هل زارك إحساسي هذا
المســـاء؟
فاطمة الحجاج / السعودية
alhawzawya@hotmail.com
اشتاق إليك ..
لكنك بعيداً عني ..
فأزورك بإحساسي علّه يقرب المساحات الفارغة بيننا ..
أقف أمام البحر ليلاً وأتأمل ..
أبحث عنك بين طيات الموج نعم وأعترف ,, ابحث عنك أنت ..!
ولكنيّ لا أرغب في لقيآك ..
فذلك يعذبني ..
يتعبني ..
يهلكني ..
يجعلني أسيرة لألف فكرة ؛؛ وألف شبح شطياني يراود بقايا أشلاء الماضي
المُعتم ..
يُقال ان البحر يبتلع الهموم ويمزقها في أحشاءه ؛؛ ولكني عندما أقف
أمامه أراه يتقيأ همومي ويرميها بعنف على وجهي ..
تتناثر فتكسرها صخور الشاطئ بقسوة ..
وتتقاذفها رياح الشتاء بلا مبالاة ..
لتقصفها مرارة الذكريات ..
فأعاود البحث عنك من جديد ..
ابحث عنك بدون عِلم عقلي !! فقط بأوامرٍ من قلبي !
فعقلي يرفض ذلك..
وقلبي يصّر على تعذيبي .. ويذعن بالاستسلام لمشاعري المجنونة ..
غائب أنت .. وأنت لا زلت تراود عالمي ..
رحلت عن دنياي .. ومع ذلك تزعم بأنك لا تزال تحبني !
لا زلت تتنفس هواي ..
لا زلت تتغنى باسمي ..
ولا زلت تنام على همس نبراتي ..
لازلت تحتفظ في جعبة ذكرياتك بأحلامنا الصغيرة..و أسرارنا البريئة..
ثم تقتحم عليّ بخيالك في منامي ..
فتتعثر بأوراق الخريف الصفراء .. اليابسة .. الباردة .. التي انبعثت
منها رائحة الموت ..
أرجوك إن كنت تحبني حقاً فكف عن زيارة أحلامي ..
وابتعد ....
فلقد انهارت صروحي التي شيدتها بأحلام زائفة ..
دعني احتفي بطقوس الحزن .. وتراتيل العزاء الحزينة .. وحدي ..
دعني ازرع الشمع حول قبري ..
وانثر الورد في طريق رحيلي ..
وحينما انزلق في سراديب القدر لا تنقذني ..
لا تقترب مني ..
لا تمسح الغبار عن قبري ..
لا أريد أن أشعر بحرارة أصابعك وأنا في الرمس ..
فتيار مشاعرك سيلتقي بتيار مشاعري ..
وقتها بالذات سأُصاب بصدمة عنيفة ..
سأرتعش وسيتزلزل ضريحي الذي ستنسفه أنت بحرارتك ..
ومع كل هذا ... أسألك هل أحسست بي ..!؟
وهل زارك إحساسي هذا المساء؟؟!!!