خواطـر

لمن كان يتحدّث النهر؟

منال أحمد

 الدماءُ تجري لتصلَ إلى جذعِ شجرةٍ مقطوع،

بينما السماءُ تلدُ الدخان،

لمن كان يتحدّثُ النهر؟

هل كان الليلُ يشبهُ النهارَ أم أنَّ ما نراهُ ليس الشمس؟

كلّ النجومِ معلّقة على البندقية،

عراةٌ تدوسنا الأقدام،

الكلابُ تنهشُ الأصابع، الأطفالُ يلعبونَ مع القمر

الولدُ في الوحَل وهذا الطائر يبحثُ عن عشّ،

مذعورةٌ تلك البيوت تتداعى

الأفعى لا تسأمُ المنظر،

الذاكرةُ لا تعرفُ النسيانَ ما بعد الذاكرة..

ذلك الظلام يشتعلُ بزيتِ المدافع، ينتشرُ كصفائح الدم،

لقد نحلَ العطرُ ولا يزال الفراتُ أحمرَ..

هل الهدهدُ يصيحُ أم النسر الذي يلوحُ فوق الجبل؟

أسمالٌ تتطايرُ مثل أشرعةٍ تحطّمها الأمواج..

يا صوتَ أُمّي من هناك، أراغب هذا العدوّ في تفتيتِ الرمل؟

من سوف ينتحلُ هيئةَ النخلِ حين يسقط الرطب؟

لن تهزَّ مريم الجذعَ عندما قال اللهُ لها ذلك،

أزيزُ الرصاصِ يخترقُ الحجرَ مثل الرعد،

المياه تنهمرُ، هنالك ذراعٌ مع رأسٍ يتدحرج

صنّارةٌ تتدلّى من فمِ طائرة،

ربّما الريح تعصفُ بأرضٍ قرمزيّة، 

فإلى ما وراء اللحظةِ لا ندركُ معنى أنَّ اليومَ ليس غداً..

هوّةٌ تنهمرُ كالبركان

عندها لا شيء غير التمثالِ في الطريق.                  

أليستِ الصخرةٌ هذه لرفعِ الستائرِ عن الطبيعة؟

كراتُ النارِ شظايا تلتهب، كما لو أنّها بلّورات ثلجٍ مدويّة

لكأنَّ الفِخاخَ مصائرُ مقدّرة..

إلى أين تسيرُ القوافلُ مع أنَّ الذئابَ في أعلى التلّة؟

عذارى في الشوارعِ مشقّقات الثياب، وهذا الطفل يدفنُ ضوءَ الأنهار،

الحبرُ يسيلُ في الطرقات، من يكونُ ذلك الشاعر الذي نخبَ صدره؟

من أين تهبُّ الرياحُ وفي أيِّ شرقٍ تنام؟

يا  كوكبةً خضراءَ أهذا هو لونُ المطر؟

البحارُ  تنضبُ قبل أن تلتهمَ النيرانُ الباحة،

أترى ذلك الغبار المتصاعد من حولك؟

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com