العائلة
حوراء الانصاري / استراليا
كان لهافي بوم من الايام مجتمعها
الصغير الّّّّّّّّّّّّدي يسمى عائلة. بعد عدة ايام من فقدانها لعائلتها
في ذلك اليوم المشؤوم, كتبت في دفتر مذكراتها
((لم افكر يوما ماذا تعني كلمة (عائلة) بالنسبة الي... كانت مجرد مفردة
كاي مفردة في قاموس الحياة... حتى حين قمنا بزيارة لملجأ الأيتام , في
المدرسة و حين طلبت منا المعلمة ان نتخيل اننا نحن من يعيش في هذا
الملجأ... لم أشعر بالفرق بيني و بين الأطفال الصغار الذين رأيتهم!!!..
لا أنكر أيضا انني غبطتهم!!!
لا أعرف لم لكنني فعلت!!
أما الآن فأنا أستشعر ذلك الفرق!
لم أكن اهتم لها كثيرا, يد أبي الحانية , الدفء ,أحس ان هناك أشياء
كثيرة تنقصني, أبتسامة أمي التي كانت تستقبلني بها كل يوم بعد عودتي من
المدرسة الذي كنت اشعره حين ارتمي في حضنه, الأمان, الشعور بان هناك
شخصان في حياتك يهتمان لأمرك و يخافان عليك, و كما يقول المثل ((من
نسمة الهوا الطاير!)) و أنت بالنسبة لهما كل شيء في العالم, سعادتهما
من سعادتك و حزنهما من حزنك. اهتمامهما الزائد بك في بعض الأحيان , قد
يدفعك لتقول(( لم أعد طفلا صغيرا!)) كل هذه الأمور لم أفكر بها قبل هذا
اليوم!
اشعر الآن بان لا فرق بيني و بين اولئك الأطفال اليتامى, بل ربما وضعهم
افضل من وضعي. فهم لم يعرفوا معنى الأسرة و بالتالي لا يهتمون بها
لانهم اعتادوا على الوضع الذي يعيشون به أما أنا فقد كنت اعيش وسط أسرة
و لكنني و للأسف لم أشعر باهميتها ولا بقيمتها.... كنت أراها شيئا مجرد
شيء لا بد منه!!
صحيح أنني اعيش الآن في بيت خالي الذي لا ينفك محاولا اخراجي مما أنا
فيه و لكنه و لسوء حظي لم ينجح... هو يشعر بالذنب لأجل ذلك...
أتمنى لو كنت استطيع مساعدته!!!)))
وبعد شهر, دخل الخال صباحا الى غرفة ابنة اخته, فراى جسدها مسجى على
الأرض و بيدها علبة دواء مخدر و بجانبها ورقة صغيرة كتب عليها...
(( الصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يراها الا المرضى)) سامحني يا خالي
هدى