بذور السعادة

هبة الصافي / السماوة

hiba2005sy@yahoo.com

عجيب أمر هذه الدنيا … نقَّل أبصارك حيث تشاء بين الناس تجدهم جميعاً غير راضين … الساعي منهم وراء اللقمة يلهث للحصول عليها … يعتقد أن قمة السعادة في الحصول على المال … الساعي منهم وراء الحب يعتقد أن مال الدنيا لا يشتري حباً حقيقياً … وهو قمة السعادة …!
الساعي منهم الى العلم ولا يستطيع ذلك .. لا تريحهُ ثروتهُ أو الحب الكبير الذي يعيشه وإنما يعتقد أن العلم والشهادات العُليا هي القمة … ومن وصل من الناس الى درجات عالية من العلم وجمع قدراً كبيراً من المال يسعى الى راحة البال والجسد والعقل ويعتقد أن ذلك لا يملكه إلاّ الأنسان البسيط الرقيق الحال الذي لا تشغله إلا لقمته .
كثيرون يعتقدون أن السفرسعادة حقيقية وفيها راحة للجسم والتفكير وتغيير دائم … بينما كثيرو السفر يحسدون المستقرين لأن الأستقرار راحة …والأمثلة كثيرة كثيرة …كل غير راضِ عن وضعه ويتمنى المزيد أو المختلف لتكمل سعادته بينما في الحقيقة أن السعادة بذورها مغروسة داخل كل إنسان … تسكن قلبهُ وتعيش في زوايا نفسه …وكلما كان مقتنعاً بنصيبه من الدنيا … ساعياً الى الأفضل بهمه ونشاط وقناعه تفتحت أزهار السعادة في قلبه ونشرت عطرها تملأ حياتهِ فرحاً ورضى .
إنها دعوة محبة صادقة للأنسان كي يعطي من ذاته وجهده للحياة وللناس … وللخير وللحق والجمال .