سطور مؤلمة

هبة الصافي

والتقينا…

و التقينااااااااااا بعد ربعِ قرنٍ قد شدَّ رحاله ومضى..

في حافلةٍ كنتُ أركبها لتنقلني هي قد ركبت ..

وسألتها عندما وقعتْ عينايَ على وجهها البهي..

أليسَ هذا أسمُكِ …

فردت وعينايَّ تنظر لتلكَ الشفاه وهي تنطق ..

نعم هو أسمي يا هذا فمن تكون..

فقلتُ لها ألمْ تعرفيني !أما قلبي فكان يقول :

أيعُقلُ يا حبيبة الفؤاد لم تعرفي أنا من أكون !!

فنظرتْ أليَّ ولكنها لم تتكلم و أكتفت بالسكوت..

حينها فهمت إنها قد عرفت من أكون ..

وقلت لها لماذا إذاً في بادئ الأمر تساءلت وكأنني أبداً لم أكون ..

هل ما زلت تخافين العيون..

لا يا حبيبتي لا تخافي فلقد ضاع ربع قرنٍ من عمرنا..

لا تشعري بالوجل فليسَ هناك ما نخاف عليه بعد ..

وأنظري لبياضٍ قد صبغ سواد الرأس ولشبابٍ قد رحل..

وصلتْ وهمّتْ للنزول فقلتُ لها لي عندكِ سؤال:

وعرفتُ من نظرتها إنها سامعةٌ ما أقول :

فسألتها هل من ذبحَ فؤادي ما زال يعيش ..

فأجابت بصوتٍ خنقتهُ العبرات ..نعم..

قلتُ لها حمليهِ أمانتي وقولي لهُ بكِلتا أُذنيهْ:

ذبحتني وذبحتها ألمْ يُحاسبُكَ الضمير..

فابتسمت بوجهي أبتسامةً تحملُ كلَّ معاني الألم..

وغابت عن ناظري..

و وقعت مني عصاي..

سمعتُ شباباً ورائي يضحكون ويهمسون..

فنظرتُ إليهم وجدتُ وكأنَّ الشباب يريد النطقَ من تلكَ الوجوه..

وسمعتهم يقولون:عجوزٌ مجنون’ كبيرٌ وتنظر للنساء وتُعجبُكَ هذي و تلكَ ويجذبُكَ الجمال..

فقلتُ لهم لا تضحكوا لا تستهزؤا سأقصُ لكم حكايتي..

تلك التي رأيتموها هي حبيبتي هي عشقي الأولَ والأخيرِ..

طلبتُها لتكون زوجتي وأبوها كانَ لي رافضاً ومانعِ..

لكني لم أستسلم وعدّتُ وطردتُ وعدّتُ وأيضاً لها عدّتُ..

لا قلبهُ لانَ ولا قلبي عن حبُها حادَ ..

وزوّجها لغيري وتزوجتُ بغيرها و أبنتي على أسمها أسميتها..

وكما رأيتم جمعتنا الأقدارُ التي فرقتنا بعد ربع قرنٍ مضى ..

وهاجت بنا الأشواقُ ونهضت فينا الجراحُ..

ولا أدري ماذا تريد منا تلك التي تدعى أقدارُ..

فلا تضحكوا يا شباب فقلوبكم بعدُ لم تكوى بنيران العشق والهوى والغرام..