خواطــر  

سقيتك وغذيتك الحنان الى الوطن

 

 المهندسه ليلى البحراني / لندن

layla_jaber@yahoo.co.uk

ابنتي السمراء

جمعت حروف اسمك من احرف الزهراء فاطمه

عندها لملت عودي وعزفت على اوتار قيثارة الزمن

انشودة الحرمان

فقد ولدت محرومة الوطن. ابصرت النور حينها

في سماء ليست سماءك ,,,,وارض لم تكن ارض اجدادك وطنا" ونسبا"

ابصرت النور ابنتي  .... قبّلتك كثيرا"... شكرت الله لامومتك

غصت في اعماق بحار عينيك.... رسمت الرفض والنزاع والمعاناة

ابحرت كثيرا" في كهوف العيون السوداء فيك..... صورت الجراحات كلّها

تهت في هالات الحزن تسبح على فتات تراب الوطن الضائع ومن حوله الجائعون والحاقد ون ينهشون التراب .... ينخرون العظام .... يصوّرون للعراق خارطة اخرى .

اوقفني الصوت المكبوت يطالبني بتحديد الأنتساب وهوية  البلد والأنتماء.

ياأمي ... لماذا لم الد في تربة بلادي .. واين بلاد اجدادي مني

بين لحضات الفرحه المفعمه بالامومه اربكني السؤال والصور في العيون التائه

كيف ازيل هذه الاشباح في هاجس عيونك وانت وليدة اللحضة الاولى ...

صراخات الاسى .. بكاؤك ياابنتي...ليب يهيج جراحات الاسى في اعماقي...حينها اقسمت...

 

سقيتك وعذيتك الحنان الى الوطن ..واراك تكبرين بدمعة الشوق ...غرست في اعماقك معنى الجياع

وها انا اراك تجمعين  ما حصدتيه لتشبعي طفلا ممزقا" في العراق ... غذّيتك الاحساس ...

فأحسست بد فئ الدمعة من مقلتيك كلّما ذكر اسم العراق امامك... علّمتك معاني الرفض ...

وزرعت في احسساسك كيف تكون المواجهه ... وانت لم تفهمي بعد... بين براءة الطفوله الناعمه صّورت لك كيف يكون المجرمون ... كيف ينتزعون من قلبك الحب ليموت ماعندك من شئ ...

ولتكوني حجرا" اصم..انميت عود ك بلبن الايمان وانت تكبرين ..اسمعتك كثيرا ماهي اركان الدين

 

في زمن التاريخ ....

رفض الوجود بعدك ان يضيف رقما" لأمومتي ...

فبقيت في شغاف القلب واحدة..................

وبقيت في خلق الوجود عندي واحدة ........

وبقيت لتعداد الاناث واحدة....................

 

حبك يابنتي دم يسري في عروقي ... فأنت التي طالما احببت.....وانت النور الذي ارى ......

وانت المحبة كلها ..... وانت عبير القلب والعطر الذي اشم .........

وانت الصغيرة والكبيرة في امومتي .... فلا اخرى بعدك .... ولا صغيرة من قبلك ......

فلأجلك انت صلّيت ... ولأجلك انت تضرعت .... ولأجلك سجد الكون وصلّى ... ولأجلك صلّت ملائكة  السماء

لتحكي لك قصة حبي ... وقصة الورد ........... ففي كل ورده كتب عليها ...

بورك يومك يابنتي ...وابنة الزهراء .......

في هذا اليوم وانت ينمو عودك ...وانت تنيرين حياتك بشمعة التكليف ...

وترسمبن الحدود بين الطفولة والتكليف الشرعي ,,

دعوت الله كثيرا ..وتمنيت ان ارى ثمار ماغرست فيك من ايمان واطاعه ....

وحب ... وتقبل... ورفض...

فلطالما احببتك وانت تبصرين النور... ولطالما غذيتك الحنان...وزرعت في قلبك الايمان ...

وعلمتك الاطاعه لله وللوالدين ..

وزرعت في اعماقك العزّه ... وادخلت القوّة والرفض في قلبك...ونزعت من اعماقك الهزيمه

 

وفي حب العراق ...انبت في احلامك الشوق الى  بغداد...

فلاجله  شجعتك ان تتعلمي من علوم القانون افضله ....

لتستردي من السراق كنوزه...

ياابنتي ...

لعلك لم تدركي الكلمات بعد...فأنت لازلت رغم الواجب الشرعي الطفله المدلّله في عيوني ...

طفلة في اعماقك ... عروق ودماء ... طفلة في تصرفك ... تعبير واحساس.

الطفولة لازالت تسري في دماءك ....لكنه العرف ... وانه الواجب الشرعي يبجعلك تكبرين .

بعدها سأحتفظ بالكلمات ... فجريات السنين يجعلك تفهمين ... مامعنى الحياة ؟؟؟؟؟

وكيف تكافئين بين الاخذ والعطاء  ... ومتى ترفضين بأعلى  صوتك شبح .. الظالمين...

لتعود البسمه على وجوه الضائعين ,,

ويكون يوم التكليف للاجيال القادمه ..يوم التغيير في ارض العراق الحر,,

فيسحق يوم الظالمين ..والطامعين .. والحا قدين الى الابد ,,,,...

 

                  

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com