من هي يا ترى؟!
هبة
الصافي / السماوة
hiba2005sy@yahoo.com
كُدتُ أنسى ذاك اليوم الذي تثاقلت فيهِ نفسي وأمتلأ صدري ألماً. ذاك
اليوم الذي بكيت لفراقُكِ … كُنتِ رفيقتي وسلوتي تجالسينني في وقت حزني
وغضبي، لا تملين مني و لا أملُّكِ أبداً. تسربت في دمي وعروقي كما
تتسرب رائحة البخور أروقة البيت الشعبي في حارة كئيبة.
كُنتِ وفية،حنونة. ترافقينني في سهرات لهوي و أُنسي وفي أوقات عزلتي
وأنفرادي.
تتعطرين برائحة أحببتُها كثيراً، عشقتكِ وألفتُكِ لذلك أتذكرها جيداً
إنها تملأ رئتاي الأن … كلما أحسستها تبعتُها لأرى لعلني التقي بكِ
ثانيةً ربما تكون دليلي اليكِ.
كأنني أتلمسُكِ الأن رشيقة، رقيقة.
لكنكِ قاسية المعشر ملتهبة الأوصال.تحترقين كل ليلة لتحرقي لي جسدي
فترحلين كأنما الدخان يبتلعُكِ.
كلما أختفيتِ عن ناظري تجدد الشوق وكثرت الشكوى ليكون اللقاء من جديد.
حاولت أن أنسى حلاوتك وطيبُكِ السحري لكنني أتذكرك دوماً في كل رفيقةٍ
لكِ أُشاهدها، أتلفت لأراكِ.
لأرى شبيهاتُكِ ألاّ يقولون (( يخلق من الشبه أربعين )) فأنا أبحث عن
(( التسعة والثلاثين )) الباقيات.
كثيرون من نصحوني أن لا أُرجِعْ علاقتي بكِ.
فأنكِ مشوهة السمعة يشاهدونكِ برفقة غيري بنفس الرشاقة والرقَّة
والرائحة (( التي عشقتُكِ لأجلها )) وحتى ثيابُكِ البيضاء نفسها،
كثيرون أكدوا بأنكِ تُجالسين غيري في حزنهم وفرحهم كما كنت لي …… لا
تقولي إنها شائعات فهي في أفواه الثُقاة.
هل عرفتم من هي إنها السيكَارة يا أخوتي المدخنين.