خواطــر  

رحيل ورقة من عمري

هبة الصافي

حبيبي اليومَ ميــلادي جاءني لتزداد أوراقي الساقطة أرضاً ورقة..

حبيبي يكفيكَ غياباً وعُدْ لي وإلى أحضاني المتشوقة..

حبيبي آلاّ يكفيكَ مُناسبةً يومَ ميلادي لتأتيني بأحلى تهنئة ؟؟؟..

أم إنكَ نسيتَ ذلكَ اليومُ السعيدْ الذي كُنا نحتفل فيهِ سوية… حبيبي كانَ ميلادي سعيداً حينَ كُنْتَ معي وقربي نرقصُ على أنغامِ موسيقى هادئة ..

واليومَ ميلادي أتاني باكياً حزينْ ..

قالَ لي:سعيدةٌ أنتي بمجيئي ..؟

فرفعتُ عيني إلى السماءْ ..

وكانت تنهداتي أكبرُ مني..وسالتْ الدموعْ..

قالَ: يكفي فلقد أغرقتني دموعُكِ..وقتلتني تنهداتُكِ..وأماتني صمتُكِ..

إنكِ لا تُريدينَ الأحتفالَ بي فأنتِ مجروحةٌ وحزينةْ..

وحبيبُكِ غائباً عنكِ بعيداً عن أنظارُكِ وعيونُكِ باكيةْ ..

فكيفَ يُرضيكَ أن أحتفل بميلادي وحيدةْ ..

ومن سوفَ يأتيني بلعبتي الصغيرة ..ومشطاً..وياسمينة..

ومن يأتيني بكيكةٍ تحملُ شموعَ عمري الطويلةْ..

ومن يُطفئ الأنوارَ ليُغني هبتي كُلَّ ميلادٍ وأنتِ حبيبةْ..

ومن سيلبسُني فُستاني ذلكَ الزهري ويلعبُ في شعري بأناملهْ..

ومن سيهدي إليَّ تلكَ الزهور النرجسيةْ ..

ومن التجأ إلى زنديهِ وأُخبأ رأسي عندَ ضلعيهِ كطفلةٍ أعادوها إلى الأبوينْ بعدما كانت فقيدةْ ..

ومن سوفَ أنامُ على يديهِ كالعصفورة..

قلتَ إنكَ لن تُفكر في الرجوعِ إليَّ فهامت جراحاتي متوسلةً إليك وراجيةْ ..

أتوسلُ إليكَ أرجع فالميلادُ يرتسم ويزدهر لميلادكْ..

أرجع فحياتي عطشى وأنا لا أرجو لضمأها سكوتاً إلاّ وحياتكْ..

حكاياتي وأشعاري تتوسلُ كلماتك أن ترمي حروفها وسط أوراقي التي ترنو أفكارك..

أرجوكَ عُدْ لقلبي ولا تزدهُ لوعةً فهو يهمُّ إلى لقاءكْ,,ينسى عندكَ أحزانهْ ويرمي بأكتآبكْ..

قرَّب مُقلتيكَ من وجهي الحزين لترى في الشحوبِ سرُ أنتحابكْ..

وأنظر في ثنايايَّ صرخة اليأسِ..وأشباحٌ تتأوه في سنينِ شبابكْ..

لهفةً تسرق الخُطى بينَ جفنيَّ وحلمٌ يموت على أطرافُ أهدابكْ ..

خُذ قلبي أسمع شكراهُ ساعةَ البينِ وخوفُ الرحيلِ وهو يهمُّ للقائكْ..

وأحجب ناظرُكَ عن شراعٌ يراهُ في الوهمِ ينسابُ موجٌ يحسهُ في مساءكْ..

الوداعُ الحزينِ آلمني فشد ذراعيكَ عليَّ..على أسى رحيلكَ وشقاءُ شقاءكْ..

أرجوكَ عُدْ لقلبي وأمنحهُ حُلم أيامٍ طوالٍ ضاعت فيها ساعاتي بشوقِ أيامكْ أو همسة بأني سوفَ ألقاكْ..

على سواحل غربتي وتحت خيوط ضبابك فها هو كما ضجَّ شاكياً في ذراعيكَ هام شوقاً صارخاً.. أمنعْ عني عذابكْ ..\\ فأرتمي..أين يرتمي صدرهُ الجائش حُزناً وحيرةً بأنتظاركْ..

وأغضب وأدفنهُ في خبايا صدري القاسي وأرمي على هواه خيوط ستاركْ..

فعد لقلبي متى تشاءُ وأزرع به بعد بسماتي بسماتكْ..

أنا لا أملك إلاّ أن أرفع لكَ ستائر روحي وأطلب منكَ أن تُسكنني أفعالكْ ..

أتركْ النوافذ بيننا مفتوحة,,أُريدُ أن أحسُ بدفءِ الحب من نظراتكْ..

لا تقتل طفلةً جاءتكَ لكي ترتمي على أحضانك..وتشرب الحب من أقداحكْ..

فتعالَ إني أنتظر أن تأتيني حاملاً عهدَ الوصالِ هديةً ليومَ ميلادي..أليسَ هو أيضاً بميلادكْ ..؟

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com