انتظارات بلا
أمل
هبة
الصافي / السماوة
hiba2005sy@yahoo.com
إنتظارات بلا أمل..ومنذُ عرفت عيناي البكاء ..
وأنا أنتظر رجلاً لا أعرفهُ..
لأجلهِ أتزين كل صباح كما تفعل كل النساء..
ولكنني بدل أن أذهب للقائهُ في دروب المدينة الغارقة في مجاري القهر ..
أُسدل الستائر .. أوقد الشموع ..
أحمل أقلامي وأوراقي ثم أجلس الى مكتبي فأخط رسالة لذلك الشرق البعيد
..
وفجأةً يداهمني الليل بلا مرايا ..
فأُهديه خصلةً من شعري كي يرحل سريعاً .
عبثاً..الليل يسكنني فأرى رأسي على طرف الوسادة وحيداً.
أرى عينيَّ على طرف الوسادة لكأنهما عينا إمراءة لا أعرفها ..
بالأمس ’ قررت أن أنتظر قليلاً..
قررت أن أنتطر ذلك الرجل قليلاً..
لأُعطيه دموعي ’ وأشعاري ’ وضحكاتي القديمة ..
قررت أن أُنادي أول من يطرق بابي :يا حبيبي ..
قررت أن أجذبه من يده بسلام ,,
وأقرأ لهُ أخر ما كتبت ..
أحكي لهُ أخر حلم حلمت به ..
أُحدثهُ عن حرارة الشمس في البلاد الأستوائية ..
عن صوت الشفاه الماطرة في شوارع أوربا ..
قررت أن أفقد لساعات كآبتي أمام عيني رجل ما ..
ولكنه لم يأتي رغم أستدارة الشمس ,, رغم نداء النجوم ..
ها أنذا أرتعش وحيدة أمام الغيوم ,,
وحيدة أتساقط على كل رصيف ’ وأُلوح لنسيم مقبل من غابة ,, وحيدة أنا مع
الأصدقاء ,, وحيدة وأنا بعيدة عنهم ,, وحيدة وأنا أعشق رجلاً أخر غير
الذي أنتظر ,, وحيدة وأنا أهجر العشيق الى بلاد بعيدة تأكل وتموت بحرية
,, وحيدة وأنا بين قبائل أفريقيا أُهيم كسحابة ,, وحيدة على ضفاف نهر
المجدلينا في بلاد الأنديس ,, بينما أصبح شعري شلالاً من الأغنيات
الحزينة ,, يخونني مع سحابات من الأقحوان البري ,, ينشد الأغاني ’
والقصائد المتشابهة ,, إذاً لماذا تكون الوحدة هي اللحن الأبدي في عمري
؟
* * *
فجأةً ,,,
تهاجمني على غير إنتظار ,,
فجأة ’ تسرق أجنحتي كلها ’ وتطفئ شموع وحدتي ,, تسرق أقلامي ’ ودفاتري
كما يفعل تلاميذ المدارس ,, تهرع كلحنٍ جريح الى ظل صنوبرةٍ عتيقةٍ
فتُخبِئُها بعيداً عني ,, ثم تأخذني من يدي وتمضي بي خارج الكون كلهُ
,, خارج أسوار غرفتي ’ وستائري ,, بعيداً عن رائحة الحبر’ وقريباً من
رائحة الزيزفون ,, هناك في أقاصي الغابة تبدأ الكلمة الشريدة تاريخُها
,, تفتح دفاتر شعرك فتقرأ أول قصيدة كتبتها لي وكنت وحيداً مثلي ,,
قصيدة طويلة كليالي الشتاء بين نهدي إمراءة لا تعرف العشق تقرأ سطورك ’
وتُحلق عيناك كطائر جميل فوق السحاب ..
ها أنت تذكرني بشفاه لم تقبلني بعد ,,
بحنين يلسع صدري كالرياح الجميلة ,,
بطفولة ما زالت تتبعني منذ زمن كالملاك .
ومعك أعرف إنني على الشاطئ الأخر فأدرك أن للحب طقوساً أُخرى غير
الأنتظار ,, طقوساً لم أتعرف اليها بعد ,, آه : كم أتمنى أن نكون أثنين
لأُحبك ,, كم أتمنى أن أتأملك بشغف وأُداعب كلماتك بجنون ,, كم أتمنى
أن نحيا معاً ,,, أن نموت معاً ,,,