حمزة أسد الله وأسد رسوله
الدكتور السيد علاء الجوادي
مقدمة
حمزة راية شامخة من رايات بني هاشم وعنوان من عناوين المجد الخالدة ورسالة اسلامية عبر الاجيال وعلى مرور العصور والازمنة. والبحث الذي بين يدي القارئ الكريم دراسة منتقاة من مصادر موثقة حول سيرة هذا الرجل العظيم الكريم وعم الرسول الكريم واسد الله واسد رسوله سيدنا حمزة بن عبد المطلب بن هاشم. وقبل الدخول بتفاصيل الدراسة نقدم خلاصة عن ملامح من حياته عبر نقاط سريعة:
* هو حمزة بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي القرشي الهاشمي.
* ولد 55 سنة قبل الهجرة والمقابل لسنة 567 ميلادي.
* استشهد سنة 3 هـجري والمقابل لسنة 624 ميلادي.
* وهو عم رسول الله.
* وأخوه من الرضاعة.
* كان موصوفاً بالشجاعة والقوة والبأس حتى عُرف أنه أعز فتى في قريش وأشدهم شكيمة.
* كان احد شخصيات مكة المشار اليها بالبنان ومن الذين تأخذ ارائهم في المجتمع.
* وكان يشارك في الحياة الاجتماعية مع سادة قومه في أنديتهم ومجتمعاتهم، ويهوى الصيد والقنص وكل أعمال البطولة والفروسية.
* شهد وهو ابن اثنين وعشرين عاماً حرب الفجار الثانية بين قومه قريش وحلفائهم وبين قيس وحلفائها، وكان النصر لقريش.
* أمه هالة بنت أهيب بن عبد مناف بن زهرة القرشية.
* ويكنى بابي عمارة وأبي يعلى.
* ويلقب بسيد الشهداء وأسد الله وأسد رسوله.
مولده ونشأته
ولد سيدنا حمزة بن عبد المطلب عليه السلام في مكة المكرمة قبل عام الفيل بسنتين فهو أسن من رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم بسنتين، أرضعتهما ثويبة جارية أبي لهب في فترتين متقاربتين، فنشأ رضي الله عنه ومن هنا اصبح اخاه بالرضاعة.
قال رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم لعلي بن أبي طالب عليه السلام عن عمهما سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب: يا عليّ أمَا علمتَ أنّ حمزة أخي من الرضاعة، وأنّ الله حرّم من الرضاع ما حرّم من النّسب.
وتربى بين قومه بني هاشم سادة قريش وفي حجر ابيه عبد المطلب سيد قريش والعرب ورمز مكة الواضح وقائدها المدبر الحكيم فنشأ في مكة معززاً مكرماً مهابا.
كان حمزة رضي الله عنه ترباً لرسول الله وصديقاً له لذا كان محبا له وكانت بذور الإسلام موجودة في نفسه فان البيت الهاشمي بمعظمه بيت اعتقد بدين ابراهيم عليه السلام. ولم يشذ عن ذلك الا ابو لهب.
اسلامه
اعلن حمزة إسلامه على إثر اعتداء ابي جهل على سيد الكائنات رسول الله محمد وانتصارا لرسول الله، فقد كان عائداً من الصيد مرة وبلغه أن أبا جهل بن هشام المخزومي لقي النبي عند الكعبة فتعرض له بما يكره وسبّه سباً قبيحاً وآذاه، فغضب وأقبل على أبي جهل بعد أن طاف بالبيت، وضربه على رأسه بقوسه فشجّه شجة منكرة، وقال: أتشتمه وأنا على دينه، أقول ما يقول، فاردد علي إن استطعت؟ ثم مضى إلى رسول الله في دار الأرقم وأعلن إسلامه، ففرح به الرسول عليه السلام والمسلمون فرحاً كبيراً، وعز جانبهم بإسلامه، وقد ادى هذا لاحقا الى ان خرج المسلمون من دار أبي الأرقم بقيادة حمزة وهم يكبرون ويهللون جهاراً.
ورواية عن محمد بن كعب القرظي قال: نال أبو جهل وعدي بن الحمراء وابن الأصداء من النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم يوما وشتموه وآذوه فبلغ ذلك حمزة بن عبد المطلب فدخل المسجد مغضبا فضرب رأس أبي جهل بالقوس ضربة أوضحت في رأسه وأسلم حمزة فعز به رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم والمسلمون وذلك بعد دخول رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم دار ألارقم في السنة السادسة من النبوة.
في السنة السابعة من البعثة شارك حمزة قومه بني هاشم بن عبد مناف وبني واخوتهم بني المطلب بن عبد مناف الحصار الذي فرضته عليهم قريش في شِعب أبي طالب وعانوا منه المشقة والعذاب، ولكنهم خرجوا منه في السنة العاشرة وهم أشد قوة وأكثر صلابة.
ولما أمر النبي المسلمين بالهجرة إلى المدينة، هاجر حمزة مع من هاجر إليها قبيل هجرة النبي عليه الصلاة والسلام بوقت قصير، ونزل فيها على سعد بن زرارة من بني النجار، وآخى الرسول بينه وبين زيد بن حارثة مولى رسول الله.
جهاده في المدينة المنورة
وبعد مرور سبعة شهور على الهجرة النبوية عقد الرسول أول لواء لحمزة بن عبد المطلب، وبعثه في ثلاثين رجلاً من المهاجرين لاعتراض قافلة قريش من الشام لمكة بقيادة أبي سفيان شيخ بني امية بن عبد شمس بن عبد مناف في ثلاثمائة رجل، ولم يحصل بين الطرفين قتال، إذ حجز بينهما مجدي بن عمرو الجهني، وكان حليفاً للطرفين.
وروي عن عمران بن مناح قال: لما هاجر حمزة بن عبد المطلب إلى المدينة نزل على كلثوم بن الهدم.
وفي الرواية عن عبد الله بن محمد بن عمر قال: آخى رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم بين حمزة بن عبد المطلب وزيد بن حارثة وإليه أوصى حمزة بن عبد المطلب يوم أحد حين حضر القتال.
شهد مع النبي غزوة ودّان قرية بين مكة والمدينة وحمل لواء الغزوة. وظهرت بطولته عليه السلام في معركة بدر الكبرى التي وقعت في رمضان من السنة الثانية للهجرة حيث اختاره الرسول صلوات الله عليه مع عبيدة بن الحارث ين عبد المطلب وعلي بن أبي طالب عليه السلام لمبارزة فرسان كفار قريش: عتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة، والوليد بن عتبة، فبارز حمزة شيبة وقتله، كما قتل عدداً آخر من أبطال قريش منهم طعيمة بن عدي.
وأبلى بلاء حسناً في هذه المعركة، وقاتل بسيفين، وكان يعلّم نفسه بريشة نعامة في صدره، وقال عنه أمية بن خلف أحد سادة قريش قبل أن يقتله المسلمون: ذلك فعل بنا الأفاعيل.
ورواية عن يزيد بن رومان قال: أول لواء عقده رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم حين قدم المدينة لحمزة بن عبد المطلب بعثه سرية في ثلاثين راكبا حتى بلغوا قريبا من سيف البحر يعترض لقافلة قريش وهي منحدرة إلى مكة قد جاءت من الشام وفيها أبو جهل بن هشام في ثلاثمائة راكب فانصرف ولم يكن بينهم قتال.
قال محمد بن عمر: وهو الخبر المجمع عليه عندنا إن أول لواء عقده رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم لحمزة بن عبد المطلب.
وقال محمد بن عمر: وحمل حمزة لواء رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم في غزوة بني قينقاع ولم يكن الرايات يومئذ.
وكان حمزة وابن اخيه علي بن ابي طالب عليهما السلام بحق بطلي غزوة بدر الكبرى. وعن علي بن ابي طالب عليه السلام قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم يوم بدر: يا علي ناد لي حمزة وكان أقربهم إلى المشركين.
وبعد معركة بدر وفي شهر شوال من السنة الثانية للهجرة كان حمزة عليه السلام حاملاً لواء النبي عليه الصلاة والسلام لغزو يهود بني قينقاع وإجلائهم عن المدينة. وقد تجلت بطولته وشجاعته بشكل كبير في معركة أحد التي وقعت في شهر شوال سنة 3هـ، وأبلى فيها بلاء عظيماً، وقتل أكثر من ثلاثين شخصاً من الاعداء، وكان يقاتل بين يدي الرسول بسيفين كأنه الجمل الأورق.
شهادته
استشهد حمزة بن عبد المطلب عليه السلام في معركة أحد. وكان ان امرت قريش عبدها وحشي ان اخرج مع الناس، وان أنت قتلت حمزة فأنت عتيق. لقد وعدت قريش عبدها الحبشي وحشي غلام جبير بن مطعم، للانتقام من حمزة مقابل الحرية والمال والذهب الوفير، وتم اغرائه، وفي معركة أحد، وعند التقاء الجيشين، اخذ عم الرسول حمزة عليه السلام لا يمر من امامه عدو إلا قطع راسه بسيفه، وأخذ يضرب اليمين والشمال ووحشي يراقبه متحينا الفرصة للغدر به.
عن عمير بن إسحاق قال: كان حمزة بن عبد المطلب يقاتل بين يدي رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم يوم أحد بسيفين ويقول أنا أسد الله وجعل يقبل ويدبر قال فبينما هو كذلك إذ عثر عثرة فوقع على ظهره وبصر به الأسود قال أبو أسامة فزرقه بحربة فقتله وقال إسحاق بن يوسف فطعنه الحبشي بحربة أو رمح فبقره.
يقول وحشي:...وهززت حربتي حتى إذا رضيت منها دفعتها عليه، فوقعت في ثنيته، فأقبل نحوي فغلب فوقع، فأمهلته حتى إذا مات جئت فأخذت حربتي، ثم تنحيت إلى العسكر، ولم تكن لي بشيء حاجة غيره، وإنما قتلته لأعتق....
قال وحشي بعدما اسلم!!! لاحقا: خرجت حتى قدمت على رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم المدينة، فلم يرعه إلا بي قائما على رأسه أتشهد بشهـادة الحـق، فلما رآني قال: وحشي...
قلت: نعم يا رسـول اللـه...
قال: اقعد فحدثني كيف قتلت حمزة؟...فلما فرغت من حديثي
قال: ويحك غيب عني وجهك فلا أرينك!...
فكنت أتنكب عن رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم حيث كان، لئلا يراني حتى قبضه الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم 0
ولم يرض المجرمون وذوي النفوس الحاقدة بمقتل سيد الشهداء سلام الله عليه فحسب بل قامت هند بنت عتبة والنسوة اللاتي معها، يمثلن بالقتلى من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم ، يجدعن الآذان والأنوف ويقطعن الاجساد، حتى اتخذت هند من آذان الرجال وانوفهم خدما وخلاخيل ومعاضد وقلائد، وأعطت خدمها وقلائدها واقراطها للقاتل وحشي... وبقرت بطن اسد الله ورسوله باحثة عن كبد حمزة، ولما وجدتها لاكتها فلم تستطع أن تستسيغها، فلفظتها.
لقد أمرت هند بنت عتبة زوجة أبي سفيان الاموي قائد المشركين والطغاة وجدة يزيد بن معاوية الذي كان يفلق وجه الحسين بعد معركة الطف كما كانت جدته تلوك كبد عم ابيه حمزة بعد معركة احد...لقد امرت هذه الحاقدة وحشيا أن يأتيها بكبد حمزة واستجاب الحبشي لهذه الرغبة المسعورة ... وعندما عاد بها الى هند كان يناولها الكبد بيمناه، ويتلقى منها قرطها وقلائدها بيسراه، مكافأة له على انجاز مهمته... ومضغت هند بنت عتبة الذي صرعه المسلمون ببدر الكبد بفمها، ولكنها لم تسيغها، فأخرجتها منه، ثم علت صخرة مرتفعة، وراحت تصرخ قائلة:
نحن جزيناكم بيوم بدر
والحرب بعد الحرب ذات سعر
ما كان عن عتبة لي من صبر
ولا أخي وعمّه وبكري
شفيت نفسي وقضيت نذري
أزاح وحشي غليل صدري
وخرج الرسول صلى الله عليه وعلى اله وسلم يلتمس حمزة بن عبد المطلب، فوجده ببطن الوادي قد بقر بطنه عن كبده ومثل به، فجدع أنفه وأذناه. ولما وقف عليه الرسول ورآه قتيلاً بكى، فلما رأى ما مُثِّل به شهق وقال: رحمك الله أي عم، فلقد كنت وصولاً للرحم فعولاً للخيرات.
وقال أيضاً: لن أصاب بمثلك أبداً، ما وقفت موقفاً أغيظ إليَّ من هذا ثم قال: لولا جزع النساء لتركته حتى يحشر من حواصل الطير وبطون السباع...وليت شعري يوم الطف يا سيدي يا رسول الله ان ترى ما فعل بنو هند بذريتك يبكي له الكون والافلاك والانبياء والاملاك!!!
روي عنه صلوات الله عليه انه قال: حين رأى ما رأى: لولا أن تحزن صفية ويكون سنة من بعدي لتركته حتى يكون في بطون السباع وحواصل الطير.
فلما رأى المسلمون حزن رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم وغيظه على من فعل بعمه ما فعل قالوا: والله لئن أظفرنا الله بهم يوما من الدهر لنمثلن بهم مثلة لم يمثلها أحد من العرب.
فنزل قوله سبحانه وتعالى: وان عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين، واصبر وما صبرك الا بالله، ولا تحزن عليهم ولا تك في ضيق مما يمكرون.
فعفا رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم ونهى عن المثلة، وأمر بحمزة عليه السلام فسجي ببردة، ثم صلى عليه، ثم أتى بالقتلى فيوضعون الى حمزة، فصلى عليهم وعليه معهم، حتى صلى عليه اثنتين وسبعين صلاة...
عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه:
ان النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم كبر على حمزة سبعين تكبيرة
وكان ذلك يوم السبت، للنصف من شوال، سنة 3 للهجرة. المصادف سنة 624م وله من العمر نحو 58 سنة.
مدفنه
ثم أمر الرسول الكريم بحمزة عليه السلام فدفن في موقع المعركة في بطن جبل أحد ودفن معه ابن أخته عبد الله بن جحش رضوان الله عليه وقبرهما معروف حتى اليوم وتسمى المنطقة منطقة سيد الشهداء.
وعن حمزة والكفن من كما رواه أبو أسيد الساعدي عمن كان مع الرسول:
قال: أنا مـع رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم على قبر حمـــــزة بن عبد المـطلب فجعلوا يجرون النمرة على وجهه فينكشف قدماه ويجرونها على قدميه فينكشف وجهه.
فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم: اجعلوها على وجهه وإجعلو على قدميه من هذا الشجر قال: فرفــع رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم رأسه فإذا أصحابه يبكون فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم يأتي على الناس زمان يخرجون إلى الأرياف والمدينــة خير لهـــم لو كــانوا يعلمــون لا يصبر علـى لأوأئها وشدتها أحد إلا كنت له شفيعاُ أو شهيداُ يوم.
وروي عن بن عباس قال: لما قتل حمزة يوم أحد أقبلت صفية تطلبه لا تدري ما صنع... قال: فلقيت عليا والزبير...
فقال علي للزبير: أذكر لأمك
قال الزبير: لا بل اذكر أنت لعمتك
قالت: ما فعل حمزة؟؟
قال: فأرياها أنهما لا يدريان
قال: فجاء النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم فقال: إني أخاف على عقلها
قال: فوضع يده على صدرها ودعا لها فاسترجعت وبكت ثم جاء فقام عليه وقد مثل به
وحول دفنه روى الأمام احمد بن حنبل رحمه الله بسنده عن عروة قال: أخبرني أبي الزبير: أنه لما كان يوم أحد أقبلت امرأة تسعى حتى إذا كادت أن تشرف على القتلى، قال فكره النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم أن نراهم، فقال: المرأة المرأة !
قال الزبير: فتوسمت أنها أمي صفية،
قال: فخرجت أسعى إليها، فأدركتها قبل أن تنتهي إلى القتلى،
قال: فلدمت في صدري، وكانت امرأة جلدة،
قال: إليك الأرض لك،
قال: فقلت:إن رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم عزم عليك،
قال: فتوقفت، وأخرجت ثوبين معها،
فقالت: هذان ثوبان جئت بهما لأخي حمزة فقد بلغني مقتله، فكفنوه فيهما، قال: فجئنا بالثوبين لنكفن فيهما حمزة،
قال: فوجدنا غضاضة وحياء أن نكفن حمزة في ثوبين والأنصاري لاكفن له، فقلنا: لحمزة ثوب وللأنصاري ثوب،
فقدرناهما فكان أحدهما أكبر من الآخر، فأقرعنا بينهما، فكفنا كل واحد منهما في الثوب الذي صار له.
ودفن حمزة بن عبد المطلب وعبد الله بن جحش في قبر واحد وحمزة خال عبد الله بن جحش، ونزل في قبر حمزة وعلي ابن اخيه والزبير ابن اخته صفية ورسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم جالس على حفرته، وقال رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم: رأيت الملائكة تغسل حمزة لأنه كان جنبا ذلك اليوم، وكان حمزة أول من صلى رسول الله عليه ذلك اليوم من الشهداء ثم جمع إليه الشهداء فكلما أتي بشهيد وضع إلى جنب حمزة فصلى عليه وعلى الشهيد حتى صلى عليه سبعين مرة.
وروى الزهري باسناده انه قال رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم يوم أحد:.....أنا شهيد على هؤلاء لفوهم في دمائهم فإنه ليس من جريح يجرح في الله إلا جاء جرحه يوم القيامة يدمى لونه لون الدم وريحه ريح المسك قدموا أكثرهم قرآنا فاجعلوه في اللحد.
وياللعجب كم اعاد ويعيد التاريخ نفسه فما زالت هند تلوك كبد حمزة كل يوم وما زال يزيد يفلق وجه الحسين ولكن حزب حمزة والحسين ما زال في مسيره منشدا انشودة السلم والعدل والخير!!! منتظرا يوم بزوغ الفجر الصادق فجر الحق الذي سيعم العالم المعذب.
مفارقات
ومع ان حمزة لا يمكن ان يحسب على جهة غير الاسلام ورسول الله...الا ان خط هند زوجة ابي سفيان كان له تصور اخر في كتابة التاريخ.
وقد تسربت هذه القصة حتى الى كتب محترمة عند الناس ولا نلوم من تسرب ذلك لكتبهم فان لكل مقام مقال. والقصة حسبما اورده الامام البخاري رحمه الله في صحيحه (باب قتل حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه ) قال البخاري: وحدثني أبو جعفر محمد بن عبد الله حدثنا جحين المثنى حدثنا عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة عن عبد الله بن الفضل عن سليمان بن يسار عن جعفر بن عمرو بن أمية الضمري قال: خرجت مع عبيد الله بن عدي بن الخيار ،فلما قدمنا حمص ،
قال لي عبيد الله بن عدي :هل لك في وحشي نسأله عن قتل حمزة ؟
قلت نعم .
وكان وحشي يسكن حمص، فسألنا عنه ،فقيل لنا: هو ذاك في ظل قصره كأنه حميت .
قال: فجئنا حتى وقفنا عليه بيسير،فسلمنا، فرد السلام
قال: عبيد الله متعجر بعمامته ما يرى وحشي إلا عينه ورجليه
فقال: عبيد الله يا وحشي أتعرفني؟
قال: فنظر إليه ثم
قال :لا والله
قال: إلا أني أعلم أن عدي بن الخيار تزوج إمرأة يقال لها أم قتال بنت أبي العاص، فولدت له غلاما بمكة فكنت استرضع له، فحملت ذلك الغلام مع أمه فناولتها إياه ، فلكأني نظرت إلى قدميك .
قال : فكشف عبيد الله عن وجهه
فقال : ألا تخبرنا بقتل حمزة
قال : نعم ، إن حمزة قتل طعمية بن عدي بن الخيار ببدر
فقال لي مولاي جبير بن مطعم : إن قتلت حمزة بعمي فأنت حر .
قال : فلما أن خرج الناس عام عينين ، وعينين جبل بحيال أحد ، بينهما واد - خرجت مع الناس إلى القتال ، فلما اصطفوا للقتال خرج سباع
فقال : هل من مبارزة ؟
قال : فخرج إليه حمزة بن عبد المطلب
فقال : يا سباع ، يا أبن أم أنمار مقطعة البظور ، اتحاد الله ورسوله ؟
قال ثم شد عليه ، فكان كأمس الذاهب
قال: وكمنت لحمزة تحت صخرة ، فلما دنى مني رميته بحربتي في ثنّيته حتى خرجت من بين وركيه ،
قال : فكان ذاك العهد به . فلما رجع الناس رجعت معهم فأقمت بمكة حتى فشا فيها الإسلام ثم خرجت إلى الطائف فأرسلوا إلى رسول الله رسلاُ ،
فقيل لي : إنه لا يهيج الرسل ،
قال : فخرجت معهم حتى قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما رآني قال لي : أنت وحشي ؟
قلت نعم
قال: أنت قتلت حمزة ؟
قلت : قد كان من الأمر ما بلغك .
قال : فهل تستطيع أن تغيب وجهك عني ؟
قال : فخرجت . فلما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج مسيلمة الكذاب قلت لأخرجن لعلي أقتله فأكافئ به حمزة
قال : فخرجت مع الناس فكان من أمره ما كان
قال : فإذا رجل قائم في ثلمد جدار كأنه جمل أورق ثائر الرأس ،
قال : فرميته بحربتي . فوضعتها بين ثدييه حتى خرجت من بين كتفيه .
قال ووثب رجل من الأنصار فضربه بالسيف على هامته
قال : قال عبد الله بن الفضل : فأخبرني سليمان بن يسار أنه سمع عبد الله بن عمر يقول فقالت جاريه على ظهر بيت : وا أمير المؤمنين قتله العبد الأسود.
ولا بد ان القارئ التفت ان مقر سكنى وحشي كانت حمص من بلاد الشام في حماية الامويين وانه كان يسكن في قصر له!!! وهذا بحد ذاته لا يخلو من معان عميقة. ولا يخفى على الفاحص الدقيق ان راوي هذه الرواية، وآفة الاحاديث رواتها، يحاول بكل جهده تحسين صورة وحشي بكل ما استطاع من امكانيات موظِفا قضية مسيلمة الكذاب في سياق يجعل من وحشي مجاهدا مقاتلا في سبيل الله!!! ولا استبعد ان يعتبره البعض من اصحاب رسول الله لان شرط الصحبة عند هذا البعض مجرد رؤية الرسول او اللقاء به او التحدث معه وقد فعل وحشي كل ذلك!!!
ولمَ العجب وقد روى البعض عن وحشي حوارا لا يدل الا على ان وحشي وليا من الاولياء وليس قاتلا لعم سيد الانبياء، ونورد هذه الرواية لنبين مدى ارتكاس الفكر عند البعض بل مدى الحقد على الرسالة والرسول واهل بيته الاطهار. واليك الحوار العجيب الذي يرويه وحشي عن نفسه وينقله ذلك البعض في حديثهم !!!!
قال : أتيت النبي صلى الله عليه وسلم
فقال لي : وحشي ،
قلت: نعم ،
قال : قتلت حمزة ،
قلت: نعم . والحمد لله الذي أكرمه بيدي ولم يهني بيده .
قالت له قريش : أتحبه وهو قاتل حمزة ؟!
فقلت : يا رسول الله فاستغفر لي فتفل في الأرض ثلاثة ودفع في صدري ثلاثة
وقال : وحشي أخرج فقاتل في سبيل الله كما قاتلت لتصد عن سبيل الله .
البكاء والحزن عليه
ولما رجع الرسول من أحد إلى المدينة سمع بعض نساء الأنصار يبكين شهداءهن، فقال: لكن حمزة لا بواكي له
سمع ذلك سعد بن معاذ وأسيد بن حضير رضوان الله عليهما فلما عادا إلى دار بني عبد الأشهل، أمرا نساءهم أن يتحزمن ثم يذهبن فيبكين على عم رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم ، ولمّا سمع رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم بكاءهن على حمزة خرج عليهن وهن على باب مسجده يبكين عليه،
فقال: ارجعن يرحمكن الله، فقد آسيتنّ بأنفسكم.
وكانت سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء سلام الله عليها تأتي قبر عم ابيها حمزة سيد الشهداء. عليه السلام وتزوره.
واحمد الله ان وفقني لزيارة قبر سيدي حمزة بن عبد المطلب عدة مرات وفي كل مرة كان يرافقني عشرات الاخوة المؤمنين وكنت احدثهم بحديث حمزة وشهداء احد واقرأ لهم ومعهم الزيارة ونجلس قرب قبورهم نذرف الدموع على ابطال الاسلام ونتذكر معركة احد وثبات الرسول واهل بيته فيها والمخلصين من الصحابة الكرام والشهداء الاسلام ... واسأل الله ان يجعلها من الاعمال التي اثاب عليها واتمنى لقارئي الكريم ان يوفق لحج بيت الله وزيارة الرسول وزيارة ائمة البقيع وشهداء احد الذين يربض بينهم حمزة سيد الشهداء
رثاء الشعراء
رثاه عدد من الشعراء منهم الصحابي الجليل عبد الله بن رواحة رضوان الله عليه، الذي يقول فيه:
بكت عيني وحق لها بكاها
وما يغني البكاء ولا العويل
على أسد الاله غداة قالوا:
أحمزة ذاكم الرجل القتيل
أصيب المسلمون به جميعا
هناك وقد أصيب به الرسول
أبا يعلى، لك الأركان هدّت
وأنت الماجد البرّ الوصول
قال شاعر رسول حسان بن ثابت رضي الله عنه:
دع عنك دارا قد عفا رسمها
وابك على حمزة ذي النائل
اللابس الخيل اذا أحجمت
كالليث في غابته الباسل
أبيض في الذروة من هاشم
لم يمر دون الحق بالباطل
مال شهيدا بين أسيافكم
شلت يدا وحشي من قاتل
وقالت صفية بنت عبد المطلب رضي الله عنها عمة الرسول صلى الله عليه وعلى اله وسلم وأخت حمزة:
دعاه اله الحق ذو العرش دعوة
الى جنة يحيا بها وسرور
فذاك ما كنا نرجي ونرتجي
لحمزة يوم الحشر خير مصير
فوالله ما أنساك ما هبّت الصبا
بكاءا وحزنا محضري وميسري
على أسد الله الذي كان مدرها
يذود عن الاسلام كل كفور
أقول وقد أعلى النعي عشيرتي
جزى الله خيرا من أخ ونصير
اسد الله واسد رسوله
قال الرسول الاكرم: سيد الشهداء حمزة ورجل قام إلى إمام جائر، أمره ونهاه، فقتله.
قال الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه: كان حمزة يقاتل يوم أحد بين يدي رسول الله بسيفين ويقول: أنا أســد الله.
وفي قول الله عز وجل: ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون
قال: نزلت في قتلى أحد ونزل فيهم ويتخذ منكم شهداء
قال: قتل يومئذ سبعون من المسلمين أربعة من المهاجرين: حمزة بن عبد المطلب ومصعب بن عمير أخو بني عبد الدار والشماس بن عثمان المخزومي وعبد الله بن جحش الأسدي وسائرهم من الأنصار.
وروي عن قيس بن عباد قال: سمعت أبا ذر يقسم أنزلت هذه الآيات هذان خصمان اختصموا في ربهم فالذين كفروا إلى قوله إن الله يفعل ما يريد في هؤلاء الرهط الستة يوم بدر، حمزة بن عبد المطلب وعلي بن أبي طالب عليه السلام وعبيدة بن الحارث... وعتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة والوليد بن عتبة.
وصف وحشي صولة اسد الله ورسوله بقوله: ورأيت رجلا إذا حمل لا يرجع حتى يهزمنا، فقلت من هذا؟ قالوا حمزة.قلت: هذا حاجتي.
وعن أنس بن مالك يروي عن رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم:
رحمة الله عليك فانك كنت ما علمت فعولا للخيرات وصولا للرحم
وجاء في كتاب سليم بن قيس عن أبان عن سليم قال: كانت قريش إذا جلست في مجالسها، فرأت رجلا من أهل البيت قطعت حديثها، فبينما هي جالسة إذ قال رجل منهم: ما مثل محمد في أهل البيت إلا كمثل نخلة نبتت في كناسة –والكناسة تعني المزبلة-، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله فغضب، ثم خرج فأتى المنبر فجلس عليه حتى اجتمع الناس ثم قام فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : - وأورد خطبة طويلة في فضله صلى الله عليه وآله وفضل أهل بيته عليهم السلام جاء فيها:
ألا ونحن بنو عبد المطلب سادة أهل الجنة، أنا، وعلي، وجعفر، وحمزة، والحسن، والحسين، وفاطمة، والمهدي.
كرامة لجسد حمزة الطاهر
من الكرامات التي اكرم بها الله سيدنا حمزة عليه السلام انه عز وجل حفظ جسد عم النبي وشهيد الاسلام الخالد حمزة عليه السلام ولم تبله الارض. ولنا في ذلك روايتان.
اولاهما: انه لمّا أراد الخليفة الاموي معاوية بن ابي سفيان أن يُجري عَيْنَهُ التي بأحد كتب عماله إليه: إنّا لا نستطيع أن نجريها إلا على قبور الشهداء...
فكتب إليهم: انْبُشُوهم...يقول جابر بن عبدالله الانصاري: فرأيتهم يُحْمَلون على أعناق الرجال كأنّهم قوم نيام... وأصابت المسحاةُ طرفَ رِجْلِ حمزة بن عبد المطلب فانبعث دَمَاً.
وثانيهما: ما ذكره الدكتور طارق السويدان عن الشيخ محمود الصواف وهو من المدرسة السلفية مما يعني انه ليس متهما بعبادة القبور ومراقد الاولياء والصالحين من عباد الله!!! التهمة الجاهزة التي يلصقها الوهابيون بشيعة اهل البيت وبمعظم المسلمين من عداهم، اقول: روى هذا الرجل لحادثة تشرف بمشاهدتها بعض العلماء وترتبط باعادة دفن بعض الصحابة من شهداء احد رضوان الله عليهم وكيف انهم شاهددوا الصحابة رضوان الله عليهم بعد مضي 1400 سنة من استشهادهم ان اجسادهم باقية كما هي لم تتغير ولم تتعفن ولم تتحلل. مصداقا لبشرى رسول الله محمد المصطفى صلى الله عليه واله وسلم للشهداء ان الارض لا تاكل جسادهم. وذكر الدكتور طارق السويدان يروي الحادثة بالنص: "وقد حدثنا الشيخ محمود الصواف رحمه الله انه دُعي فيمن دُعي من كبار العلماء لاعاده دفن شهداء احد من الصحابه رضي الله عنهم في مقبرة شهداء احد وهي مقبره معروفه اصابها سيل فانكشفت الجثث فدعي مجموعه من كبار العلماء لاعادة دفن هولاء الصحابه ويحدثنا الشيخ محمود الصواف انه حضر ذلك بنفسه فيقول: ممن دفنت دفنت حمزه رضي الله عنه فيقول: ضخم الجثه مقطوع الانف والاذنين بطنه مشقوق وقد وضع يده على بطنه فيقول: فلما حركناه ورفعنا يده سال الدم ويقول دفنته مع من دفنت من صحابة النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم من شهداء احد "
واضاف الدكتور طارق السويدان قائلاً: "فهذا امر ثابت بالتواتر وبرؤية العين, وقد حدثنا الشيخ الصواف عن ريح المسك التي فاحت لما سال الدم من جسد حمزة رضي الله عنه.
اولاده
رزق حمزة بن عبد المطلب بعدد من الاولاد والبنات ، وكان له من الولد:
1- يعلى وكان يكنى به حمزة أبا يعلى، وقد كان ليعلى بن حمزة أولاد هم:
عمارة
والفضل
والزبير
وعقيل
ومحمد درجوا اي ماتوا ولم يعقبوا ذرية.
2- وعامر درج اي لم يعقب.
وأمهما بنت الملة بن مالك بن عبادة بن حجر بن فائد بن الحارث بن زيد بن عبيد بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف من الأنصار من الأوس.
3- عمارة بن حمزة وقد كان يكنى به أيضا
وأمه خولة بنت قيس بن قهد الأنصارية من بني ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار.
4- وأمامة بنت حمزة
وأمها سلمى بنت عميس أخت أسماء بنت عميس الخثعمية.
وأمامة التي اختصم في رعايتها والعناية بها علي بن ابي طالب وجعفر بن ابي طالب وزيد بن حارثة وأراد كل واحد منهم أن تكون عنده فقضى بها رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم لجعفر من أجل أن خالتها أسماء بنت عميس كانت عنده وزوجها رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم سلمة بن أبي سلمة بن عبدالأسد المخزومي وقال هل جزيت سلمة فمات قبل أن يجمعها إليه.
وكانت ارادة الله في عقب حمزة عليه السلام.... فلم يبق لحمزة بن عبد المطلب عليه السلام ولد ولا عقب هذه هي الحقيقة العلمية عند اهل الانساب.
ولكني اقول بل ان حمزة ممتد بخطين وبشجرتين هما:
المسلمون الذين كلهم امتداد له ... وثانيهما الهاشميون وذرية الرسول الكريم الذين هم ممن يحمل اسم حمزة لانه عمهم وعم ابائهم وامهاتهم.
ونقول كذلك ان العم صنو الاب وعليه فكل بني عبد الطلب بن هاشم اليوم يحق لهم ان يدعو عمهم الكبير حمزة ابا لهم.
ابيات شعر طيبة
نظم العلامة اية الله الشيخ محمد حسين الاصفهاني في الانوار القدسية ارجوزة في سيِّد الشُّهداء عمَّ رسول الله حمزة بن عبد المطِّلب عليه السَّلام فقال فيها:
ان غاظك الزَّمان والدَّهر الحرب
فلذ بحمزة بن عبد المطَّلب
فهو سليل السادة الاكارم
من دوحة العلياء والمكارم
من دوحة النُّبَّوة الغراء
من جنَّة الصِّفات والاسماء
هو العزيز ما اعزَّ جاره
يجير باللُّطف من استجاره
اليه تنتهي مكارم الاولى
فهو ربيب المجد بل ربُّ العلا
كلمة الوداع
حمزة سلام الله عليه مثل من امثلة التاريخ الخالدة... مثل ينبغي ان يحتذى به كل عشاق الحرية والكرامة
والمبادئ...
مثل تكرر في اهل بيته الاطهار...أولئك الذين سالت دمائهم كالانهار
لتروي شجرة الإباء والثورة والحق.فسلام عليك يا عم رسول الله
وسلام عليك يا خير الشهداء
سلام عليك يا عم علي المرتضى
وسلام عليك يا عم الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء
وسلام عليك يا عم جعفر الطيار
لسلام عليك يا عم الحسن والحسين والعباس
السلام عليك يا عم وقدوة شهداء الطفوف
السلام عليك يا اسد الله واسد رسوله ،اشهد انك جاهدت في الله حق جهاده
ونصحت لرسول الله اعظم النصيحة
وجدت بنفسك في سبيل الله
لانك طلبت ما عند الله
ورغبت فيما وعد الله
فمعك معك يا سيدنا يا عم الاحرار.
يا اسد الله ورسوله