كَتَبَتْ له أنت حر ..
فانتحر
فاطمة الحجاج / السعودية
alhawzawya@hotmail.com
ليل معتم غاب عن سماه القمر ..
صوت رياح خفيفة تتلاعب
بأوراق الأشجار فتقضِ مضجعها وهجعتها ..
هكذا العتمة ؛؛ دائماً ما تكون مصدر قلق وخوف مُبهم ..
جلس بمحاذاتها يكاد يُقبّل أطراف أناملها ؛؛ يرجوها ألاّ تتركه في
أحضان الليل البارد .. وحيداً .. فريداً ..
نهضت وكأن في أذنيها وقراً وخلّفته وراءها تمشي بكبرياء ؛؛ وابتسامة
ساخرة ترتسم على شفتيها ..
هتف وهو ينظر في آثار قدميها التي خطّتها على رمال الشاطئ : أرجوكِ لا
ترحلي ؛؛ فجسدي المرتعش يتوسل طالباً دفئكِ ..
قلبي ينبض بعنف خوفاً من مجهول قادم يبعثره ويحطم بقاياه ..
سيدتي إن هدفاً ما ينتظرنا فلا تُعقلّين جنوناً كان يسكننا ..
لا أريد أن تكوني ذكرى تدق ناقوس النسيان حينما تُقرع أجراس الرحيل ..
أرجوكِ ..
- مضت ولم تلتفت ؛؛ ..
تلفت يمينا وشمالاً وكأنه يبحث عن شيء ..
فألتقط ورقة من أشجار الخريف الصفراء .. اليابسة .. التي تناثرت على
مساحاتهما وكتب فيها "حسناً اخبريني ماذا افعل إن لم تعودي"؟
رمى الورقة على باب دارها ؛؛..
ضحكت مليّاً حينما قرأتها وقلبتها وكتبت في صدرها"أنت حر" ..
في اليوم التالي سَمِعت انه انتحر !
ذُهِلَت وتعجبت ..
حينها استرعى انتباهها ورقة الخريف الصفراء ؛؛ التقطتها ..
ضربت على جبينها مندهشة فلقد كتبت في الورقة "انتحر" لا "أنت حر"