|
خواطــر الاغفاءة الابدية نجوى الطاهر / بنت الرافدين (بابل) دموعها لؤلؤٌ متناثر على خديها .. تغص بعبرتها التي تكاد تخنقها .. تلوح بيديها الناصعتان بالوداع .. شعرها الذهبي محلق في الهواء وثوبها الارجواني خلفها. وهي في ساحة كبيرة ملئها الورد واقفة على بعد اميال من الطريق المؤدي الى قريته... تنتظر منه الرجوع اليها لتنثر لؤلؤها على كتفيه.... بدأت الشمس تميل عنها .. وتحجب بعض نورها خلف البحر وهي تنتظره.... احست بشيء يقبض على قلبها وصوتاً يبعث بداخلها: “ ارجعي، انه رحل انه تركك ولا يرجع اليك، ارجعي من حيث أتيت” تسألت في نفسها كيف لا يرجع وهي تعلم كل العلم انها تعيش بداخله وانها حبه الوحيد.... صرخت بذلك الصوت وقالت انه لي وسوف يعود... وفي طريقها الى بيتها الصغير سمعت صوت بكاء ونحيب... تعجبت لذلك الصوت، لماذا البكاء؟ تلتفت وراءها لترى تابوتاً خشبياً، يا ترى لمن يكون؟! ولكن لا احد يجيبها.. لم تكترث لأمر ذلك التابوت.. سارت الى منزلها والموكب يسير خلفها. وقفت في الباب تحاول فتحه والعويل يزداد من حولها.. تسارعت نبضات قلبها وسرى الخدر الى أطرافها .. نظرت الى التابوت واذا به وجه حبيبها.. تأكدت تلك الساعة انه لن يرجع اليها .. اخذت وردة حمراء وضعتها بين يديه.. ووضعت رأسها على صدره.. لتغفو إغفاءة الأبد.
|
| |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |