خواطــر

أنا رجل يخشى النساء .. وأنت مرآته الكبرى

مهند صلاحات

كاتب فلسطيني مقيم بالأردن

salahatm@hotmail.com

منذ اللحظة الأولى التي عرفتك فيها، أدركت أن امرأة غير عادية دخلت حياتي لتمسح من ذاكرتي تاريخاً كاملاً من النساء ...

أنت امرأة رمانية فعلاً، تحتوي التاريخ ... وتكتب المستقبل.

وأنا رجل يخشى أن يُفتَضحَ تاريخه مع النساء، أو ربما يخشى الخوض في بحر النساء.

في كل اقتراب منك أدرك أن خطاي اللواتي تحملاني إليك ... يسرن بي إلى حتفي الأكيد.

وأنا رجل مغامر مجنون، قرر أن يخوض التجربة المجنونة إلى حتفه على يديك دون أي التفات للخلف قد تشجعه على التراجع مسافة متر واحد عن المضي نحوك.

أنت ... اسم يتكرر دوماً في صفحاتي المكتوبة فيسألني البعض من تكون ؟

وأنا لا أملك خيارات للإجابة ... فقد كانت الإجابة هي الخيار الوحيد حول أنثى كانت الخيار الوحيد فقل لهم : حبيبتي.

 أنت امرأة تفضحني حين يراها الناس في نصوصي وكلماتي ...

تعريني من الألوان والاستعارات الأدبية واللغوية والمجاملات الاجتماعية وتجعلني منفرداً بالذات.

يا امرأة صارت فضيحة مرحلتي ... هل جربت من قبل أن تكوني فضيحة الأقلام في النص لكاتب يخشى الخوض في بحر النساء إلا في الكلمات ؟؟

وهل سبق أن كنتِ إلهام وفكرة وكلمات المقال والقصيدة لكاتب مجنون من الشرق ؟

بالرغم من أنك اليوم اسماً تتكرر في سمائي الزرقاء اليومية ... إلا أنك فضيحتي والاستثناء.

 أنت فضيحتي الكبرى ... وأنت الأنثى التي دعتني لأن أخرج عن نطاق شرقيتي فأحدث كل الناس عنك واكسر قواعد العرف والعادة وما اعتادت عليه العرب.

وأنا رجل قرر أن يقدم اعتذاراً رسمياً لدى وزارة النساء الشرقية عما اقترفته بتاريخ الشرق الحزين، وبأني خرجت عن كل قواعد الأولين، وقررت أن تكوني أول النساء، وأول الأسماء، وأول الأِشياء، حتى وإن أغضب قراري هذا سادتنا الأولياء.

 أنت امرأة جعلتني أتذوق وبأني أتذوق الحب فيك ... ولا أتذكر أني قرأت ذات يوم نصاً لشاعرٍ قال فيه أن للحب طعم...

وأنا أسكن الحب معك... بالرغم أن القانون لم ينظم في قانون المستأجرين والمؤجرين ما ينظم طبيعة المساكن التي ترتبط بالحب لا بعقد الإيجار لذلك (فنحن الاثنان خالفنا القانون) ... بل كنا خارجين عنه بكل ما فينا من جنون مطلق منحنا إياه هذا الضيف الجديد الذي حل علينا، فبحثنا معاً عن مفردة نسميه فيها فلم نجد سوى فداء متبادل ... لم نجد سوى ما استخدمه من سبقنا فيه ... فكررنا ... ثم قررنا أن نكون تقليدين فقط بالتسمية ... وما سوى التسمية من طقوس اخترعناها و مارسناها حتى غدت ميزة أكثر مما هي حالة.

 وما زلت تسألين ما هو الحب ؟

الحب يا صديقة حالة مثل الإيمان نمارسها لحظة دون أن نفكر متى إعتنقناها، هي لحظة مطلقة لا نفكر حتى في تفاصيلها ولا في العودة عنها، وتضيع في خضمها كل مفردات الشك.

أعرف أن هذه الكلمات ربما ستسجل ضدي ذات يوم لكن حتى يأت هذا اليوم أقول لك : أني وبالرغم من أنك كنتِ فضيحتي الكبرى أراك أفقاً فوق المعتاد.

 أنت أنثى يترك غيابها أثراً للوجع في حياتي ... وبذات الوقت تترك لي في حياتي رؤيا لم تكن من قبل تجاه أخرى حتى وصلت الرؤيا لأن أرى أطفالاً لنا يلعبون ويكبرون في حارتنا... في ذات المكان الذي مارست فيه طفولتي بعفوية وطفولة وأنك بعمرك المتبقي ستشاركينني كيف نقضيه معاً .. نكبر يوما تلو اليوم نراقب فيه أطفالاً لنا يكبرون... ونراقب فيه الشيب يغزو رؤوسنا حتى تقولين لي كبرت يا حبيبي وصرت عجوز.

 نضحك معاً في ظلال شجرة هرمت وتدلت أغصانها ... كانت من قبل حين زرعناها فتية يانعة خضراء .

 حتى الأحجار التي لا تكبر كما البشر والشجر نلاحظ التغيير في ملامحها عبر مرور الزمن الذي أوصلنا لان نكون عاشقين في نهايات العمر.

 فضيحتي أنت حين تكونين الكلمة الوحيدة والأسماء التي تتعلق في كل خطة قلم أخطها لك ولغيرك من إناث لم ولن يكن بيوم بمستواك.

 ربما أكتب للقهوة ... أو جريدة يومية تكذب مثل الأخريات ... وربما لفلسطين الأنثى ... وربما لعين الماء ... وربما أكتب عن جارتنا وصوتها المزعج كل صباح والتي تفكر الولايات المتحدة في استغلال موهبتها في "الردح" اليومي لتصبح إذاعة رسمية لتحسين صورة الولايات المتحدة أمام العالم ... وربما أكتب عن الدكتورة فيروز واعرف أنك تغارين من أقلامي...

لكن مشكلتك الكبرى أنك فضيحة رجل يترجم مشاعره على الورق ويقرأها كل الناس ولست معشوقة شاعرٍ يكتبُ عن الحب على الورق.

 أعرف حجم اللحظات التي جمعتنا معاً والتي تعني لي كل حياتي ... واعرف أنه بإمكاني أن أقول لك : أني كنت احبك قبل أن أعرفك ... ولكن ما يهمني الآن أني أعرفك تماماً، وأني أيضا أحبك تماماً.

 أشعر بهذه اللحظة بضيق اللغة عن إيراد المعاني التي أود أن أقولها لك، بتقصير اللغة عن إنجاب المفردات التي أريد أن أقولها لك، ولعلك تعتبرين هذه صفة من صفاتي حين كنت أقول لك : إني لا زلت ابحث عن مفردة حب تكون بحجم هذا الحب والحنين إليك ... وكنت دوماً تسألين : هل وجدتها ؟؟

 لذلك أيتها الأنثى التي وصلت للناس جميعاً تصاوريها ... وعرفها الجميع عبر وصفي لها... أعترف أني اقترفت الحب بكامل أهليتي ووعي وإرادتي مصحوباً بسبق الإصرار والترصد بأن تكوني الأنثى الوحيدة التي اجتازت كل النساء في داخلي .. ومحت الماضي الطفو لي من تجاربي مع النساء لتستوطنني وتضع عرشها فوق كل شيء ... واعرف أن القانون سيحاكمني بجرم تملك أنثى بطريقة غير شرعية ... إلا أني كنت دائماً أحب اللاشرعية في كل شيء وتجلى ذلك فيك .

 فقررت أني سأبقى أحبك حتى يمر العمر ونشيخ به معاً .

 

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com