أستقالة حب

هبة الصافي

وها قد حانَ وقت الوداع..

فلقد دقت الأجراسُ مُعلنةً إنهُ يومُ وداع..

وبأننا أبداً ,,أبداً لن نعود..

وسيحلُ أرضنا الجفاء..

ستنطفئ أبتسامتنُا وستنقطع خطاباتُنا..

لأنني أكتشفتُ سِراً إنكَ ,,,خائني..

من اليوم ستختلف مناخاتُنا..

وسأرمي كل هدياكَ وسأحرق الصور..

وسأشعر بالضجر حين سماع أسمك وذكراك حينَ تمر..

وسأصر على تفرقة أجزاؤنا وعلى أن لا تجتمع..

وسأجعل جميع أطوارنا التي تشابهت تختلف..

سأُغير دفاتري ولون أوراقي وحبر القلم..

سأُغير شكل أصابعي وأفكاري ولحن الوتر..

لن نكون بعد الآن رفيقا مصيرٍ أو طريقٍ أو درب..

فلقد قررت هجرك ونسيانك وكُرهك..

سأُلغي عاطفتي ,مشاعري لن تُحرك فيَّ ساكناً بعدْ..

عقلي سيحكم بل كبريائي قرر..

مددتُ يدي أُصافحك ,سأتركك ,سأرحل..

لا تفرح بمصافحتي فغايتي أن نعودَ كما البدءِ غرباءٌ وحسب..

أُصافحُكَ لأجرح كبريائك لأنكَ لم تستطع إمتلاكي قط… أمنحك شيئٌ فقط هو التوبة لأنها أرخص شيئٌ يعطى..

لكنني عذراً لن ولم أمنحك الغفران فهو أعز شيئٍ أملك..

وسأجعلك تختنق من قسوة الرفض لتي تنبعث من أصابعي لك..

وسأتركك لأرى الألم يتجسد في قبضتك..

وسأتماسك لأراكَ تبكي بضعفٍ وأنكسارٍ وصمت..

لا تعتذر فلن أقبل بعدالآن أي أعتذارٍ منك..

لا تندهش لقسوتي فأنه كبريائي قد جُرِحْ..

كِلانا الآنَ مجروح لكنني أُريد الوداع وأنت تريد الأعتذار..

فأفضل لكلينا أن نعود لنقطة الصفر..

ولنعود غرباء بعدما كنا حبيبين من سلالة العاشقين والعشق..

فلقد أعلن الحب أستقالته فحبٌ وخيانة ندان محالٌ أن يجتمعان..