عندما يغمض الفنان ظاهر
النجار عينيه في المرايا
عبد جبر الشنان
باللون وحده استطاع
الاستدلال والوصول للدهشة، افزعته الريبة وظّل يقلّب الشمعة حتى لا يلامسها
الانطفاء، الكثيرون لم يدركوا انه كان يثأر حتى من اسمه لذا لم يكن ظاهرا
في لوحاته بل خبأه اللون في محراب اللوحة التي جنت عليه،لوحته لايقين لها،
لوحته سحاب يرتقي سلّم من حلم لذا يصعب الامساك بها، كأنه يرى الفردوس
ضريرا .
لوحته هادئة .. ساكنة تقف
في مفترق طرق، عليك ان تدّلها الى رشدها .الوانه تتأفعى وبمعرفية رزنه تترك
للمتلقي فضاءات التأويل .
يستفزك صمت لونه احيانا
لأنه ضاج بالأحاسيس واحيانا اخرى يفاجئك بأغفاءة داخل اطارها ويدعوك بمودة
لاحترام سكونيتها او هوسها البليغ .
لونه يقف منتشيا بملامحه
الصافية امام غموض ظاهر وهو تكتحل عيناه بأسراب صخب الوانه الشارد بوعي
معمق .
يؤثث المكان باللون وهناك
احيانا لون ثقيل،لايكون امام ظاهر سوى مغادرة لوحته والوقوف امامها كمتلقي
نزق مذهول من الوانه وخروجها عن طاعته .
من ميزات لوحاته في هذا
المعرض انها خرقت التنميط لأنه ادرك بشكل واع ان لوحته غير قابلة للتدجين
لذلك سعى مثل اقرانه المهوسين بالجمال المحض الى البحث عن اللون الخالص،
اللون الذي لن يتخلى عن اهداف نبيلة تشكل هوية الانسان المتجرد الباحث عن
المعنى المطلق .
بشغف وهناء روحي خفي يخبأ
تذمر الجمال تحت الوانه التي تخفق بعيدا عن القفر والبدائية، بعيدا عن
الاوحال وقمامة ضجيج الأدعياء، انه غير معني بالحدث السياسي لكنه معني
بالحلم الذي حاولوا اغتياله لذا كان مع المشاركين في استعادته في عيون
المارّة وتحليقه خارج الفضاء الراكد بل سعى بشكل جدّي لتمسكه جسد اللوحة،
لوحته .
ظاهر لم يستجدي اللون بل
تشتقّه فرشاته من حركة اصابعه الرشيقة على فضاء بياضه.