خواطــر  

خاطرة فيها

 

حوراء الانصاري / استراليا

 

وقفت تتأملها. تمسح بيدها على شعرها الاسود الطويل الذي يلمع تحت ضوء الشمعة الخافت, تنقل نظراتها بين تفاصيل وجهها, تشرد عند كل جزء من حناياه, عيناها السوداوتان اللتان تبرقان املا و حياة و نورا, و جنتاها التان يزهر فيهما الورد الاحمر الجوري, شفتاها اللتان يخرج منهما اللؤلؤ و المرجان... ساد صمت قاتل بينهما, ضمتها الى صدرها... تنهدت الصعداء, اطمانت عليها, ثم وضعتها تحت وسادتها بعيدة عن كل صور صديقاتها الباقيات, آملة ان تلقاها في هذه الليلة عبر احلامها و تخيلاتها, راجية المولى ان تكون بأتم الصحة و العافية....
اطفأ الهواء المار من بين ردفتي نافذتها شمعتها الآيلة الى الزوال, فملأ الظلام غرفتها الصغيرة, امسكت الغطاء ووضعته على جسدها ثم وضعت يدها تحت الوسادة, اغمضت عيناها..... و بعد دقائق قليلات ابتسمت .. فسكن كل شيء حولها, احقأ ما تراه, طيفها الابيض البراق يبتسم لها و يمر من امامها... بادرت هي الكلام فقالت:
بدقات القلوب و تواصل الروح القاك
لا اظن نفسي يوما قادرة على هجراك
و انت بعيدة عني اتحرق شوقا لرؤياك
و انت قريبة مني اتألم خشية فرقاك
باسم الصداقة وعدا مني لن انساك
ابتسمت .... و سكن كل شيء...



 

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com