خواطــر  

 

 

الابحار في سفينة الأوهام

 

هبة الصافي / السماوة

hiba2005sy@yahoo.com


و ماذا بعد أن أعطيتكَ كل ما بحوزتي ؟
أعطيتكَ كل شيء ’ أغدقتُ عليكَ بكل ما هو غالٍ لا يُقدر بثمن ’ كانَ يطيب لي دائماً الأبحار في سفينةعينيكَ كنتُ أتفيأ ظلال عينيكَ في أوقات الهجير ’ كنتُ أسبحُ في بحارُك المغرية.
كنتُ أنعم بظلال حنانك ’ أرتمي على صدركَ الحنون كي يستريح قلبي المتعب المُحَمل بأثقالٍ جمّة ’ أغتسل من هموم العالم بأسره ببحارِ حديثُكَ المعسول !
وأصبُ في أُذنيكَ تلك العبارات التي كم سهرتُ الليالي كثيرةً كي أنتقي هذه الكلمات وأراجعُها مِراراً وتكراراً فيما بيني وبين نفسي قُبيلَ أن أتفوه بها أمامكَ مخافة حدوث خطأ ’ لِكَم أدمنتُ في راحتيكَ التأمل ’ وكم شدوتُ بمزماري الوحيد الذي حطمتهُ ’ شدوتُ بهِ كثيراً في ربوعِ واديكَ ’ وكم صغتُ فيكَ من القصيد روائعاً ’ أنتَ الذي صيغَ منك هيامي و أحلامي ’ كانت عيناكَ الينبوع الصافي الذي أُروى منهُ ’ والنسيج الذي أنتقي منهُ خيوطاً تكون ثوباً شعرياً جميلاً .
تُرى هل أخطأتُ حين أخترتُكَ أنت من بين رجال العالم أجمع ؟ .
تُرى هل غرر بي حين أندفعتُ بقلبي الطفليّ المشاعر الى واحة حبك الدامية !
كان لا يطيب لي التنفس إلاّ في رياضُكَ الباسقات ’ كنتُ أستحيلُ طفلةً صغيرةً ’ بجوارُكَ ’ تُسعدني بسماتُك ويُبكيني غضبُك وتُحيرني نظراتُك .
لقد علمتَ قلبي الطفليّ التصرف ! ’ إنهُ يضعف أمام أية مُحاولة لأقتحام أسوار قلبي الواهن الذي يتخاذل أمام أصغر مُحاولة .
آه .. يا قلبي الطفليّ ’ لقد أتعبتني !!
لولاك يا قلبي الطفليّ ما كانت هذهِ المآسي و لا كان هذا السُهاد و الأرق ’ لولاك يا قلبي ما كان ليحدث أي شيء لقد علمتني أن أُحب فيك كل شيء صمتُكَ ’ غضبُكَ ’ هدوءُكَ ’ نظرتُكَ الوديعة ’ طريقة تفكيرُك ’ حتى طريقة تناولك الشاي الأخضر ’ مشروبُك المُفضل ’ وبعد هذا كلهُ تقول لي : لنكُن أصدقاء !!!!… كفى ما لقيت ..
فقد صرتُ بقايا إنسانة من جراء أبحاري في سفينة الأوهام .

 

 

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com