دراسات نقدية

يحيى السماوي: شاهدة قبر من رخام الكلمات في طبعتها الثانية

ا

يحيى السماوي

 (ألأحياء ينامون فوق الأرض

الموتى ينامون تحتها

الفرق بينهم :

مكان السرير

ونوع الوسائد

والأغطية )

(يحيى السماوي)

من قصيدة (شاهدة قبر من رخام الكلمات)

بهذه الرهافة العالية والحس الفجائعي والصور الشعرية المحكمة صدرت مؤخرا عن دار التكوين في دمشق الطبعة الثانية من مجموعة (شاهدة قبر من رخام الكلمات) للشاعر المبدع (يحيى السماوي). حملت المجموعة مقدمة وافية كتبها الناقد (حسين سرمك حسن) بعنوان (الرثاء في الشعر العراقي المعاصر: قصيدة شاهدة قبر من رخام الكلمات نموذجا) جاء فيها :

(في قصيدة ”شاهدة قبر من رخام الكلمات" قدّم يحيى السماوي نصّا يمكن القول أنه من عيون نصوص الرثاء في الشعر العربي المعاصر، ضرب فيه على أوتار المعاني الفردية والوجودية والنفسية والفلسفية والأسطورية لموضوعة الموت، وغاص عميقا في ظلمات اللاشعور الإنساني الذي ينكر عادة فناءه الشخصي ويقرّ بفناء الآخر . لقد كشف الشاعر بلا لبس مقدار الألم الساحق الذي يعتصر روحه بفعل موت أمّه، وما تعنيه تلك الخسارة لفقرائها وعصافيرها، ورسم صورة الأم الحنون المعطاء المتصالحة مع ذاتها ومع الطبيعة والكون الصغير المحيط بها، الأمر الذي يضاعف من شعورنا بجسامة الخسارة، كما صوّر الشاعر بصدق موجع الزلزلة التي صعقت وجوده بفعل هذا الرحيل، وكيف تعاونت صدمة الفقدان مع ضغوط المنفى على تمزيق إرادته وإيقاعه في فخّ الاكتئاب واللامبالاة. لكن الموت يمكن أن يكون فرصة لا تعوّض لإنضاج الشخصية وتطورها . يتم ذلك عبر الوقوف على المضامين العميقة للغز الموت، الحي الذي لا يموت، ولمعنى هذه اللعبة المسماة الحياة والموت في حركتها التي لا تهدأ والتي تطحننا بين فكي الزمان) .

ومن المعروف عن المبدع السماوي أنه قد فازت دواوينه بجوائز كثيرة منها جائزة مؤسسة ابن تركي للإبداع الشعري برعاية جامعة الدول العربية عام 1998 على ديوانه: هذه خيمتي، فأين الوطن؟، وجائزة البابطين لأفضل ديوان شعر عام 2008 على ديوانه ” نقوش على جذع نخلة ” .

والسماوي غزير الانتاج مع تصاعد في رقي النوع وفرادته، فقد أصدر حتى الآن أكثر من ست عشرة مجموعة شعرية منها: عيناك دنيا، قصائد من زمن السبي والبكاء، قلبي على وطني، جرح باتساع الوطن أطبقت أجفاني عليك، الأفق نافذتي،زنابق برّية، قليلك لا كثيرهن، مسبحة من خرز الكلمات … وغيرها .

 

 

Google

 في بنت الرافدينفي الويب

 

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 © حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين

Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.

info@bentalrafedain.com