إمراءة مشكوك بأمرها

هبة الصافي

لقد حانَ الوقت لأقولَ كُلَّ شيء.......

وتقولي أنتِ كُلَّ شيء.............

فلا أحد يُرغِمُكِ على الإدلاءِ باعترافاتٍ كاذبةٍ..

ولا أحد يريد منكِ أن تفتعلي الحب..

لستِ مُضطرة لإستعارة العواطف والأشواق..

ولستِ مُضطرة للتبرع بنصف فمُكِ..

فلا الشفاهُ قابلةٌ للقسمة..

ولا الأشواقُ قابلةٌ للقسمة..

ولا الأنوثةُ قابلةٌ للقسمة..

هذا أريدهُ منكِ..

قولي شيئاً بينيَّ لي موقفُكِ سلبياً كانَ أو أيجابي..

ولا تخاطبيني وأنتِ مُضطجعةً على سريرُكِ الملكي..

وأمنحيني آخر أهتماماتُكِ..

خذي الوقت الذي يستغرقهُ البحر ليتكون..

خذي الوقت الذي تستغرقهُ الدمعة لتكون كتابَ حبٍ وأشواقٍ وجنون..

خذي الأزمنة التي ذهبتْ والأزمنة التي سوف تأتي..

فالمسافة بعيدةً وبعيدة بينَ آخر الجسد وأول الكتابة..

وأنا لستُ مستعجلاً عليكِ أو على أعترافاتُكِ وفصول الكآبة..

خذي وقتُكِ أيتها الهوائيةُ الأطوار..

يا إمراءةُ التحولاتِ والطقس الذي لا يعرف الأستقرار..

يا إمراءةٌ صنعت هيبتُها من عنفِ الأعصار..

يا إمراءةً أقتنت بنفسِها لنفسِها الأقدار..

أيتُها المستقرَّة كُلَّ حينٍ بينَ قُطبَ روحي وخطوط قلبي الأستوائية..

بين أنفجارات صوتي ورماد كلماتي اليومية..

خذي الوقت الذي تشائين ..

وفكري بما تشائين..

وكيفما تشائين..

أيتُها الأميرة التي تصطنعُ الهدوء رغم عواصفُها البحرية..

فـأنا لا أُريدُكِ أن ترتجلي العواطف ..

ولا أرغب أن تشتري من أجلي أشواقاً وردية..

خذي الوقت لتبيني لي أين تريدين بمرساتُكِ..

فأنا لا أطلب منكِ أن تحرقي سفُنُكِ..

والبحارةُ الأذكياء يعرفون أن السفن الذكية لا تستعجل الوصول..

وأن السواحل هي شيخوخة المراكب..

وأن المرساة تتحدث عن المركب وتقول:

خذي الوقت الكافي يا عسلية العينين..

فأنا لا أُطالبُكِ أن تركبي معي فرس الجنون..

فالجنون هو موهبتي وموهبة الفُقراءِ وموهبةُ الكُتابِ والشعراء..

والعيون الجميلة غير قابلة للأغتصاب مثلما هي الكلمات الجميلة ترفض الأغتصاب..

وأنتِ أميرةٌ تقلدَّتْ تاج الملكات وتاج الكلمات..

أنتِ إمراءةَ العقلِ الذي يحسبُ حساباً لكلَّ شيء..

وأنا رجل الكلمات الذي لا يُقيمُ حساباً لكلَّ الأشياء..

لكنكِ تبقين المرأءة المشكوك بأمرِها..