خواطــر

بعدك الضياع

زينب بابان

منذ أن شددت الرحيل عن عالمي وأنني في حالة ضياع في ضياع.. لماذا أضحك.. لمن أتجمل.. لماذا الإصرار على الحياة والتواصل مع العالم وكنت أنت شمعتي وسط عتمة أيامي؟ هل ألمتك إلى هذا الحد.. هل أحببتني لحد النزف.. جعلك تأخذ قرار الرحيل فجأة بدون مقدمات!! لم أبح لك يوما مدى غيرتي عليك.. ومدى قلقي لتأخرك عن موعد تضربه للقائي... وهاجس الفراق لم أضعه يوما في الحسبان! دللتك أكثر من روحي.. يأسرني خوفك علي.. غيرتك المتناهية..( أبوية خلي بالج على نفسك!) رغم آلاف المعجبات حولك و بإشارة من أصبعك يتساقطن حولك.. لكنك فضلت مناقشاتي.. وعتابي.. لا أعرف لماذا كنت تتحملني إلى هذا الحد.. كل هذا سراب!! لا أصدق ولا أريد الاستيقاظ من هذا الحلم....

هل حزنت لظروفي.. وكيفية مواجهتي لها لطبع أسمي وبصمتي على كل أبداع..أليكم الصراحة يا قرائي نعم بنظر الناس معاقة.. لكن روحي طفلة صغيرة متعطشة للحب والحنان لا تأبه لنظرات الناس وتعليقاتهم وتسير و تسير بلا هدف تضحك مع هذا وتجامل ذاك.. لم أؤمن بالحب ديدنا والتزام وخوف وترقب.. فعلا للعشق طعم لذيذ! القدر لم يمهلنا أشهر ليعلن فراقنا.. كنت أترقب بطلتك للإذاعة وأشجعك وأنتقدك.. بعض الأحيان أخشى زعلك تقول لي رأيك يلهمني.. أغلبهم يجاملونني أنت الأصدق فيهم.. يعجبني بك يا طفلتي أنك لا تأبهين لنجوميتي.. لا تعاملينني بتحفظ.. أجدك صندوقا لأسراري.. خوفك علي..قلقك.. مساعدتك لي..

تذكر يا غالي يوم اتصالي بك قلبي أخبرني أصابك شيئا.. مكروه يحيطك.. بالفعل أصطدم سيارتك.. يا ربي هل أصابك شيئا! لا فقط السيارة.. وعدتني باتصال انتظرت ليلا.. أقفلت هاتفي ورقدت بسلام بعد سماعي لساعتين تهاني لسلامتك من الحادث. صباحا أجد رقمك في هاتفي؟؟؟ يا ربي ليس من طبعه الاتصال بهذا الوقت المتأخر ليلا هل التهاني كانت تغطية لحادث أكبر من تحطم أجزاء من السيارة؟. حاولت الاتصال لا يرد.. أرسلت رسالة لا جواب.. ماذا أفعل وشبح أعاقتي يطوقني من رأسي إلى أخمص قدمي؟؟ أتمنى لو كنت طيرا لكنت ألان بين يديك.. ما الحل؟.. سأذهب للقائه وأمري إلى الله.. لم أبه لشكلي وملبسي وماكياجي كنت بأسؤا حالة ودموعي تصب بلا قيد يا رب يكون بخير!! لا لأجلي فقط... لديه أطفال وزوجتين ووالدة ووالد ينتظرونه بالسلامة...

أترجى موظف استعلامات الإذاعة هل هو بخير هل أصابه مكروه! قال ما به! قلت أمس عمل حادث هل أصابه شيئا!قال انتظري سيأتي.. جاء بضحكته الطفولية ومناداته لأسمي المحببة لقلبي..افترسته بعيوني وأتفحصه كالأم تعاين صغيرها هل بك شيء! لاشيء أصابني لماذا أتعبت حالك وأتيت بهذا الحر اللاهب.. سألتك هل تختبر حبي لك بعدم الرد على اتصالي! ويعجبك قلقي عليك. لا تتعبني معك.. أحبك والسلام... تذكر عندها ذهبت لكادر الإذاعة وأنت فخور بي هذه تحفتي.. هذه زهرتي.. وأنا أمام امتحان صعب.. كالطفلة تنشد الأمان تمسك بيد أبيها لا تتركني أمام الغرباء! تحاول إفلات يدك.. أعاود لمسها لا ترحل عني..أخاف الغرباء.. وسرقك عملك مني وخرجت وكلي أمل بلقائك كالأب تقول لي.. أبويه أتصلي بي عند وصولك لأطمئن عليك...

هل من المعقول ما تقوله لي قلته لأخريات لا أصدق! ملاعيب الأولاد في هذا الزمن الرديء باتت معروفة لكن حتى كلام صديقتي وعتابها لك.. لماذا لا ترضى لها وضع الماكياج لتشاهد الأحلى والأجمل!! تعرف كم لونا صبغ وجهك خجلا! هذا الحياء هل بإرادتك! وقولك أنها الأحلى والأكثر أنوثة بدون أصباغ.. لا عليك أريدها هكذا!

البعض يظن حبي لك لشهوة.. لغاية.. لمجد زائف..! لا والله حالتي الصحية أعرفها جيدا لا تجعلني أفكر بشهوة الارتباط... وتعرف تفاصيل حياتي برمتها وأعلنت حبك لي بعد معرفتك لكل شيء عن صحتي لم أسعى بحبك هذا كرم ألهي!..

ما لذي يجبرك لتقول لمن تتركيني..! بعدك من سأشكو لها همي وفرحي وتشاركني مشاكساتي.. وقول والدتك ولدي المشاكس معجب بك ويكلمنا عليك كثيرا...!!

ما لذي جعلني أصدقك؟؟.. رغم عبثي مع الآخرين.. لماذا ألتزمت بكل ما قلته لي؟؟ حتى هاتفي عندما يرن أقفله ولغيرك لا أشكو.. يقولون حبي لك لغاية؟؟ ما لغاية التي أريدها! وأنت أحدى الأبواب التي طرقتها لعلاجي مع عشرات الأبواب... ومنذ أشهر لا جواب فقط المفضلين الصغار والكبار لهم الواحد الأحد..

لمجد زائف.. أي مجد هذا ألم أكن نجمة المعارض والملتقيات.. بإمكاني العودة والمشاركة بأغلب الإذاعات.. لكني اكتفيت بك دون العالم وبعدك الضياع... أحثك للمصالحة مع طليقتك راجعها تواصل مع أبنائك لا تحرمهم حنانك...متعجبا أنت تقولين هذا!! لا أصدق أنك تمثل علي دور الحبيب.. متى اللقاء يا أعز الناس لتعود الأزهار لدوحة روحي العليلة... سأضمك بين روحي العطشى لحنانك... فأما لقائك أو بعدك الضياع.....

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com