خواطــر  

أعتذر عن حبك

منال صبري

nourelshams2004@hotmail.com

شفتاها مرسومتان بلون الدم وبدقة فائقة

عينان كحيلتان بلون الليل الناعس

شعرها الذهبي المنساب يتطاير مع كل نسمة هواء طيور النورس ترصع صفحة النهر الرقراق أسراب تحلق ثم تنتشر في انتظار وكأنها تحتفل بقدومها تطير وتحط على البساط الفسيح جلست على مكتبها كتبت سطرا واحدا ... مزقت الورقة قامت وفتحت النافذة ..أطلت منها ... دخلت إليها فراشة ...أغلقت النافذة وظلت الفراشة تحوم حول النور جلست على مكتبها وعاودت الكتابة كتبت سطرين .. اثنين ... وبعدها مزقت الورقة شعرت أنها تريد شيئا لا تعرفه هي أدارت اسطوانة موسيقية حالمة اندمجت مع الموسيقى .. رن جرس الهاتف ...

ألـــــو ...

ألـــــو ...

يا الهي انه هو أمعقول ..؟

وقبل أن يكمل باقي حديثه أغلقت الهاتف

عاودت الكتابة مرة أخرى لتكتب...

أعتذر عن حبك

 

 

لا تقل لي .. حبيبتي ..

فأنا لا ولن أكون يوماً حبيبتك

لا تقل لي .. حبيبتي ..

لا تقل اشتقت إليكِ...

لا تقل لي أحبكِ ...

لا تقل .. أنتِ كل شيء

لا تقل من أجلكِ

سأفعل ما لم يفعله بشر

مهما فعلت فلن أحبك

لأني وباختصار

أعتذر عن حبك

مهما كتبت من كلام

لو صرت لي بحــراً

لو صرت لحنــاً

أو نشيــداً

فلن أحبك

لو انتهى جنس آدم من الوجود

وبقيت أنت وحدك فلن أحبك

لو صرت وحدك ...سعــادتي

لو صرت وحدك ... نجــدتي

فأنا أعتذر عن حبك ..

لست أنت

من رسم معي أحلامي وآمالي

من فجر حزني وآلامي

من أجده في كل العيون

في كل البلاد

في كل الأماكن

لستُ أنت من عشقه قلبي

و بغرامه اجتزت الأيام و الشهور

لستُ أنت من انفجر حبه بقلبي كالبركان

حُبك أنت لا يعني لي شيئاً !!

لا يعني أبداً شيئاً !

لا تسألني ...

لا تحتار وتحيرني ...

مستحيل أن أحبـك

مستحيل بعد اليوم

أن تتحدث عن حُبك

لا تسألني ...

لا تحيرني ...

اسمعني وأنا أقول لك

أعتذر عن حُبك

مهما ذرفت الدموع...

ومهما قاسيت العذاب

فأنا وما زلت

أعتذر عن حُبك

 

في هذه المرة لم تحاول أن تمزق الورقة ..

و عند هذا الحد

وعلى غير أوان سقطت الأمطار الثلجية وهبت الرياح الباردة استلفتتها الفراشة وهي تطير متجهة إليها وفجأة ..

رأت طيفه وسمعت صدى صوته يقول :

أنتِ لا تدركين ما في قلبي الملكوم

رنين صوتكِ يأتيني عبر المدى

يلفني

يدغدغ حواسي

وما حيلتي أنا ..؟

ما حيلتي أنا ..؟

فما زالت روحه

ترفرف فوقها تجوب كل ليلة سمائها

تحشرج صوته ..أصبح متخما بالحزن

رأت وميض عيناه اللامعتين قد انطفأت

حتى تلاشت تدريجيا وانصرف عالقا بآذانها صدى صوته الحزين ..

النهــــــــــــــاية

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com