|
خواطــر
الاقارب
حوراء الانصاري / استراليا
أذكر حين كنت طفلة صغيرة في السابعة , كنت أسأل أبي كثيرا أليس لي اعمام أو أخوال أو حتى أقارب؟! كان أبي ينظر الي مطولا قبل أن يقول يوجد لكنهم بعيدون. و أعود ببراءة و أسأل لم ليسوا معنا؟! و ينظر الي طويلا مرة اخرى و يجيب ظروف ستعرفينها لاحقا! حين أصبحت في الثانية عشر اكتشف ابي انني مائلة للقراءة فأحضر لي عشرات القصص القصيرة و الروايات و من اولها قصص الشهيدة بنت الهدى. كنت اقراها سريعا و اطلب المزيد! أول كتاب سياسي قراءته كان "شبيه صدام" لميخائيل رمضان. كتاب أرقني ليال عديدة! كنت اتساءل هل ما اقراءه حقيقة أم هي رواية أخرى؟!! و عرفت تلك الظروف التي قيل لي عنها!! كان والديّ يحدثاننا انا و اخويّ كثيرا عن العراق و عن اشجار النخيل و الفرات و دجلة و كنا نجلس صامتين مأخوذين بما نسمع و نتخيل و كان يقال لنا عن جنة الدنيا! حين سقد النظام البائد و تحرر العراق قرر والديّ الذهاب الى العراق! لا انكر انني كنت خائفة فالعراق بالنسبة الي شيئا مجهولا و بالتالي مخيفا! حين وصلنا مطار بغداد الدولي شعرت بان الهواء ملوث و رائحته مليئة بدماء ملايين العراقيين الأبرياء الذين راحو ضحية نتيجة جنون شخص كان الناس يدعونه "سيدي الرئيس!!" لكنني و للاسف لم أر اشجار النخيل الطويلة و المثمرة و لا رأيت فرات و دجلة!! بل رأيت اشجارا اسموها لي نخيلا و فرات و دجلة نصف جافيين!! شعرت بالحزن على نفسي لاني لم ار العراق كما كان بل بعد ان دمره الطاغية! و شعرت بالاسى على العراقيين الذين عاشوا عشرات السنين في خوف و رعب و ها هم يأخذون كل حريتهم و للاسف لا يحسن بعضهم استخدامها جيدا! و حزنت على بلد كان في يوم ما جنة الدنيا و حزنت على اشياء كثيرة يحتاج وصفها لمئات الأوراق!! الشيء الوحيد الذي فرحت لاجله هو الأقارب!! الكثير منهم!! و تذكرت ما كنت اقوله حين كنت طفلة و ضحكت على نفسي كثيرا فلكثرة الأقارب لا اعرف صلة قرابتهم بي لحد الآن!!!
|
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |