خواطــر  

 

 

من دفاتر امرأة

 

هبة الصافي / السماوة

hiba2005sy@yahoo.com

 


ربما تكون الرسالة الأخيرة
اليوم...
والشمس الجارحة تغمر وجهي الحزين أحلم بالرحيل عنكم بعيداً .... بعيداً .... منذُ زمن وأنا أُمارس الحلم … منذُ زمن وأنا أنظر الى السماء وأطلب مزيداً من الصبر ، لكن كل الصلوات التي أنطلقت من فمي لم تصل الى الله … رُبما سجنوها في مكان ما … من ذلك الشرق الحالم بالاساطير .. والحكايا ، وسير الامبراطوريات الغاربة ..ما أغرب النهايات …؟!
حين نفترق ، ويمضي كل منا في طريقه يصبح الماضي باطلاً…يصبح الحاضر خصماً لكأنه منفى بلا سجن .
 

* * *


هل كانت كل تلك المساحات من الدم لك ؟
هل صحيح أن كل تلك الدموع اليابسة التي حملتها معي من زمن الى زمن هي لك … لا أدري ... وأنت أيضاً ، فنحن زائلان ككل وداع … ألم أُقل لك : هذا هو الحب ... عندما نبدؤه لا ندري أبداً أين سنصل فيه … وحين ننتهي منه يبدو الفراغ عبودية … وتظل ( لا أدري ) سيدة الموقف كلهُ قبل الأسباب .
 

* * *


اليوم ، قررت أن أهجر العالم الى جزيرة نائية لأن الأرض ومن عليها ضد قلبين ينبضان بفرح … هل سنمضي ؟!
نعم قررت أن نفترق ، وقلت لك سيدي ..
ودعتُكَ في تلك اللحظات التي كنت تبحث فيها عن التشابة بيني وبين من عرفت من النساء قبلي .. أنت تجهلني سيدي ، وكل ما عرفت عني مجرد كلمات :
الثورة … الحب … الموت … الشجاعة …
كلمات راشدة لكنها تستمد قوتها من تجاورها وليس من انتمائها ولأنك تجهلني فأنت لن تُدرك الأماكن التي ستبلغها صرخاتي كلها …لن تفهم ما أقول سيظل سؤالك قائماً :
لمن تكتبين ؟!
 

* * *


ما يحزنني أيها البعيد إنني ما عشقت إلاّ خطاياك لأن الأنسان لا يحب إلاّ ما يشبهه ؟!
ولكن ما يزيد الحزن حزناً على حزن :
إن كل ما عشناه مع، أنت وأنا لن يكون لنا .
لقد نزعوه من قلبينا كما ينزع جناح طائر .
بينما كُنا نسترجع في الذاكرة المتعبة هذه الجملة أو تلك مما قُلناه … بينما تسترجع أصوات الصمت الممتد لآلاف السنين من آلهة سومر … حتى يومنا أربعة آلاف عام يخترقها مجد الأبداع والحلم وأصوات ساحرات الجنائن المعلقة … نتسائل كيف أفترقنا ؟ لماذا ؟ من أجل من ؟ لا أدري ولكنني أعرف يوم أغلقت أخر صفحة من كتاب حُبنا عطرتُ شعري ، ودموعي ، وأسلمتُ وجهي للغياب … منذ ذلك اليوم لم تعد ترافقني سوى الريح …والأوراق البيضاء … وبضع قصائد مهربة … اليوم … عندما نستيقظ ولا نجد من نُحِب نبدأ التفكير بالزمن ، والايام الطويلة التي سنقضيها في التسكع على أبواب العالم …في الحنين الى ما مضى في أطلاق الآهات و أحتضان القصائد … في إنتظار الموت أن يأتي من أي مكان تذهب اليه لقد عذبني حُبُكَ سنين ، وها هو غيابك يستفزني حتى الوجع .
فلأُسرع خطاي …لأُسرع قبل أن ينهمر الثلج فينشر الصقيع ينشر الصمت على كل شيء .


 



 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com