كلمات في غرفة الإنعاش
فاطمة الحجاج / السعودية
alhawzawya@hotmail.com
كلماتي ولدت للتو من رحم القلم معلنة
بذلك صرخة ترددت أصدائها بعنف
زلزلت الأركان والقواعد ..
احتضنت تلك الكلمات بلهفة ولكن راعني وهالني الأمر !!
فلقد كانت كلماتي سوداء ..
مخنوقة ..
تتنفس بصعوبة ..
رائحتها اشبه برائحة الموت ..
كنهها يوحي بغلالة من اليأس ..
ولدت تلك الكلمات وقد لُقمت حجرا ..
وأُجبرت على بلع شفرة حادة كي تُجرح وتُدمى وتخرس ..
حُملت تلك الكلمات إلى غرفة الإنعاش ..
قلبي مضطرب لأجلها ..
ونفسي وجلة لحالتها ..
فجأة أتاني خبر لوي لساني عن الحديث ..
قيل لي كلماتكِ يا سيدتي ستعيش مشوهه .. خرساء .. مُعاقة ..
نطقت بمرارة قائلة : نعم لا أمانع لأن مدادها من رحم قلمي ..
وأفكارها من مشيمة ذاكرتي ..
أي أنها من ذاتي ..
خرجت كلماتي من غرفة الإنعاش فاحتضنتها بعنف وبكت عليها سطوري ..
وحينما لمستها ..
تكسرت ..
وتهشمت ..
وذابت ..
ثم تلاشت ..
خيرا لها لو بقيت في غرفة الإنعاش من أن تخرج للحياة ..
هكذا دائما كلمات الحق تولد يتيمة وتعيش يتيمة بل وتموت يتيمة كذلك ..
لذا فقد قررت عندما يتمخض قلمي معلنا ولادة كلمات جديدة سأودعها فورا
في غرفة الإنعاش ..