خواطــر  

أمي .. سامحيني

حوراء الكفيشي/ بابل

haawraa@maktoob.com

في عيدك يا أمي احترت ماذا أهديكِ

في المدرسة قدموا لنا وردة لعيدكِ

حملتها وقبلتها ..

وبدمع العين سقيتها ..

وكم تمنيت أن يمضي الوقت سريعاً

كي أصل إليكِ .. 

والوردة أعطيكِ ..

 

وأخيرا حان وقت الانصراف

آه ، كم اشتقت إليكِ ..

وفي الطريق تخيلت نفسي بين ذراعيكِ

وكيف أركض إليكِ ..

لأرمي نفسي عليكِ ..

لأقبّل وجهك ويديكِ ..

 

 

تخيلتك تحضنيني

وبذراعيك تلفينني

وبعطفك وحنانك تغمرينني ..

وأنا وسط هذا الشرود والحلم فيكِ

أصيت بضربة قوية أسقطتني

وأسقطت الوردة من يدي

 

 

ماذا جرى؟؟

إنها الذئاب سرقتني ..

ومن الوصول إليك حرمتني ..

وبعبوة ناسفة فجرتني ..

وإلى الموت أخذتني ..

 

 

أمي سامحيني ...

لأني لم أستطع الوصول إليك

وجعلتك تذرفين الدمع من عينيكِ

وفوق هذا ،

لم أوصل الهدية إليكِ

لقد سقطت الوردة يا أمي ..

تمزقت واحترقت ..

وبدمي تلطخت ..

 

 

أرجوكِ لا تذرفي الدمع عليَّ

أخاف على جمال عينيكِ

وابتسمي لأنه يوم عيدكِ ..

صحيح أنني لم أستطع الوصول إليكِ

ولكن لا تحزني ،

فروحي لن تبارح ذراعيكِ

وستظل ترفرف فوق ثغركِ

 

 

لقد قتلني الأوغاد يا أمي

فلا تنسيني ..

ودائما اذكريني ..

فأنا لن أنساكِ

لقد متُّ وفي قلبي صورتك

فلا تنسيني ..

 

 

وفي الختام سأترك دمي

يكتب لك أجمل رسالة..

كل عيد يا أمي وأنت بألف خير

كل عيد يا أمي وأنت تجلسين على قبري

وفي يدكِ وردة تحملينها إليَّ

وتقدميها إليَّ

مملوءة برائحتك

مروية بعطفكِ وحنانكِ

 

 

وداعاً يا أمي ..

وداعاً يا أغلى ما في الوجود ..

وسامحيني لأني لم أصل إليكِ

ولم أقل لكِ

كل عيد وأنت بألف خير يا أمي ..

  ابنك الشهيد الصغير

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com