خواطـر

بني آدم

وفاء شاكر

تعال نتحقق من ادميتنا في زمن الا ادميه زمن الموت حرقاً وذبحاً وشنقاً زمن اللا حب واللا عدالة واللا رحمة

زمن نحن فيه اااااااااه في حلقنا تعتصر الدموع وتكوي القلوب وهاجس يسير باقدارنا المجهولة نحو الهاوية وماذا نفعل نحن بهكذا عالم نتبضع من اسواقه نركب مركباته ونمضي الى وضائفنا لنغتب بعضنا بعض ونرتوي من دماء الضحايا ونلوك لحوم الغافلين واي غافلين ومن يغفل في زمن الا غفلة في زمن الجحيم المنزل علينا ونحن نستحق الجحيم الذي في قلوبنا

 نحن طلبناه طالبنا به واعطي لنا مع شكرنا الجزيل

كيف لنا ان نرفض وجوده الان بعد ان اصبحنا معه كيان واحد يسير بنا اين مايريد قدرنا المحتوم فهلا اخبرتني من منا الافضل نحن ام الزمن الذي نعيشه هل نرمي بتبعات افعالنا في وجهه نحمله وزرنا واوزار ابنائنا الذين يكبرون امام انظارنا بقيم متلونة مخلوطة متداعية بين الماضي الاليم والحاضر المظلم والمستقبل المتردد

ام انه السبب زمن اللا وجود لعالم موجود منذ الخليقة الاولى زمن اللا حياة في الحياة النابضة بدم الشهداء من ابناءنا من اخوتنا في الارض والتاريخ والدين والجنسية

هل يفتخر ادم بنا ذلك الاب الاول الذي نشترك كلنا في ابوته لنا ام انه يدير لنا وجهه عابساً بعد ان اغرقنا انفسنا في بحور دماءنا المنسكبه على ارض الحاضر الموجع

ام ان امنا الارض ماارتوت من نهر الدم الجاري متدفقاً سيل من الورود الجورية الحمراء يناجي في جريانه حبيبات من كل عصر وزمن حتى يصل هذا الزمن زمن القسوة والاضطهاد والعنصرية اين برائتنا اين النخوة اين الاباء

اين القيم النبيلة السامية التي جبل الانسان عليها منذ ان خلقه الله سبحانه وتعالا خليفة في ارضه وهل نجده ان بحثنا بيننا ياترى ذلك الانسان النبيل صاحب القيم والمبادىء ام ان علينا ان نقيم له المآتم ونمشي خلف جثمانه البض الشريف لنواريه التراب حاله حال كل جميل ورائع في هذا الزمن زمن القباحة والاجرام

هل هناك على وجه البسيطة رحمة وان وجدت فلماذا لا نلمسها فينا

هل هناك على وجه البسيطة حب وان وجد فلماذا لا نحب بعضنا

هل هناك على وجه البسيطة عدالة وان وجدت فلماذا الجور شريعتنا

اني اليوم ومن هذه اللحظة اعلن اني مع العدالة ومع الرحمه ومع الحب انا في طور العودة لادميتي فهيا معي نناصر الاب الاول ونرفع راسه ليفاخر بنا بني ادم لا احد يجهل ادميتنا غيرنا فلنعود الى حيث السلام والسكينة الى البداية لننطلق من جديد الى شروق الشمس الهادىء بعد هذه الظلمة.

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com