

منفى بعيد شبيهي

يجفف المطر المتساقط

في عمق دوراني وتيهي

من يدري؟

ربما لا يكفيني موت واحد) هذا المقطع مجتزأٌ من (لحظات عدم)  هذا المقطع الوجودي، العبثي تستشفه نائلة من مجمل نصوص فلسطينية . فدوى طوقان مثالٌ صارخٌ على الألم الفلسطيني قبل نائلة بعقود من الزمن . في المقطع السابق تشظي حالات نائلة، بل بالأدق فصامية الكتابة، فهي تخاطب نفسها وبنفس اللحظة تستنجد بالقلب السعيد، هذه المشاعر النبيلة التي ترسمها (نعم ترسمها. ولا تكتبها نائلة) هي نفسها التي حاكت الشاعر (سيمون) (تدل على الرقي بالمشاعر الفياضة) لا تجد نائلة مَنْ يقول لها هذا الكلام فتقولها هي لغيرها . فلا بدَّ أن تطلقها لأحد ما .

(من لم يرتكب عشقا ..فليرمني بحجر.. ) من قصيدتها (لكل تحد..... حجم ) هذا النص الأعمق والأرقُّ لنائلة . ثمة عدة مستويات للنص : إنه نصٌّ غنائي ووجداني وروحاني . وثمة تناصٌّ  مرنٌ فيه . خاصة كلام السيد المسيح (من لم يخطىء فليرمِها بحجر) تستفيد نائلة منه. وتدرج ما يشبهه بكثير من العفوية والشاعرية لتقول لنا: (من لم يرتكب عشقا ..فليرمني بحجر) . كان من الممكن لتحيتي هذه أنْ تطولَ،  لوتوصلتُ إلى كلِّ ما كتبته نائلة . ولأنّ المدوّن أعلاه تحية لنائلة الخطيب. فأنا أجدّدُ رغبتي بقراءة المزيد من نتاجها المنشور.

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com