أن الدراسة التى نضعها أمامكم هى مجموعة لأراء عدد من الباحثيين أكدوا من خلالها بأن جنوب مصر هم المصريين الوحيديين الذين أحتفظوا بنقاء الجنس المصرى حتى الأن .
وقد وضعنا فى بداية دراستنا رأى العالم "فلندر بيترى" الذى قام باكتشاف آثار مدينة نقادة بعد قيامه بدراسة جماجم أصحاب هذه الحضارة فوجد أنهم يشبهون الليبيين القدامى حيث وجد بعض الملامح الليبية فى حضارة نقادة , مؤكدا أن مراكز إقامة أصحاب حضارة نقادة فى الصعيد بين أبيدوس والجيليه تشير إلى أنهم قد أتوا من الصحراء الغربية عبر الواحات التى ترتبط بالصعيد بواسطة عدة طرق يمكن عبورها فى ثلاثة أو أربعة أيام .
أما العالم " إليوت سميث " فيرى أن المصريين القدامى يمثلون أنقى جنس حيث إن 2% منهم له ملامح زنجية واضحة وأن من 3 الى 4 منهم يظهر ما يشير إلى الأختلاط بدم زنجى .
أما الباحث " شارف" والذى يرجع أصحاب حضارة نقادة الى الجنس الحامى نسبة الى حام بن نوح وأن أصل حضارة ما قبل الأسرات من أصل الشعبة الحامية لشمال أفريقيا ومن المؤكد أن النقاديين لم يختلفوا كثيرا اليوم عن الأمس لأنهم لم يختلطوا بأجناس أجنبية لأن ذراع الأستعمار الطويلة لم تمسهم وليس نقادة فقط بل أهل مصر العليا جميعا أى صعيد مصر ويتضح من ذلك أن الأنسان المصرى تطورت صورته وتبلورت فى عصور الأسرات , ومنذ ذلك الحين وتاريخ الجنس المصرى ليس إلا عملية نمو وتجنيس جعلته مضربا للأمثال . فالباحث " كون " قال لا بد أن تظل مصر القديمة أبرز مثال معروف فى التاريخ وحتى الأن لمنطقة معزولة طبيعيا أتيح فيها لأنواع الجنسية المحلية الأصيلة وأن تمضى فى طريقها لعدة آلاف من السنين دون أن تتاثر إطلاقا باتصالات أجنبية
أما العالم والباحث الآثرى المعروف "برودريك" يؤكد مصداقية رأى "كون " قائلا من الواضح طوال الستة آلاف سنة الأخيرة أو يزيد أنه لم يكن هناك أى تغيير ملحوظ فى مظهر جمهرة المصريين , فالبراريون وأهل نقادتين وهى حضارة نقادة الأولى والثانية ومصريو الأسرات والفلاحون الذين نراهم يعملون فى الحقول اليوم كلهم من نفس النمط القاعدى المتوسط
فى نهاية الدراسة راى العالم "كيث" أن الفلاحين الذين نراهم يؤلفون جسم الأمة اليوم هم النسل المباشر لفلاحى سنة 3300 قبل الميلاد وتعكس هذه العبارة خصوصية الجنوب من حيث السمات البشرية لقاطنيه ولا تعنى هذه الخصوصية انسلاخه حضاريا عن الشمال بل تؤكد شموخ الوادى ومتانة بنيانه واعتزاره بمفردات العرق والنسب والعقيدة فى مجابهة الوافدين الراغبين فى الأنصهار حضاريا وبشريا فى مجتمع الحضارة الفرعونية ذات البريق الذى يغوى ملايين الطامعين