حيوية نصوص كوابيس المنفى
لزهير شليبه تجعل القاريء يحلق عاليا في عالم السرد
قراءة لمجموعة كوابيس المنفى
للدكتور زهير شليبه
رولى
اللحام
شاعرة
فلسطينية مقيمة في الدنمارك
إسم
المؤلف: زهير شليبه
عنوان
الكتاب: كوابيس المنفى. مجموعة قصص
إصدار: مركز الحضارة العربية، في القاهرة، تِلِفاكس:
002023448368
عدد
الصفحات 160 صفحة من الحجم المتوسط
حين
قرأتُ مرة مقالا للدكتور زهير شليبه شعرتُ وكأنني أقرأ لأول مرة اللغة
العربية بمفهومها الذي يعجبني ويأخذني بطياته إلى حيث المتعة والإسترخاء.
القراءة بالنسبة لي متعة وعالم آخر ولكن، كانت هذه المرة تختلف عن المرات
السابقة حيث وجدت نفسي أتغلغلُ في كل المعاني وأغوص في المفردات بل حروفها
وأنسابُ إلى
فضاء
غير محدود من متعة الكلمات، المتجسدة فيها كم البلاغة يأخذني وكأنه يحملني
بيديه رافعا إياي إلى عالم أفتقرُ إليه كثيرا.
قلما
نجد كتابات قصصية تتميز بعدم تكرار الوصف والتشبيهات واستخدام نفس المفردات
والتركيبات اللغوية الإنشائية مما يمكن ملاحظته بكل سهولة في العديد من
الإصدارات القصصية الشائعة.
وهنا
اكاد اجزم بأنه يصعب على قاريء كوابيس المنفى ان يجد تكرارا لنفس المفردات
او العبارات او الحالات الوصفية او السرد التقليدي مما يعطي للغة وعالم
القص حيوية خاصة مهمة بالنسبة لتفاعل المتلقي مع النص بحيث يشعر وكأنه أمام
كائن حي متنكرا في عدة ازياء لاعبا مختلف الأدوار، يأخذ بيديه هامسا في
أذنه عن عوالم ابطاله.
أجدُ
نفسي أقرأ ولا أرتوي أو اشبع ابدا طالما تتمعن عيناي هاربة في المفردات وما
خلفها. أعيد القراءة مرات ومرات وأعاودُ الإعجاب في كل ما أقرأ كأنني أتعلم
لغة جديدة تعشقني وأعشقها.
لكني
وبدون شعور مسبق مني او إرادة سرعان ما أجد نفسي تحلق فوق صفحات بيضاء تود
ان تنطق بما طرأ على هذه المشاعر وإنقلب حالها..
لا بد
من الإشارة إلى تقلب الأحوال، طريقة كتابة الدكتور زهير شليبه، التي
تستهويني لأنها تبعد النص عن الركود، الذي أملّه وتعطيه حيوية. أنا شخصيا
يعجبني اي نوع من التقلبات وهذه هي حالي تنقلب رأسا على عقب حينا وتهدأ
أحيانا كثيرة....
فألجأ
إلى قراءة الدكتور زهير شليبه عندما اشعر بالرغبة في التحليق و الملاذ
محاولة حفظها عن ظهر قلب في بعض الحالات والتأمل فيها بعمق.
لقد
وجدت في هذه القصص حيوية لم اعهدها في قراءاتي السابقة قد يكون السبب في
التنوع اللغوي والإنتقالات ما بين المحكية والفصحى وكثرة الأمثال والسخرية
والنقد اللاذع لواقعنا. ما يهمني في هذه القصص هو الحالات او اللحظات
الشاعرية والشعرية وكأنني امام موضوعات متعددة ومتنوعة تصلح كلها للتعمق
والتفكير فيها لكونها تجسد ذواتنا العربية وما يجيش في دواخلنا النفسية.
لستُ
ناقدة ولا ارغب بممارسة هذا النوع من الكتابة النقدية او بالأحرى لست قادرة
على عمل ذلك إلا اني احب الكتابة عن نصوص التحم بها ولذلك كتبت هذه السطور
عن أدب الدكتور زهير شليبه.