خواطــر  

الوحي المتكلم

هبة الصافي

وجلستُ وحيدةً ..منتظرةً طيفُكَ وإذا بهِ يهمسُ لي :

لماذا هنا أنتِ وحيدة.

وما الذي أستطيع أن أفعلهُ من أجلُكِ..

أيتها المرأءة الحنون التي بيني وبينها أسرار غير قابلة للنشر..

قولي: تكلمي فأنا أفهم جيداً خلفيات حزنُكِ..

لكني لا أستطيع أن أمنع أي انقلاب تُنفذيه على ذاتُكِ..

لكني أستطيع أن أجد الحل لتعَبُكِ..

أنا أعرفُ وتعرفين أن التاريخ يُعيدُ نفسه..

لكنَّ حبُكِ يا سيدتي أبى أن لا يُعيدَ نفسه..

قلتُ لهُ: من أنتَ ؟ ماذا تُريد؟

قالَ:أواه هل نسيتيني..أوَ ينسى الإنسانَ نفسه..

أنا طيفُكِ..أنا لسانُكِ المتكلم..أنا وحيُكِ..

قلتُ:أوَ صارَ الوحيُ يُكلِمُ كُلَّ إنسان !!

قال: أنتِ من جعلتِ الكلام يتزاحمُ فيَّ..

وجعلتيني أنطقُ بحبُكِ وأشرحُ كلَّ هذا إليكِ..

كنتُ أقول كلَّ هذا يومَ كنتِ في العشرونَ من ربيعُكِ..

يومَ كانت الشمسُ لا تغيب عن مملكتُكِ..

ونوارسُكِ تفترشُ سواحل بحرُكِ..

وجسدُكِ الياسمينيّ يأمرُ وينهى ويقول للأشياء كوني أو لا تكوني..

قولي..كيف أستطيع مساعدتُكِ..

وأنتِ نفسُكِ ترفضين أن تساعدي نفسُكِ..

ولم تحفظي خطَّ تراجعُكِ..

لماذا هذا الأختيار..

لماذا إلى البداية عاودتْ خطواتُكِ..

لماذا أخترتِ الأنهيار..

وسحقتِ بألم كلما كان وصار..

لماذا أعدمتِ كلما في الروح..

ولماذا قطفتِ بوحشيةٍ كلَّ الأزهار..

وأغلقتِ بوجهي كلَّ الأبواب..

وسحقتِ كلما بينكم من مفهوم الحُريات..

أوَ هذا ما أختارت الأقدار..

ومنذُ متى تستسلمين للأقدار..

هل تتذكرين ما قُلتي..

وما خططتي مع فارسُكِ المغوار..

الذي كان ..والذي أرغمتيه على شرب كأس الهزيمة..

ما الذي أستطيع أن أفعلهُ لأُخفف عنكِ آثار الجريمة..

ما الذي أفعلهُ لأُنقذكِ أيتها السلطانة التي ذبحت سلطانها..

ما الذي أستطيع أن أفعلهُ يا أميرتي..

لأُعيدُكِ إلى (فارسُكِ المُنهك)وأيامهُ الضائعة..

قولي..فأنا وحيٌ تهتُ وتاهتْ أفكاري الجائعة..

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com