خواطــر

مناجاة عاشق

زينب بابان

البحر الهائج لم يعد يتحمل الام الصياد وروايات الحزن لحوريته البغدادية ... فأنشد يقول لها .. أعلم ستبقى الروح تلهف لحظنك الدافىء , أعلم ستبقى النفس تحنو لصدرك الحنون .. أعلم سيبقى الجسد يهيم للحظة الشوق .. ولكن ساعة المصير أقوى من كل الرغبات ستبقى أرواحنا تتعانق حتى لو فرق الموت أجسادنا .. ستبقى أرواحنا تتجاذب حتى لو أصبحت الحياة سراب.... أخذت أمواج البحر تثور وتنتفض... أمواج البحر تتمرد على الغرباءالذين غزوا البلاد وعاثو به هتكا وفسادا وتقضي على قصور الرمل الصخرية .. فقد تناهاالى اسماعهم أصوت ايتام العراق وحزنهم ..

أمواج البحر تدمر الصخر واليابس وتندفع سرعة وترمي بالصياد والحورية على شواطىء دجلة ... ادمعت عيناهما يالحزن بغداد الحبيبة يالبؤسها بتدمير أقدم جسر في العاصمة بغداد يالحزني لفقدان جسر الصرافية كم مشينا عليه الا تذكر ياحبيبي بالامس القريب اتخذوه معبرا للزيارة المليونية لوفاة الامام الكاظم عليه السلام .. لماذا يقطعوا أوصال بغداد بشاحنة مفخخة محطمة لأحلامنا وتطلعاتنا... بعد حين وفورة غضب .. سكنت أمواج المياه وتهدمت رموز الجريمة .. لم يبقى في مشهد الحقيقة سوى أيتام العراق .. نزلوا لمسرح الوطن .. ليدعوا الله ان ينشر الفرح والسلام في ربوع الوطن ... وسمعوا كتغريد البلابل لضحكات ايتام العراق .. ولعودة الامل في بلدي المذبوح... فأنشد الصياد لمحبوبته الحورية ... وهو في حالة يأسه .. ما أجمل قبري أن كان من صنع يداك ... وما أجمل لحظات موتي أن كانت بعد رؤياك .. وأن مت يا حبيبتي هل تبكي علي؟ وما كان الموت ألا فداك .. وأن سقطت قطرات من الماء أتمنى أن تكون دموع عيناك.... وتعانقا الصياد والحورية وألتف حولهما اطفال العراق ليقيما عرسهما على ارض الوطن ولينشروا الفرح في ارض الحزن....

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com