الصمت في حرم الجمال جمال

فاطمة الحجاج / السعودية

alhawzawya@hotmail.com

‏حبيبتي الغالية ..
لا استطيع نسيان ذلك اليوم الذي قُلتُ لكِ فيه إنني لست بملاك كي لا تشدني روعة وجمال الحور العين ..
حينها قُلتِ بهمس أذاب وأصهر الجليد : ولستُ أنا من الحور العين كي لا تشدني وسامة الملائكة ..
أتذكر ذلك جيدا ..
ففيه ولدت من جديد ..
وفيه استلمت من قلبكِ شهادة ميلادي ..
حينها أعطيتكِ صكّا لجميع أملاكي في بنوك المشاعر الصادقة ..
وكتبت باسمكِ كل مُدني ..
وسجلت لكِ كل موانئ عشقي وأشرعة هيامي ..
بل ووقعت على بياض بتسليمكِ نفسي ..
ونعتت نفسي بمجنون الحور العين ..
وألّفت رواية حالمة أسميتها : حينما عشقت الملائكة الحور العِين !!
أتعرفين أن التفكير فيكِ له متعة خاصة ..
ومذاق من العشق الرائع ..
استميحكِ العذر أولا من جنون كلماتي فقد لا تتناسب مع قدسيتكِ عندي ..
فما أكنّه لكِ مشاعر لا تُنقش على السطور ..
وأحاسيس لا تسطره الكلمات ..
فهي حروف بلا أبجدية ..
وأبجدية بلا قاموس ..
اشتقت إليكِ كثيرا ..
وتفاقم حلمي حتى كاد يصل إلى شغاف السماء ..
يعانق السحاب من فرط الشوق للقاء ..
صرت أحلم لو تحتضننا سحابة بيضاء شفافة كقلبكِ ..
طاهرة كروحكِ العبقة ..
نبقى صامتين تحتضننا نظرات الأعين الوالهة ونبضات الأفئدة المشتاقة ..
أحلم لو نبقى لوحدينا في كل هذا العالم وفقط !
فللسماء نبقى ..
وعلى النجوم نعيش..
وخلف أستار الغيوم نمارس حياة خيالية ..
نغرف من بحر النور ..
وانهل من عينيك كل معاني السحر والجمال والشفافية والخيال ..
فعالمنا الخاص لا يعرف سوى لغة الورود الملونة ..
وقاموس السعادة اللا متناهية ..
والأضلع المشتاقة لمعانقة حلم جميل انتظرناه سوية وتحقق ..
ودموع من الفرح تنساب كقطرات ندى على سفوح أوراق الزهور المخملية ..
أخيلكِ الآن قربي ترمين بخصيلات شعركِ الغجري الأسود على كتفي ..
التي أغار كثيرا حينما يداعبها الهواء كي يشاكسني ويحرك فيّ مكامن الغيرة المجنونة ..
أغار كثيرا حينا يلفح النسيم صفحة وجنتيكِ الوردية ..
ألحظ طيف ابتسامة رائعة .. خجولة ..
فأذوب فيها وفي سحر عينيكِ اللاتي يبرقان ببريق يكاد يخطف ضوء القمر ..
رغما عني ابتسم ..
وتهرب مني الكلمات ..
وتضيع العبارات ..
ويبقى بوح الهمسات ..
فأبقى استمتع بذلك الجمال واصمت ..

لأنني لازلت يا مالكتي أؤمن بأن الصمت في حرم الجمال جمال !