الشتاء يطرق بابي الخشبي....

دقتٌ تلو الاخرى يدعوني الى نافذة الذكريات الجميلة..

ذكريات الطفولة والصبا التي عشتها بصدق وبراءة....

فأنها النهر المتدفق الذي يتدفق عليّ كلما عانقني ليل الشتاء البارد...

ذلك الصديق الذي لا اركن الا اليه ولا اهدا الا فيه...

وها انا في عتمته والهدوء الذي يكمن فيه...

سمعت صرخة تدوي في قلبي الى اين انت راحلة... هل تذهبين من جديد...

ارجعي بأفكارك الى الهدوء والسكينة...

ولا تكوني ضعيفة فأن هذا الضعف يؤلمني وصمتك يقتلني...

حاولت السماع لذلك الصوت ولكن قلبي ابى فقررت الرحيل...

ورحلت بسفينة افكاري في ذلك النهر ومع برودة الليل....

ورغم تلك البرودة الا انني احسست بالدفىء واحسست انك معي...

تمدني بالقوة وتبعد عني ذلك الخوف من المجهول...

كان طيفك كالطير يحوم من حولي...

حاملاً تحت جناحيه دفىء ليقيني من برد الشتاء...

وها قد وصلت الى مرسى جزيرة لا يسكنها احد...

بحثت فيها عن ذكرياتي التي مرت فلم اجد شيء...

واذا بشيخ كبير قال لي عن ماذا تبحثين...

فأجبته عن ذكرياتي...

فقال ارحلي يا ابنتي فأنها رحلت مع ذلك الطير.