خواطــر

ادميتي قلبي

نجوى الطاهر / بنت الرافدين (بابل)

الى روح الطفلة حور فاضل

خصلات من شعرها الاسود الفاحم تتناثرعلى وجنتيها... وجدائلها متدليةٌ على كتفيها... عيناها النرجسيتان ترقصان فرحاً... تركض لتسبق الريح بفرحتها ترسم على شفتيها ابتسامة غريبة... مرتدية زي المدرسة بين يديها دفترها الذي بين صفحاته خطت دار دور لتعود الى امها لتقول " امي لقد عدتُ... وجئت اليك بفرحتي احمليني يا اماه بين اضلعكِ... دعيني اتنفس من حنانكِ واسدلي عليّ اهدابكِ... اه يا امي كم اهواكِ"

وماهي الا لحظات وتناثرت الطفولة على ارصفة شارع المهندسين، هكذا وعندما لا يدرك المرء مسؤوليته تجاه مجتمعه... سرعة سائق ازهقت روح طفلةٍ لم ترَّ من دنياها الكثير.. (حور).. كأن اسَمها مُسمَّاها فهي من الحور تسبح اليوم في جنانِ ربَّها العزيز الجليل..

كانت طفلةً صغيرةً تركضُ فرحاً ولا احلى من الدنيا من فرحةِ طفل، لم تكن لتعلم ان سيارةً مسرعةً تنتظرها لتقطف زهرة عمرها ولتبدل هذه الفرحة ببكاء وعويل امها.

اين ذهبت يا حور اين ضحكاتكِ اين قفزاتكِ لماذا ادميتي قلب امكِ عودي اليّ يابنتي دعيني اراك مثل طيف تزرعين قبلةً على خدي الذي جَرَّحته دموعي اه.. اه.. هل اراك من جديد.

دوى صوت خافت يهمس في قلب امٌ منكسر " اماه افرحي لي ولا تبكِ فأن هذه الدموع تحرقني... اماه انا في النعيم وسوف اكون دائماً الى جانبكِ عندما اراك ببسمة منك تمسحين دمعة ابي وبنظرة حب تريحين بها اختي اماه دعيني انعم بحياتي الجديدة ولا تقولي ان الموت اخذني منك ومّمن احبني"

لا أُعتبُ الدهر، جلَّ الدهر عن عتبي

  لكنما القلبْ، جُنَّ بصرخةِ الغضبِ

        ما للمصيباتِ إذ ما جئنّ في عجـــــلٍ

                        قطـــــعنَّ افئدةً ثكلى بما تُصـَــــبِ

         لله درُّك من امٍّ بمــــــــــــــا ثكُلت

                        فإن صبـــــرتِ فلا حزنٌ لمحتسبِ

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com