حواري مع بغداد
الاء الموسوي
ala-ahmosawi@maktoob
سلامي
لكِ يا حبيبتي هل تتذكرينني ام نسيتينني ؟ هل ما زال عبقك
ينتشر وماء وردك ينهمر ؟ هل ستلاقيني بحضنكِ ؟ وتمسحين دمعتي ؟
وتفبلين وجنتي ؟ لقد كنتِ الملكة في ذهني والحبيبة في قلبي .
كان ذلك قولي لها وكان سؤالي ........ هل ستجيبني ؟ فما ان
وضعت رأسي على وسادتي إلا ووجدتها تناديني بإسمي وتقول لي :
لقد سمعت ندائكِ منذ زمن بعيد وشعرت بحنينكِ حين تشتاقين
وتبكين ولكن ما اظنك ستسعدين عندما لرؤيتي تأتين ..
فقلت لها ما بالكِ يا ملكة روحي وما تقولي ؟ فإن هذا ليس لغزاً
حلهُ في كلامكِ يوحي .
فقالت ان رأيتِ عيني ستجدي بها الدمع والألم على فراق من يريد
مساعدتي ويَنَم .
فقلت ستحضنيني . فقالت سامسح دم جرح صدري فيكِ .
قلت ستنادينني . فقالت ناديت كثيراً على من قبلك ولم اجدهم إلا
هاربين متناسينني .
فقلت ستسلمي عليَّ . فقالت لن تسمعي صوتي فإنني أرى كل يوم ما
يسكتني .
تعجبت لذلك وذهلت فقلت : لم أرى ولم اسمع من كلامكِ إلا الأسى
فهل ترحميني بإعلامي عن سبب بكائكِ ؟ فقالت : كل يوم أرى
ابنائي يسقطون امامي وارى الزهور تدعس بإندثار وإن هوائي
لوَّنه الشر بلون الرصاص والإنفجار .
وان انهاري كلما ابحث عنها ارى فراتين يكادا ان يجفا من كِثرة
البكاء.
حتى نَفَسي يكاد ان ينقطع لكن ربي يمهلني ويصبرني ويعدني بنصرٍ
وبحياة ، وان اجد احبائي وابنائي يسيرون مهنئِ انفسهم بصبرهم .
فقلت لها : ما اظن نفسي قد اشفى من مرضٍ زدتي عليهِ طعناً
بسكينك . وتمنيت بأن تواسيني وتصبريني على فراقكِ فهل تريدين
قتلي بكائكِ ؟ قالت : لا تبكين ولا تنحنين فإن علوي يكون حين
ترجعين والله قادر على ان يزينني بتحملي واملي ان ينصرني . فهل
ستعاونينني ؟ قلت : لقد اعدتِ لي قوتي وإني إليكِ يا مدينتي
اسير واتمنى قربكِ وعهد علي بأني سأنصركِ .
فلمحت بسمتها واستيقضت .. استيقضت من نومي ، فحل عليَّ سؤالٌ
آخر يدور في ذهني ويراودني ..
هل كان ذلك حلم ؟؟؟؟
اي هل ارض بلادي تشتاق ام تبكي ام تُظلم ام تصبر ؟
ولكن عزائي هو ان الحلم اصبح اليوم حقيقة .
ورجائي ان نكون يداً واحدة امام كل من يجرح امي ومن ينزل
دمعتها والله على ذلك المستعان .