|
خواطـر تساولات خلف جنازة مسؤول
زهراء سعدي
مات المسؤول وتوجهت الحشود الهائلة لتشيع جنازته. هاهي الجنازة تسير نحو المغتسل، الخطوة الاولى الى العالم الاخر. سينام على صخر المغتسل تاركاً حماماته واحواض سباحته وانواع الصابون المختلفه .. هاهو يغتسل بسدر والكافور. هاهو المسؤول يُحمل مثل جميع الناس دون تميز لثروته او ماله او كرسيه دونما رجالات الحماية في داخل صندوق خشبي وهو الذي قضى حياته بين الجاه والثراء؟ ها هو يُحمل على اذرع رجال اربع دون سياراته الفاخرة ها هو يُلف في هذه الخرقة البيضاء؟ .. دون بدلاته التي كانت تتسابق مع الموضة .. ها هو يستبدل الحرير والاربطة الانيقة بثوب ابيض لا يختلف عن ثياب رفاقة الموتى بشيء. اخذ نعش المسؤل يقترب من المقبرة حتى وصل الى الحفره التي كانت هي الاخرى فاتحة ذراعيها بلهفةٍ لاحتضانه. وُضع داخل الحفرة .. قال احدهم (رحم الله من يقرأ الفاتحة). وما هي الا لحظات حتى اختفى كليا عن الأعين وغار في التراب وبدأ أهله ينسحبون وتاركين اياه مع الغربة والوحشة. بعيداً عن الاضواء والتصفيق وعدسات الكاميرا. كيف يمكن للقبور ان تتشابه؟! هل يمكن ان نصنع للمسؤولاً قبوراً من ذهب تتناسب ومقامه الرفيع؟! هل يتمايز البشر تحت التراب؟!
|
| |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |